خلص الفرح أخيرا والكل هيروح ، هند مع حبيبها ركبوا عربيتهم ونادر قدامهم بعربيته وجنبه أبوه وقاعدة ورا فاتن وهمس وماشيين بيهيصوا بالعربيات .

نادر لمح عربية سيف بس ما يعرفهاش مجرد عربية مخبوطة لكن همس اللي عرفتها وهي باصة من الشباك مرة واحدة صرخت في أخوها بلهفة: دي عربية سيف ، اقف يا نادر بسرعة اقف .
نادر أخد فرامل وهمس ما استنتش وفتحت الباب وجريت خصوصا لما لمحته على الأرض ، قعدت جنبه بلهفة ودموع : سيف افتح عينيك قولي مالك ؟ سيف
صرخت في أخوها اللي لسه بيقرب : نادر تعال بسرعة .
الكل نزل ونادر قرب منه بيصحيه بقلق: سيف ، فوق يا ابني ، سيف ؟
همس كانت هتموت من القلق وأمها مراقباها ومستغربة حبها الكبير له بالرغم من خطوبته لغيرها !
سيف فتح عينيه واستغرب ان كل الناس دي فوقه ، شايف ناس كتير بس مش مميز أي حد فيهم .
نادر بيكلمه باهتمام : انت كويس ؟ اتكلم قول أي حاجة .
بصله لوهلة كأنه مش عارفه بس بعدها الرؤية وضحت قدامه ورد بتعب: نادر ؟ انت ايه اللي جابك هنا ؟ - بص حواليه شاف همس وعياطها وباقي أهلها حتى هند وبدر فكمل بتعجب - انتوا كلكم بتعملوا ايه هنا ؟ أنا كويس .
وقف بسرعة بس داخ فنادر مسكه وسنده بسرعة : يا ابني بالراحة .
بصله بإرهاق : أنا كويس أنا بجد كويس
- ابتسم وهو بيفكره-  قلتلك اني مصدع .
بصله بذهول : ولما انت تعبان للدرجة دي مشيت ليه ؟ وايه اللي حصل ؟
بص لعربيته ورفع كتفه بحيرة : والله ما أعرف مرة واحدة لقيتها كده !
كلهم بصوله باستغراب وهمس دموعها نازلة بصمت ، وبدر سأله بجدية: طيب انت كويس دلوقتي ؟ وبعدين طلعت عن الطريق ازاي؟ ولا حد خبطك ؟
بصله واستوعب انه عريس ولسه واقف معاه فرد باستنكار : انت واقف ليه ؟ ما تاخد عروستك وتروح ؟ يا جماعة والله أنا كويس – بص لهمس بالذات وابتسم علشان يطمنها – أنا بجد كويس .
نطقت بخوف : انت متعور فوق حاجبك !
حط ايده على الجرح بابتسامة : دي حاجة بسيطة حتى مش بينزف .
نادر قرب وبص لاخته بجدية: نوريلي يا همس بموبايلك كده .
همس قربت بسرعة بموبايلها ونورت على جرحه ونادر بيشوفه باهتمام : في إزازة على فكرة دي اللي مانعة النزيف يا ناصح .
سيف بصله بلا مبالاة: حتى لو نزفت هتكون حاجة بسيطة برضه .
نادر تجاهل كلامه وبص لأخته : هاتي عدة الإسعافات اللي في عربيتي يا همس .
سيف حاول يعترض بس خاطر اتدخل بخوف عليه : يا ابني انت في ايه ؟  انت ازاي عايزنا نروح ونسيبك كده ؟ هو انت لو شوفت حد في الشارع في ظروفك هتسيبه وتمشي ؟
سيف اتنهد وبرر: يا عمي لا بس ده فرح بنتك والمفروض تروحوها مش تفضلوا هنا معايا وتوقفوها هي كمان في نص الشارع ؟!
بدر اتدخل بهدوء : ممكن ما تشغلش بالك بينا ؟ بعدين يا سيدي احنا والحمدلله اتجوزنا خلاص الباقي كله تحصيل حاصل المهم نطمن عليك دلوقتي.
فاتن بصتله وسألته بتهكم : اُمال المحروسة فين ؟ خطيبتك ؟
بصلها بهدوء : عدوا علينا زمايلها وخليتها تروح معاهم .
علقت باستنكار : وهي سابتك عادي كده ؟
جاوبها بعدم اهتمام : يعني هتقعد معايا تعمل ايه ؟ أفضلها تروح على الأقل ما أشيلش همها .
همس ادت أخوها علبة الإسعافات وهو قعّد سيف على الأرض زي ما كان قاعد وفتح علبة الإسعافات طلع قطن منها وبص لهمس بجدية : نوري يا همس .
فاتن قربت تاخد الموبايل من بنتها بصرامة: هاتي أنا هنورله .
همس بصتلها بحزن وفاتن شدت الموبايل ونادر شال الإزازة بعدها الدم نزف بغزارة ونزل على قميصه ونادر حط قطنة بس كانت صغيرة فهمس قربت بسرعة أخدت كذا قطنة وبتحاول تساعد أخوها اللي قالها بهدوء : اضغطي على الجرح علشان يبطل ينزف ، لازم أخيطه .
بصتله بذهول : هتخيطه هنا كده وبدون بنج يا نادر ؟
نادر بص لسيف بتساؤل : نروح مستشفى يا سيف ولا تستحمل غرزتين ؟
همس اللي ردت بخوف : نروح مستشفى طبعا ياخد بنج مش هتخيطه كده .
كلهم بصولها بس محدش علق وأبوها اعتقد انها قلقانة لأنه دكتورها
سيف بص لنادر بهدوء : خيط وبسرعة خليكم تمشوا .
همس حاولت تعترض بخوف بس نادر بصلها بهدوء : مش هيحس بيهم ما تقلقيش وبعدين هرش بنج موضعي والموضوع هياخد دقيقتين بالظبط ، شيلي ايدك .
شالت ايدها بس الدم نزل تاني فرجعت القطنة تاني بسرعة ونادر سحب ايدها : اهدي أنا هتعامل خلاص .
نادر مسح الجرح وهي قاعدة مكانها على الأرض قدامه بحزن والكل مركز مع نادر اللي هيبدأ يخيط بس بصلهم بجدية : اللي معاه موبايل تاني ياريت ينور بدل الضلمة دي .
كلهم طلعوا موبايلاتهم ونوروا وسيف بصلهم بس ماقدرش يفتح عينيه فقال بابتسامة : مش متخيل انت كمية الأنوار دي عاملة ايه ؟
ابتسم بهدوء: غمض عينيك لان أنا محتاج الأنوار دي  .
خاطر وبدر وفاتن كل واحد ماسك موبايل منوره وهمس قاعدة على الأرض قصاد سيف ماسكة علبة الإسعافات لأخوها والكل بيراقب نادر وهو بيخيط جرح سيف.
همس سألت بحب وألم : بيوجعك ؟
محدش لاحظ لهجتها في السؤال إلا مامتها وهند اللي عارفين حبها له وراقبوه وهو بيجاوبها بحنان يطمنها: مش حاسس بيه أصلا ، ما تقلقيش.
نادر بصلها بطرف عينيه وبصله وطلع لزقة صغيرة حطها بابتسامة : انتهينا .
بعد وسيف حاول يفتح عينيه بس ماقدرش فقال بتعب: ينفع تطفوا بقى الأنوار دي ؟
طفوا كلهم وهو فتح عينيه بس مع الإضاءة العالية واختفائها مش شايف أي حاجة .
قام وقف بتعب ونادر بيساعده : حاسس بايه ؟
بصله وطمنه: كويس ممكن بقى تروحوا الناس دي ؟
خاطر اللي جاوبه بهدوء: طيب نروحهم بس تعال يلا اركب معانا .
فاتن وسيف بصوله بذهول وهمس قلبها دق بلهفة وسيف رفض بهدوء: يا عمي بالله عليك ما تشغل بالك بيا كلها شوية والنهار ينور وهتصرف أنا .
خاطر استناه يخلص كلامه ورد بإصرار: خلصت كلامك ؟ اركب يلا معانا .
حاول يعترض بس خاطر منعه بحزم: ماهو نسيبك في الشارع في الوضع ده مش هيحصل فريح بالك و وفر علينا المناهدة الكتيرة، يا هنفضل كلنا معاك لحد ما نشوف هنعمل ايه؟ يا نطلع نوصل بدر وعروسته ونطلع على البيت نريح شوية والصباح رباح ونادر ينزل معاك تشوفوا هتعملوا ايه؟ لكن نسيبك في الشارع مش هيحصل .
نادر كمل بتأييد لكلام أبوه: يلا يا سيف بابا لما بيقول كلمة مش بيرجع فيها اركب خلينا نوصلهم وارتاح شوية وبعدها نشوف هنعمل ايه ؟
سيف بص لفاتن بتوتر ومستني منها هي كمان تتكلم بس هي بصت لبعيد وكشرت مع انها من جواها عايزة تقوله يركب معاهم .
خاطر مسك دراعه بابتسامة: يلا بقى ما يبقاش دماغك ناشف كده - بص لابنه وقال – نادر روح قفل عربيته ويلا .
فتح الباب اللي قدام لسيف : اتفضل .
همس أخدت چاكيت سيف من على الأرض بسرعة ونادر قفل عربيته ولمح موبايله واقع في الدواسة جابه وجاب كمان الشاحن اللي متعلق يمكن يحتاج يشحن موبايله وقفل العربية وراح لبدر وهند اطمن انهم استقروا في عربيتهم وبعدها ركب عربيته جنب سيف بابتسامة : موبايلك وشاحنك ومفاتيح عربيتك .
أخدهم منه وموبايله رن كانت أمه فابتسم ورد : أيوة يا قلبي ؟
كلهم انتبهوله وخصوصا فاتن وهمس اللي بصتله بغيرة، وهو كمل : أنا كويس اهدي اهدي انتي مين قالك أصلا ؟
سلوى بتتكلم بسرعة بلهفة: أنا هجيلك أنا وباباك انت فين ؟
عز أخد الموبايل منها وقال بتوتر: ابعتلي اللوكيشن وجايين .
سيف رد بسرعة يطمنهم : اهدوا انتوا الاتنين أنا كويس ده أولا وثانيا محدش يجي أنا هبات الليلة هنا والصبح هاجي علشان بس ألاقي حد يجيب العربية لكن أنا كويس .
سلوى شدت الموبايل بخوف : سيف انت فين؟ رد عليا علشان مش هستنى للصبح أنا .
رد عليها بحنان : والله يا قلبي أنا كويس بجد ، طيب تصدقي ازاي ؟ العربية اللي اتخبطت مش أنا وبعدين المتخلفة دي بتقولكم ليه أصلا ؟
سلوى جاوبته : أبوها اللي قال لأبوك ، كلمنا بيطمن انت وصلت ولا ايه وقالنا .
كشر بغيظ : لا هو قاصد يقلقكم على الفاضي المهم يا حبي أنا كويس .
سلوى ردت بإصرار : طيب صور صورة ليك وابعتهالي يلا دلوقتي لو عايزني أصدق ؟
قفل معاها وبص لنادر بحيرة : وبعدين ؟ عايزاني أصورلها صورة وأبعتهالها .
فاتن علقت بتفهم : لو شافت الدم اللي على قميصك هتتجنن أكتر .
بصلها بقلة حيلة: ولو ما بعتش هتيجي .
همس وراه قاعدة حاضنة الچاكيت بتاعه  فاقترحت: حط چاكيت البدلة على كتفك واتصور بجنب بحيث ما يبانش الجرح ، خد سيلفي مثلا انت ونادر والجرح ناحيته مش هيبان أوي والدنيا مش نور للدرجة دي .
سيف عجبته فكرتها وبص لبرا بتفحص: فين أصلا الچاكيت بتاعي ؟
همس مدت ايدها ادتهوله : اهو اتفضل .
أخده ونادر ساعده يداري أي دم على قميصه وخاطر اقترح : مش يلبسه أفضل ؟
نادر : لا هتبان الياقة بتاعة القميص كده أفضل .
سيف طلع موبايله ونادر قرب منه وأخد سيلفي من بعيد شوية كذا صورة وبعدها بيختار هو ونادر وقال بتعب : أنا مش شايف كويس ، الصداع هيفرتك دماغي اختار انت صورة كويسة .
نادر قلب في الصور واختار واحدة وسيف بعتها لوالدته وبعدها كتب تحتها ( الفرح كان لأخت همس وأخوها شغال مع شذى وعزمها ودلوقتي أنا مع أهلها بلاش تبوظوا الليلة بمجيكم ، اللي معايا في الصورة ده أخوها و ورايا همس وباقي عيلتها هكلمكم الصبح يلا باي اطمني أنا بخير ودي فرصة أشوفها من قريب وسط أهلها )
بعت الرسالة وأمه ابتسمت أول ما شافتها وقالت لجوزها اللي اطمن هو كمان واتفقوا يسيبوه براحته معاها .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Место, где живут истории. Откройте их для себя