السادس ( المتـشــــــــــرد)

Start from the beginning
                                    

تحدث ادهم وهو يتجاهل كل ذلك مخرجًا محفظته، ثم أخذ منها صورة صغيره قائلًا بلهفة :

" هذا هو "

أخذ منه آدم الصورة وهو ينظر لها ثواني، ثم مررها لجميع أبناء عمه، لينظر الجميع لبعضهم البعض نظرات غامضة، قبل أن يتحركوا بكل هدوء وبدون حتى كلمة واحدة، بينما ادهم يراقبهم بعجز وهو يقول :

" طب هالي أنا كمان هروح ادور عليه، خليكِ هنا "

وما كاد يتحدث إلا ووجد هالفيتي تجذبه ببكاء :

" تعالى أنت كمان رايح فين ؟! افرض توهت اعمل ايه انا هنا؟! يبقى جوزي وابني "

" يعني اعمل ايه ؟! أقف اتفرج على الكل وابني ضايع في بلد غريبة مع ناس مش هيفهمهم ولا يفهموه ؟!"

مسحت هالفيتي دموعها وهي تردد بجدية :

" خلاص هاجي معاك واهو لو توهنا نتوه سوا "

نفخ أدهم بحنق وهو يدفعها صوب اليخاندرو :

" هو أنا رايح اتفسح ؟! خليكِ هنا هدور على فتحي وهرجع "

وما كاد يتحرك خطوة حتى أبصر شابًا يقترب منهم يراه للمرة الأولى الآن ولم يكن مع الجميع حينما ذهبوا للبحث عن قاسم، والآن يأتي من نهاية الممر وهو يردد بسعادة وبسمة :

" هالفيتي، لقد أتيتِ "

كان يتحدث وهو يفتح ذراعيه ليرحب بها، وما كاد يصل له حتى عاد ادهم له يجذبه من ثيابه بعنف مشيرًا له قائلًا :

" ده تبعكم ؟!"

هزت هالفيتي رأسها وهي تردد بشهقات :

" ده اخو موكوس الكبير "

جذبه ادهم خلفه وهو يهمس بحنق :

" وانا هفضل احلّق عليكِ من موكوس واخوات موكوس لغاية امتى، كله جاي يحضن ويبوس ولا كأنك معاكِ شوال رز "

كان يتحدث وهو يجذب مايك خلفه والذي انتهى منذ قليل من فك الشجار بين الطبيبة ولورا، وبعدها تركته لورا حانقة رافضة أي مبرر منه، ليتحرك صوب جده ويتفاجئ بوصول هالفيتي، لكن الآن ذلك الشاب يسحبه من يده بشكل غريب ..

" مهلًا يا سيد أين سنذهب ؟!"

"للبحث عن فتحي "

هز مايك رأسه باقتناع، ثم قال بعدما استوعب ما يحدث :

" مهلًا من هذا فتحي ؟!"

___________________________

كانت تجلس وهي تضع السماعات في أذنها تستمع لإحدى الاغاني التي يجبرها فبريانو على أن تسمعها لأجل تحسين لغتها الإيطالية، نفخت بضيق وهي تخفي يديها في جيب السترة تستمد منها بعض الدفء، لكن فجأة شعرت بيدها تصطدم في شيء داخل الجيب .

ضيقت روبين عينيها، تخرج محفظة الأموال الخاصة لفبريانو وهي تبتسم بخبث تنظر حولها قبل أن تنهض من مكانها متحركة صوب الماكينة الخاصة ببيع الحلوى .

زهرة آل فوستاريكي Where stories live. Discover now