|10|• ضحكات

170 27 18
                                    

إسيقظت بوجعِ رأسٍ شديد، وألمِ معدَة، وشكلٍ مزرٍ.

والأسوأ على الإطلاق، ذاكرة مشوّشة.

جرشت شعري الذي صار كـرزمة تبن فوضاويّة.

ولم أفزع صدقا لرؤية وجهي في المرآة، بكحل سائل، ووجه منتفخٍ كالفطيرة.

شطفته بالماء وعمدت إلى مزيل مواد التجميل محاولة التحسين من حالته.

سقطت العبوّة من يدي في اللحظة التي تهاطلت فيها ذكريات البارحة الصادمة.

أمست برأسي في ألم، بينما وجه الشاب قد جعل عيناي تتوسّع في تفاجئ.

«أنفاسك عجيبة» صوته كان أشبه برنين جرسٍ عذب يداعب أذني.

وقد شككت في أنّ ثمالتي قد صوّرت لي ذلك، ولكنّ أنفاسه التي داعبتني ويداه اللتان إحتضنتني لا تقدر أن تكون من فعل النبيذ.

إرتجف جسدي بقشعريرة قد هزّته بالكامل، وأسرعت نحو غرفتي أبحث بين أغراضي عن أيّ أدويَةٍ قد تخفف عني ألم الرأس البغيض هذا.

حضّرت كأس قهوة مركّز وأذبت قرص الدواء به كعادَة سيئة لي في شرب الأدوية.

وإنتهى بي الأمر بجرعة كافيين مضاعفة علّها تجعلني أستيقظ وأتخلص من آثار الثمالة.

طرقات خفيفة على باب الشقّة جعلت القهوة تخطئ طريقها وتسد مجاري التنفس بداخلي.

أدمعت عيناي وأنا أحاول أخذ أنفاسي وقد سددت أنفي كما كانت تفعل نانا لأجلي في طفولتي.

«لعنة على مصائب تحطّ على رأسي من اللا مكان» شتمت بين أنفاسي بينما أتقدّم نحو الباب.

ألقيت نظرة من عين الباب وإذ بها لوسيندا.

فتحته وألقت عليّ بنظرة متفحصة عامّة، لأناظرها بملل.

«ماذا تفعلين عندي من وجه الصباح لوسيندا؟» حدّثتها بصوت متحشرج خافت بينما أرفع حاجبي الأيسر بتساؤل.

«جئت أسأل عن حالك، الحقّ عليّ قد مرّت ليلتي ضنكا من فرط قلقي على عاهرة مثلك!» أجابت بسخط.

«وما سبب قلقك؟ شرّفي مؤخرتي وأعلميها!» هتفت بينما أسمح لها بالدخول وقد عدت نحو قهوتي أترشفها بحذر هذه المرّة.

«يبدو أنّك ثملت لدرجة فقدان الذاكرة!» تلفّظت بينما تتفحصني بتمعن.

«ربما» ألقيت دون إهتمام.

«لقد كان صوت صراخك وقتالك مع الهواء مسموعا من الدور السفليّ، فما لبثت أن صعدت أسابق عمري وعظمي الخرف لأصل إليك خوفا من أن يكون أحد المخمورين يتعرّض لك.

ليتبيّن أنّك المخمورة تركلين باب الشقّة الفارغة وتهددين بعديد الشتائم.

أخذت بيدك كسيّدة نبيلة...» بدأت تشرح وقد صعدت الحرارة لرأسي تجعلني أرغب بدفن نفسي تحت التراب.

الشُقّة خمسٌ وخمسونWhere stories live. Discover now