الاول ( لصوص الواي فاي والراقصة الذهبية )

ابدأ من البداية
                                    

" يا ستي ما كفاية استفزاز بقى هتخليه يولع فينا كلنا"

صرخ شاكر وقد اشتدت عروق رقبته، يحاول أن يفلت من بين يديّ ادهم :

" والله لولا أنك ست قد جدتي لكنت اتصرفت معاكِ بشكل تاني، بس كلامي مش معاكِ، كلامي مع ابنك لما يصحى و ..."

وقبل أن يكمل جملته أبصر فتح الباب واندفاع شادية منه وهي تقف قبالته وبينهما ادهم يكاد يحترق من غضبهما سويًا :

" ما هو أنت لو ابوك كان رباك مكنتش قولت كلمة زي دي لـ lady زيي، بس نقول ايه راجل بيئة وغير متحضر "

تناسى شاكر كل هيبته وعمره ومكانته وكل شيء وهو يطلق شهقة عالية ضاربًا كفيه في بعضهما البعض متهكمًا :

" ايه يا ختي ؟! Lady ؟! عيني عليكِ باردة يا ضنايا، بعدين تحضر مين يا ام تحضر، ده أنتِ بُقك (فمك ) ده عمره ما خرج كلمة واحدة متحضرة"

ومن بين تلك الكلمات المتراشقة وتلك الاصوات الصارخة وتلك الفوضى، تحرك عوض خارج منزله يحمل بين يديه مسبحته يحرك حباتها بكل هدوء وسلام نفسي، مرددًا اذكاره اليومية دون أن يهتم لما يحدث، ثم ابتسم بكل هدوء وهو يقول :

" صباح الخير يا شاكر، مش عوايدك يعني تبدأ من الصبح كده، بس كده احسن الخناقة البدرية منسية، خلص بقى على السريع وابقى تعالالي القهوة نشرب كوباية شاي سوا"

وما كاد يتحرك حتى عاد مجددًا وهو يرفع إصبعه في وجه شاكر مرددًا بجدية :

" بس خلي بالك وأنت متعصب كده لاحسن تكسر الباب زي آخر مرة، انا تعبت عما صلحته، وانا بعيد عنك مبقتش حمل ادفع شلن زيادة اصلح حاجة "

انتهى من كلامه، ثم تحرك صوب الاسفل ليتقابل مع كريم الذي كان يحمل حقيبة بلاستيكية تفوح منها رائحة الافطار المصري الشهي وهو يقول ببسمة :

" صباح الخير يا عم عوض، ايه اللي صحاك بدري كده ؟!"

" ابوك "

انتهى عوض من حديثه وهو يتحرك صوب الاسفل، بينما نظرات كريم تشيعه بتعجب وهو يردد :

" ابوك ؟! دي شتيمة ولا ايه ؟!"

وقبل أن يكمل أفكاره كانت اصوات الصراخ تعلو من الطابق الخاص بشادية، ركض كريم بسرعة صوب الاصوات .

_____________________

وفي منزل شادي استيقظ بفزع على هزات منة التي كانت تصبح بغيظ :

" شادي، شادي اصحى فيه مصيبة "

انتفض جسد شادي من الفراش وقلبه يقرع بقوة، عينه تدور في المكان حوله متحدثًا بخوف :

" حصل ايه ؟! بنتك خطفت ابن كريم ولا ايه ؟!"

كان يتحدث وهو يتحرك في الغرفة باحثًا عن ثيابه مرددًا برعب :

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن