رحل بلا وداع ج٢

292 27 8
                                    

#رحل_بلا_وداع
#الجزء_الثاني
****************
كانا في طريقهم إلى المنزل حين صرح لها بحبه،
نظرت إليه بعدم تصديق وأردفت بذهول:
عادل أنت بجد بتحبني ، طيب أمتي وازاي ولية

ضحك من ارتباكها وامسك يدها التي ترتجف بشدة وضمهم إلى صدره ونظر إلى عينيها بعشق جارف:
أنا بعشقك من أول يوم عيني وقعت عليكي ، ويمكن قبلها، لما إيمان كانت دائما بتحكي عنك حسيت أني أعرفك وكأنها بتكلمني عن نفسي،
صدقيني جيت الجامعة مخصوص علشان اشوفك، واقسم بالله اول ما عيني وقعت عليكي عرفتك حتي قبل ما اختي تعرفني بيكي، رغم اني عمري ما شفتك ولا اختي وصفتك ليا

تنهد بقوة وقرب كفها من فمه وفتحه وقبل صفحة كفها واعادها الي قلبه الذي يصدح بدقاته المتسارعة:
اها يا خلود كتير حاولت أهرب من حبك ومشاعري
الجياشة نحوك، لكن كان غيابك عن حياتي يوما كالموت، حتي النهاردة كنت واثق اني مش هعرف اوصلك لأن اختي هترافق ماما في زيارة للبلد
وكان لازم اروح معاهم واقعد  لحد ما يرجعو، بالذات ان اخوكي جاي يخدك،، يعني مطمئن عليكي ، لكن مقدرتش علي بعدك يوم  سفرتهم ورجعت علي الكلية بسرعة ومن حسن حظي اتاخرتي، علشان أشوقك وأنت خارجه ولقيتك وحدك

أخذ نفس عميق ونظر إلى عينيها الحائرة بدهشة:
وقتها بس عرفت أن القدر هو اللي بيجمعنا ، وبإذن الله النصيب، جيت أوصلك، لكن معنديش مبرر لحضوري غير الاعتراف بمشاعري، وليكن ما يكون مش متحمل أشعر بأنفاسك وانكوى بنار قربك، ومصرحش ليكي عن حبي اللي كتمته في صدري خمس سنين، آه يا خلود بحبك بحبك بحبك

رفعت يدها بسرعة ووضعتها علي فمها كي يصمت ولا يفضحهم فسمعت ضحكة السائق وقال:
ربنا يجمع بينكم علي خير، مقولتليش يا عريس العنوان فين ولا  عايزني ألف بيكم طول الليل

سحبت خلود يدها بخجل وقال عادل بحزم:
لا يا اسطي العنوان،(...) مش عايز ااخرها والدها بيقلق عليها، وشكرا لدعوتك ويارب يستجيب
أوما له السائق بالإيجاب وصمت لكي يتركهم إلى عشقهم الوليد، صمتا عادل وظل ينظر إليها يتملي من ملامحها وتفاصيلها وفجأة سألها:
خلود تقبلي تتجوزيني لو اتقدمت ليكي

نكست رأسها بخجل وهتفت بصوت خافت:
خليها بعد الامتحانات هيكون وقت مناسب وأخويا  شادي يكون خلص جيشه

امسك يدها وأخذ يقبلها بقبلات كثيرة وسريعة  وقال:
افهم من كده أنك موافقة، ياه يا خلود أكيد أنا بحلم كتير كنت بحس بتجاوبك مع مشاعري، لكني  كنت بكذب نفسي واقول ازاي بنت في مستوى تعليمك تفكر في واحد لا يناسبها زيا
ابتسمت له بخجل ولم تقل الا كلمة واحدة كانت كافية له لكي يقتنع بانها تعشقه كم يعشقها:
لانك راجل يا عادل
هذا هو مربط الفرس لم تتخلي عنه لانه راجل في نظرها، كان خير عائل لاهله كم يجب ان يكون بلا كلل او ملل، وفر لهم كل سبل الراحة وبخل علي نفسه بكل ما يجعله الشاب المناسب لكل فتاة، لقد علمت من اخته بانها كان دائم التفوق، وكان يتمني إن يصبح طبيب، لكن مات حلمه مع موت ابيها الذي تركهم بلا اي مال يسد جوعهم، ترك دراسته الثانوية واتجه الي العمل ليل نهار، كان شاب لم يتخطي عمره السبع عشر عاما، لكنه لم يشتكي او يتذمر
بل سعي إلى أن تنال أخته ما حرم منه وحرص علي أن يوفر إليها كل سبل النجاح، حتى تفوقت ودخلت كلية الطب حلمه القديم تحقق فيها ولم يحقد عليها،
بل راعى والدته المريضة ورغم زيادة أعباء مصاريفها لم يبخل عليها وادخلها أفضل المستشفيات،
كل هذا جعلها تعشقه لأنها هو الصورة التي طالما رسخها ابيها عن شريك حياتها، عشقته لأنه هو من يقدر يصونها ويقدرها كم يريد ابيها

نوفيلا(رد دين) للكاتبة,/سلمي سميرWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu