غائِر.

21 6 0
                                    

صدرٍ يَعلو ويَهبِط بِـتقطع، آلام عميقة لَا تشرحهَا الشهقَات، أعيُن مُتورِمة، أنفاسٍ مُثقلة بِـعبء وهمومِ الحياةِ، وجهٍ شاحِب..مُصفَر..هَزيل لَا يقوى عَلى رَفع جفنيهِ، انهمَار الدموعِ مِن عمقِ القلبِ، ثُقل بِـباطِن دماغهِ.

كَانت هذهِ حالتهِ أمام صاحب الأعيُن الزرقاء الذِي يناظرهُ بِـعدم فهم..للمرة الألف يَمسح دموعهُ ولَا تتوقَف كَـالشلال تمامًا، أو كَـبُركان انفجر مَا به مِن حممٍ.

"كفاكَ بكاءً"

هو بَعد قولهِ ذاكَ استوعِب فَقط أنهُ يبكِي منذُ مدة طويلَة.

"نَحن فِي الظهيرة، أفِق أنتَ تبكِي منذُ ليلة أمس!"

اِنفرج جفنيهِ عَن بعضيهمَا بِـصعوبَة بالِغة شدتهَا، أعيُنه مليئة بِـلون شُعرياتهَا المُرهقة لِـشدة البُكاء.

ذَهب بِـبصرهِ نحو الواقِف أمامهُ بِـملامح عادية.

تنهد بِـثُقل قَبل أن يجلس ماسحًا عيناه بِـباطن كفيهِ بِـوحشية..إنه أشبه بِـأنهُ يدفِس أعينه للداخِل.

"تَوقف أعينكَ سَـتؤلمكَ"
قالها ممسكًا بِـيديهِ بينما يُناظره بِـضجرٍ لِما يفعل.

"واللعنة مَا شأنكَ؟! إبتعد!"
صَاح بِه صارخًا يدفَع يدهُ بِـوحشية عنهُ.

واستقَام يُناظره عَن كثبٍ وكَـأنهُ يُحلل شخصيتهُ..

ذا العدسات المُزرَّقة كَان يُناظره مُستعجِبة أنظارهِ لهُ، حتَّى انعقد حاجبيهِ حين قَال الأخر:
"بَارد"

"وأنتَ غائِر فِي عتمةِ أفكاركَ!"
صارحهُ بِـحقيقتهِ التِي يراهَا.

نشجَ ساخرًا قَبل أن تتحركَ قدماه ناحية البَاب، فَـقال الساحِر:
"علىٰ الأقل أشكرنِي لأني أنقذتكَ!"

ناظرهُ بِـسخرٍ مَرة ثانِيةً وبعدمَا خطت قدميهِ للخارجِ غير مُكترث..هو أتتهُ ضَربة قوية علىٰ رأسهِ أفقدتهُ توازنهُ وأبرحتهُ أرضًا.

LOST IN PASSION. | TK. Where stories live. Discover now