|1|•إستجابة قياسية

525 39 1
                                    

"الإيجَارُ كال!"

تلفظ يَجعلني أشتمه داخليّا، أكره إختصاره لإسمي.

"إنه كَالْيُوبِي برَاد" أردفت ببرود أمد لَهُ رُزمة صغيرةً مِن المال.

مَالِكُ الشقة الوغد، مُتستغلٌ أحمقٌ لعينٌ، أتمنى أن يقتص منه الإلـٰه.

أن يُكسر على سبيل المثال ولا يصعد درجاتِ العِمارة المهْترِئة حتّى يطرق باب شقتي.

مكان رَديء كهذا لا يستحق مالي الحبيب الذي أدفعه.

150 دولارًا في بَطن هذا الخسيس، مقابل شقة مساحتها حمام في بيت أحدِ الأغنياء المَلاعين.

صَبري الوحيدُ كان أن أنهي دراستي في أسرع وقت وأجد لي عملا يدُر علي بالمال الكافي لإيجاد شقة أفضل.

غلقت البَاب في وجهه قبل أن يبدأ في مِشوار غزله المقزز، اللعنة على هذا البدين الأخرقِ.

صَرْخَةٌ دوت في أرجاء المكان وكانت ذكوريّةً، كانت لبراد.

خرجت أتفقد المكان، جاران مُؤقتانِ خرجا أيضا، الأوّل سيدة في مُنْتصف الثلاثنيات بِوجه شاحبٍ وأَعْيُنٍ غائِرة، تحمل سيجارة بيدها ورائحتها تدل على نوعها الرخيص، والثاني رجلٌ ضَخم الجثّة بوشوم كثيرة و كأنها طبقة جلد ثانية عليه.

الشخص الثالث كان تائها بينهما، كانت أنا.

الطالبة الجامِعيَّةُ التي يبان من مظهرها عدم إنتمائها لهؤلاء الأشخاص ولهذا المكان من الأساس، حيث تفوح رائحة المُخدراتِ، والجُعةِ الرخيصةِ منَ الجدرانِ، والجنس.

براد كان أسفلَ الدرج يفترش الأرضَ، يَصيحُ متألما ويتلفظ بشتّى الشتائم، ممسكًا قدمه بيده اليسرى بينما أنفه ينزف وقد سال على قميصه خطّ الدماء القاني.

يده الأخرى ضغط بها على أنفه علّ الدماء تتوقف عن سيلانها.

بعضُ الجيرانِ من الطابق أسفَلي خَرَجُوا يتفقدونه وإتصلوا بالإسعاف.

اللعنة إنّها إستجابةٌ قياسيّة. الوَيْلُ لي تبين أنّي ناصية!

يَستحق، هذا ما تمتمت به لنفسي وأنا أناظره من فوق جسر أنفي، ولكني في اللحظة الموالية سقطت عني ملامح الشماتة والهزئ من حالة براد لأجد نفسي أشعربالشفقة و..بعض الذنب.

الكثير منه.

الشُقّة خمسٌ وخمسونWhere stories live. Discover now