|13|•عبثٌ

99 14 5
                                    

كانت كاليوبي في حالة هلع تامّة، جسدها يرتجف، وعقلها لا يستجيب لِصوت لوسيندا التي تناديها من خلف الباب.

كانت تحدّق بالفوضى القائمة في الشقّة وقد أغلقت الباب في وجهِ لوسيندا قبل بضع لحظات عندما لحقت بها طول الطريق تحاول إقناعها فجأة بعرضِ شقّة جديدة عليها في الدور السفليّ.

ثيابها أجمع قد كانت مبعثرة أرضا وتلطّخ الجدار بشيء أسود ورسم أشكالا غير منتظمة في كلّ مكانٍ.

رفوف المطبخ كانت محطّمة أرضا وأوانيها بكلّ مكانٍ والأرز الذّي كانت تعتزم أكله على العشاء كان يغوص في نفس المادّة السوداء.

مهما كان الشيء من الشقّة الخامسة والخمسين فهو يعبث معها الآن.

أخذت كاليوبي أنفاسا ثقيلة متحشرجة وشعرت بنفسها على شفى شعرة من البكاء، وزادها همّا شجارها الكبير الذّي خاضته مع أناييس والذّي كان لأوّل مرّة دون حلّ.

فقدت كاليوبي قدرتها على السمع، وصارت مغيّبة عن الواقع. تكاد تنقطع أنفاسها وشعرت بنفسها تختنق.

وجهها قد إجتمعت به الدماء وإرتفعت حرارة جسدها الذي بالكاد يقف ويكاد يقع في أيّ لحظة.

لم تجد لوسيندا حلّا غير إستخدام المفاتيح الإحتياطيّة والدخول، وقد فزعت لصوت نشيج مختنق إرتفع من الداخل.

وفزعت لمرآى الفتاة تحدّق في الفراغ وتكاد تفقد نفسها.

«كاليوبي أنتِ بخير؟» هزّتها بينما تصرخ وفزعت أكثر حينما رأت وجهها المائل إلى الزُرقة.

«اللعنة!» شتمت لوسي بين أنفاسها وراحت تحاول سحب جسدها الذّي تيبس.

«إنّهُ... لقد... كان هنا!» أردفت كاليوبي بين أنفساها الضائعة، بينما تشير نحو الجدار.

«لم يكن أحدٌ هنا كاليوبي، كلّه داخل عقلك!» همست لها بينما تأخذها داخل أحضانها تحاول تهدئتها.

ولكن الفتاة إستمرّت بالإرتجاف وزادت حالتها سوءًا حيث كانت تحاول فكّ نفسها من بين يديّ لوسيندا.

صرخت كاليوبي وكانت تسحب شعرها في جنون وجسدها ينتفض مقابل جسد لوسيندا.

وشعرت لوسيندا بالذنب يخنقها، فلم تكن الفتاة إلّا شخصا بريئا تمّ وضعه في المكان الخطئ.

وشعرت بعاطفة أمومة مفقودة فيها تطفو للسطح.

«صغيرتي كلُّ شيء بخير، ستكونين بخير. كلّ ذلك مجرد هلوسة ستختفي ما إن تغمضي عينيك» حاولت لوسيندا تهدئتها.

«إنّه لا يختفي، إنّه لا يذهب!» غمغمت كاليوبي بينما تحشر نفسها داخل حضن لوسي تحتمي بها.

وشعرت لوسيندا بعينيها إغرورقت بالدموع، كانت تضغط على لسانها حتى تبقى متماسكة.

وشعور ما قديم بدفء حضنها داعبها، أثار بها مشاعر كادت أن تنساها زادت حالها بؤسا خلاف شعور الذنب.

الشُقّة خمسٌ وخمسونWhere stories live. Discover now