الفصلُ الثاني.

324 42 142
                                    

أنفاسهُ تتسارع والعرقُ يملىءُ جبينه،
يتحركُ بعشوائية مُحاولًا إبعاد الأفكار الكابوسية.

استقامَ من سريرهِ بفزع، لا تزال أنفاسهُ
متسارعة ويلهث بلا توقف.

يدهُ امتدت مُنتشلةً الحبوب بجواره
'مضاد الإكتئاب'.

أراح برأسه على الوسادة ودموعه
انسابت بسلاسة.

«أنا لستُ مجنونًا، أنا لستُ كذلك»..

-----

المنبهُ يرن منذُ فترة ولا يزال تيهيون وبومقيو
ينامان بعشوائية.

«إستيقظا يا كسالى»،
صاح كاي بإشراق يضربُ الباب
بقدمه.

«واللعنة كاي أُريد النوم»، همس
تيهيون بإنزعاجٍ مُفرط.

«يؤسفني ذلك عزيزي لكنكَ تمتلكُ
اختبارًا لذلك استيقظ بإرادتك قبل أن
أجلب لكَ سوبين هيونغ».

«فلتذهب فقط»، صاح بومقيو
راميًا اياهُ بالوسادة.

-----

«كاي تعالَ لتناول الفطور»
نادتهُ والدته بإبتسامةٍ واسعة.

لا تزالُ تحاول إرجاعهم بشتى الطرق
هي تعلمُ كم كانت غبيةً بالفعل.

الندمُ يملؤها، ولا تعلم ما الذي كانت
تُفكر فيه عندما قررت تركهم خلفها.

لطالما كانت تحبهم ككقطعةٍ من روحها ولازالت
ولا يزال كاي الأقربُ لفؤدها.

«عفوًا، تأخرتُ عن مدرستي»
اعتذرَ بصوتٍ صغير.

«يونجون هيونغ، سأذهب»
قال لشقيقه واقتربَ مُقبلًا خده ليمسحَ
الأخر على شعره بحنو.

«انتبه لنفسك».

«سأفعل».

-----

«تيهيوناه، أريت المتجر الجديد؟»
صاح بومقيو بحماس شديد.

«لا، أرني اياه»، بإبتسامةٍ باهتة رد
ولم يكن بومقيو ليتركه دون ابهاجه

سيكونان دومًا كالتوأم السيامي ملتصقين ببعضهما.

-----

«ما الذي يزعجكَ يون».
سوبين القلقُ سأل أخاه أثناء
سلوكهما طريق المدرسة.

«ليس لدينا الكثير من المال
وإني لأفضل الموت شنقًا على
أن أطلبِ بنسًا من تلك المرأة».

«سيكون عليّ ايجاد عمل»،
تنهد بثقل قبل أن يتلقى وكزةً من أخيه.

«علينا يون، أنا لن أتركك تعملُ بمفردك،
إن ظننتَ أن عليك رعاية الأطفال بمفردك
فأنت مخطىء، أنا هنا إلى جانبك».

ابتسم بخفوت، علَّ الدنيا متقلبةٌ
في وجهه، لكنهُ لا زال يمتلك أفضل
الإخوة.

-----

«بوم، إذهب لشعبتك»
يؤنب شقيقه الملتصق فيه.

«لا أريد، راس البطاطس ذاك، لا أُحبه»
تذمر، يكرهُ معلمه جدًا.

ضحك تيهيون بعلو، قد يبدو الأمر تافهًا
لكنهُ ممتع بالنسبةِ له
كل أحاديث بومقيو ممتعة.

«تشوي بومقيو؟ ماذا تفعلُ هنا؟
اذهب لفصلك»
تحدث المعلم ببعضِ الحدة.

«معلمي أرجوك، اجعلني أبقى
هذه الحصة فحسب»
ترجاهُ ليتنهد الأكبر ببؤس عند
رؤية عيون الجراء.

«سأتسترُ عليك هذهِ المرة فحسب»
ادعى الجدية في الحديث
ليصفق الأخر فرحًا.

المعلمُ ابتسم داخليًا، هو يعلم كم بومقيو
متعلقٌ بأخيه وحاول الإنتقال لشعبته.

كما أنهُ يعلم تمامًا أنه لو عاند بالبقاء
فتيهيون ليسَ بخير.

ما الحاجة للحُب إن إمتلكتَ أخًا
تكون له العالم بآسره؟

-----

كاي لملم أغراضه بهدوء،
لم يملك أصدقاءً بالواقع.

كان سعيدًا في وجود شقيقاه
وسرعان ما انتقلا للثانوية
يتركانه بمفرده.

تحدث كاي كثيرًا عن أصدقاءه
مايك، جاك وبيتر.

لم يكن ذلك حقيقًا، لم يمتلك
سوى نفسه وذاته.

لما عليه أن يقلق اشقاءهُ
الأكبر لأمرٍ تافهٍ كهذا؟

أحس فجأةً بإنسكاب المياهِ
على شعره.

«انظروا إليه، إنه المجنون!».

لا يجبُ عليه إخبار إخوته أنه
يتعرض للتنمر.

لا يجبُ عليه إخبارهم
أنه يأخذ أدوية إكتئاب
أو أنها وصفةٌ مزورة من الأساس.

كاي المشرقُ، سيشرقُ بوجودهم
ويخبو بمفرده، وحيدًا..

-----

الفصل الثاني ✔️.

نورٌ اندثَر.Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu