الرابع (هل تستطيع التحليق بالسيارة؟)

Start from the beginning
                                    

لكن انطونيو في هذه اللحظة لم يكن من التعقل الذي يسمح له بسماع حديث اخيه، يتذكر جيدًا صياح روما خلفه أنها تريد المجئ معه وهو من رفض لترمقه بحنق شديد، وعند سماع ذلك الشاب يتلفظ باسمها بهذا الشكل لم يطرأ على باله عدا أنها لحقت به وهذا الشاب أمامه يتحدث لها ....

جنون ؟! نعم جنون وتخيلات غريبة، وربط احداث اغرب، لكن شخص كانطونيو في غيرته وتملكه لروما، سيثير اسم زوجته من فم رجل آخر انتباهه وبشدة، ليلغي عقله ويحل مكانه صخره، ويصبح كما وصفه اليخاندرو سابقًا ( كائن بدائي عندما يتعلق الأمر بروما )

" اسمع يا رجل، لا أحد بهذا العالم يتعدى على حدودي الخاصة، وروما ليست مجرد حدود خاصة لي، بل هي أكثر من ذلك "

فتح كريم عينه بشدة وهو يحاول فهم تلك الكلمات الإيطالية المتقاذفة من فمه، لكن لم يصمت وهو ينتزع يد انطونيو من ثيابه متحدثًا بحنق شديد :

" أنت يا هذا تحدث معي بلغة افهمها ودعك مما تفعل، أنا لا ادري ما جنيته لتتعامل معي هكذا، لكن ما أعلمه هو أنني لن اقبل منك أن تتصرف معي بوقاحة كهذه أبدًا . "

انتهى كريم من كلماته وهو ينفخ صدره أكثر وأكثر، رافعًا رأسه حتى كادت رقبته تنفصل عن كتفه، بينما الجميع يرمقه بترقب قبل أن يعلو في المكان صوت صافرة خارجة من فم ادهم الذي أخذ يصفق لصديقه ويشجعه :

" بارك الله فيك يا ابو يوسف، كفيت ووفيت يا حبيب اخوك، هما الأجانب كده عايزين اللي يديهم على دماغهم بالجذمة، عشان يعرفوا بس إن مش كل الطير اللي يتاكل لحمه"

انتهى من حديثه وهو ما يزال يصفق بيده سعيدًا، قبل أن يسمع الجميع صوت رصاصة خرقت الأجواء ليصرخ ادهم وهو يضم زوجته له برعب ينظر حوله ليجد أن مصدر تلك الرصاصة ليس من انطونيو كما توقع، بل من ذلك الشاب الآخر الذي يتوسط اريكته بكل أريحية ....

ابتسم فبريانو بسمة جانبية وهو يحرك سلاحه بين يديه بعدما أطلق رصاصة لتهدئة الأجواء، ثم نهض وهو يتحرك صوب أدهم متحدثًا بجدية :

" أشعر أن حديثك يتضمن إساءة سيد ادهم "

اتسعت بسمة هالفيتي بقوة وهي تنظر لادهم مرددة بفخر بينما يدها تضرب كتفه بخفة :

" شوف الهيبة، عيني عليه باردة الواد زي العسل بالجاكت الجلد الأسود، عقبال ما اشوفك زيه يا ادهم "

نظر لها أدهم بتشنج :

" محسساني أنه لابس بدلة فضاء ليه؟! بعدين ايه المميز في الجاكت الجلد الاسود اللي مسكاه ليا من الصبح؟؟ "

" ايش فهمك أنت في اللبس؟! أنت مش شايف الطقم التيفال ده ؟! ده الاسود هياكل منهم حتة "

أنهت حديثه ثم اتبعته بحركة نتخسرة من شفتيها وهي تردف :

زهرة آل فوستاريكي Where stories live. Discover now