19

73 7 1
                                    

لتدلف لمأمور القسم ذلك المسن ذو الاسنان الصفراء والابتسامة البشعة الذى يتودد لها منذ بدئها للعمل بشكل مقزز وتتطرق الباب ليهتف من الداخل : اتفضل
لتدلف يبتسم بسماجته المعتادة وينهض من مقعدة جالساً بالكرسي المقابل للمكتب مشيراً للكرسى الموجود قبالته لها ان تجلس لتهتف هى سريعاً : مفيش داعى ان جيت ابلغ حضرتك انى هترافع عن قضية مراد صقر
لتذهب ابتسامه المدير وينهض غاضباً : مفيش الكلام ده ي شاطرة اولاً انتِ غريبة عن بلدنا لا نعرفلك اصل ولا فصل ثانياً القضية دى مش هيترافعلها محامي
لتضع قدماً فوق الاخرى وتردف بثقة : مكنتش اعرف ان القضايا علشان تترافعلها فى الصعيد لازم تناسب المتهم ولا اعرف ان العقيد ي سيادة المأمور موافق على كلامك ده
لينظر لها المأمور بتعجب من ثقتها : انتِ بتتحديني
چيلان : ابداً ي باشا انا بستفسر
ليردف هو بغضب مشتعل : اترفعى براحتك واعملى اوسع ما ف خيالك القضية والتهم متقفلين ضبة ومفتاح ورينى شطارتك
لتبتسم له وتسحب الملف وتخرج بثقتها متجها نحو القسم طالبة اذن زيارة لمراد صقر
وتمر الدقائق تتلوها اخرى تقف مستندة معطية ظهرها للباب تقرأ ملف القضية بتمعن وتركيز متذكرة كلام ذلك الفتى عنه تحاول اكتشاف اى ثغرة تدلف له منها ولكن بلا جدوى
.................................................................

: مـــــراد صــــقــر زيـــارة مـــسـتــعــجـــلـــة

لينهض بملل يحاول اخفاءة معتقداً انها صغيرته جميلة يريد اظهار عزمة وحيوته لها كى لا تتعب وتحزن من اجله ليهندم نفسه ويخرج ليجدها بشعرها النارى الطويل وذلك الجسد الابيض كالثلج الممشوق انها فتاة حلمه
لتتسع حدقتيه بينما تشعر هى بخطواته فتلتفت له مصدومة بجماله هو الاخر لم تتوقعة هكذاً ابداً تظنة مجرم هزيل قبيح لتصدم بها ويصدم هو بتكملة لوحته الفنية لتهتف هى بثقة متداركة الوضع وتمد يدها : انا المحامية اللى هترافع عن القضية بتاعتك اللى للاسف مفيش غيرى وافق ياخدها  لتذهب صدمته ويحل محلها بردوة المعتاد ويهتف بضيق : انا مطلبتش محامية ومش عايز ويوم ما اعوز هجيب حد من بلدى دمه من دمى مش مسألة فوز و خسارة القضية مسألة اخوه فاهمة ولا اكلمك بعوجان زيك كدا
لتردف هى بثقة وهى تسند ظهرها للخلف وتضع قدماً فوق الاخرى وتردف ببرود ينافسه :  انا مش متفهمة اى فكرتكم عن انا اللى يترافع عن متهم لازم يناسبه واظن انك معندكش خيار غيرى 
ليبدأ غضبة ان يتصاعد ليمسح على وجهه فى محاولة منه للهدوء ويردف ببرود مرة اخرى : شكراً لكرمك متنازل عن مساعدتك
وينهض ليغادر لتهتف وهى مازالت على وضعها : ومتنازل عن اختك ومتنازل عن عيلتك اللى استحقت كُل خير ومتنازل عن حقك فى اللى رموكك على القار ده انا سمعت انك مجوز وان مراتك سابتك وهربت مع عشيقها اللى بلغ عنك بمساعدتها مش عاوز تنتقم لشرفك حتى
ليلتفت بغضب اعمى خانقاً ايها رافعاً جسدها من الارض ليتفاجأ بثبتها وعدم محاولتها بالفرار ليغمض عينه ويتركها لتهاف قبل خروجه : افتكر ان ده مش انتَ ده مجرد قناع
ليلتفت لها ناظراً لها مطولاً ثم يدلف لزنزانته بينما تمسح هى على رقبتها وتفتح حقيبتها ساحبه وشحها رابطة اياه على رقبتها لتذهب وكأن شيئاً لم يكن
...............................................................
فــي احــدي المــخــازن الــقــديــمــة
ينزل بكل قوته بصفعة مدمية على جسده الهزيل ويهتف بحنق : يعنى اى ميمديش على الورق انتَ بتسعبط
احمد : والله ي بيه ما اعرف انا قولتله اللى قولتهولى بالكلمة وهو مرديش يمضى
ليلكمه احد رجال عوض مره اخرى بينما يهتف عوض لهم : خلصوا عليه
وقبل استنجاد احمد تتطلق الرصاصة من سللح رجال عوض على ذلك البرئ
ليستدير عوض جالساً امام احدى رجال المافيا الالمان هاتفاً : من دلوقتى انا مليش صالح بمراد عايزين تقتلوه براحتكوا وياريت تعجلوا لانه شكله بيعها خلاص وهيبعنا بالرخيص اوى كمان
ليمسك الالمانى هاتفه ويهاتف احدهم بكلمة واحدة فقط :
murad done        " مراد انتهى "
ويغادر المكان بينما ينفث عوض سجائرة : يخسارتك ي مراد ...نضفوا المكان ده و ولعوا بخور ولا حاجة
................................................................
تدلف چيلان للبيت تزامناً مع رجوع فارس ومارتن ليهتف بها مارتن بقلق : كنتِ فين لحد دلوقتى
چيلان : فى القسم قضية جديدة
لينظر فارس لرقبتها بحدة ويطالعها لتنظر له بارتباك وتومئ له ان يصمت ليرطب على ظهرها مارتن ويدلفان يد بيد هى واخيها بينما لم يمرئ فارس الامر هكذا
ليجد جونيش تجلس على الاريكة بينما تمثل شمس لها لعبة افلام وعنده تنبأ شمس بالفيلم الصحيح تزغرط بقوة وتذهب لها شمس لتزغزها لترتفع ضحكات جونيش عالياً ليرمى مارتن الاكياس من يده ويذهب لهم لتصرخ شمس وجونيش فزاعاً منهم لعدم انتباهم ويجرى مارتن ناحية شمس مقبلاً راسها ويهتف بحماس : طلع ليكِ لازمة فى حاجة يبت ي شمس
ليبعده فارس عنها بحنق هاتفاً : اما انتَ طلعت الوااان بصحيح
ليشيح مارتن يده عنهما ويقفز بجوار جونيش مبتسماً لها ولكن تخجل وتسود الحمرة وجهها وترتفع نبضتها بصوت عالى لتهتف شمس بسخافة : حسبى يبت لتموتى مننا ده مقلش حاجة نهار اسود بنات خايبة
بينما يطالعهم فارس بحب تسحبه شمس من تلاتيب قميصة وتهتف بحنق ساحبة اياه لاحدى الغرف غالقة الباب خلفها : ده انتَ ليلتك سودا انتَ ليبعد يدها عنه بقوة ويرفعها من عنقها بقوة لتهتف به ضاربة اياة بصدرة : يجدع بهزر معاك فى اى متبقاش قفوش كدا
فارس : ايوا كدا اتعدلى واتكلمى بلسان اهلك
لينزلها لتهندم من نفسها ومن ثم تطالعه وتلف حوله مراراً وتشم تحت ابطه وتفحص عيناه ليصرخ بها : بتنيلى اى
شمس : مالك
فارس : مالى ما انا كويس اهو
شمس : لا انا خلقى اضيق من خُرم ... لينكزها بكتفها لتتابع ببراءة مزيفة : خرم الصفاية اى
ليسرد لها فارس ما حدث ويهتف بها : اول ما دخلت السرايا عندكوا او عند ليل يعتدنى حسيت احساس غريب اوي وكأنى مش انا وكأنى امير بجد ولمَ شوفت محمد الشبينى حسيت برده بمشاعر غريبة كدا كأنى فعلاً عايز  انتقمله من زين عايز اسجنه اقتله اى حاجة تشفى غليلى من اللى عمله مع الحج محمد وكمان افتكرت مواقف وذكريات محلمتش بيها كأنى فى اللحظة دى كُنت امير بجد
شمس : تفتكر ده معناه اى
فارس : مش عارف ي شمس
لتتجمع الدموع فى مقليتها وتجلس على طرف احدى الكراسي الخشبية وتردف : ممكن نتوحد فعلاً معاهم وننسي اننا شمس وفارس هو احنا ممكن منرجعش تانى واروح لماما وفاطمة وغزل
ليقترب منها ماسحاً دموعها : تفتكرى دى حاجة واحشة
لتردف هى متعجبة من سؤاله : اه طبعاً بتكلم كأنك ملكش حياة انتَ كمان انتَ مفيش حاجة وحشتك هناك
فارس : وجودك غنينى عن اى حاجة
لتنظر للارض وتنسكب دموعها اكثر ليقترب منها رافعاً وجهها : شمس انا قولتلك قبل كدا انى بحبك
لتبتعد هى خطوة للوراء ولازالت تهبط دموع وجنتيها ليعقد حاجبيه مستفهماً : شمس انتَ كمان بتحبينى مش كدا
لتهز رأسها مراراً بمعنى الرفض وترفع وجهها : لو حبينا بعد هنا هنكمل الباقى من حياتنا هنا وانا مش عايزة كدا انا ليا حياتى مقدرش اسيبها مقدرش واديك بتقول حسيت انك امير وانا بدأت افتكر حاجات قليلة عنى عن حياتى قبل كدا انا نسيت ملامح ماما
ليقترب منها محاول تهدئتها لتزداد شهقاتها اكثر ف اكثر ليرطب علي ظهرهاً بحنانه المعتاد ويردف : صدقينى كل حاجة هتبقى كويسة متقلقيش انا جبتلك اوراقك من السرايا وقدمتلك ورقك فى مدرسة اللى جمب البيت هنا على طول من 7 ل 12 اهو تسيلى وقتك لحد منرجع م الشغل اى رأيك
لتتطالعة بحب وعينان لمعتان يذوب بداخلهم بينما تزداد شهقات بكاءها علواً ليردف متعجباً  من حالتها الدرانية الغير مألوفة تلك : هو انا بقولك كدا علشان تعيطى اكتر
شمس : انتَ كتير عليا اوى ي فارس عارف لتبتعد عنه وتفرقع اصابعها وتصفر انا كتبتلك قصيدة
ليبتسم لها ويستند على الحائط بينما تصعد على الكرسي المهترئ وبصوت شاجن تردف :

عينى اما شافتك ربي رضى عنى غفرت للحقودين وسامحت الغادرين واييييييييي (بصوت عبد الباسط حمودة ) عينى اما شفتك لا بكت ولا حزنت الا على غيابك ي غالى وان كان نكدى كِتر من كُتر شوقك يا غالى واييييييييي يحبيبى هواك جننى قلبلي معدتي وبوزلي صحتي وسخلى سمعتى وقفلى شختييي واييييييي ليضرب كفاً على كف مشمئزاً من قذرتها لتنحنى بفخر وتقفز من الكرسي بحماس لتلوى قدمه تحت الاخرى لتصرخ في غضب ليسمعوا صرخة اخرى من الخارج ويُفتح الباب واذا ب ماران يمسك جونيش من تلاتيب قميصها فى وضع يوضح ان جونيش كانت تسترق السمع على فارس وشمس لتردف جونيش بتصفير : كانت بيرفكتو ي شموس بجد
بيننا تقف چيلان خلف مارتن وترفع اصابعها السبابة والوسطى وهاتفة بتنهيدة مرهقة : اتنين من شمس اتنين omg  ويغشى عليها ليترك مارتن جوتيش ويذهب لچيلان لافقتها بينما تصرخ شمس بقوة وتنف بقوة فى ملابس فارس الذى يسبها على عفنتها ويصرخ : هاتوا منديل ولا خرقة ولا اى حاجة للمعفنة دى اهدى فى اى
: رجــــلـــي

 . أحَـبَـنِـي لِلأبَـد . (مُـكتَـمِـلَه)Where stories live. Discover now