رحل بلا وداع

535 24 1
                                    

#قصة_قصيرة
#رحل_بلا_وداع
الجزء_الأول
* * * * * * * * * *
انتظرته كثيرا وطال بي الوقت حتى قرب أذان الفجر ولم يأت لم اتصور بأنها سيخذلني ويهرب مني، ، يأست وتأكدت بأن أبي وأمي كانوا علي صواب، هو ليس جديرا بي لهذا، فقد تركني ورحل دون وداع ولم يعبأ بحربي مع أهلي من أجله،

عدت خائبة الرجاء حزينة لم فعلت، لقد هربت من بيت أهلي من أجله، تركت عزوتي وسندي كي أنعم بقربه ومحبته،
وكان الجزاء الهروب مني ومن التزامه نحوي، هان عليا كرامة أهلي فهانت عليه كرامتي وكبريائي فدهسهم بحذأه وهرب،
وصلت إلى بيت أبي بيت العزة والكرامة، كي اخبئ فيه نفسي مع نكستي الكبري، وكسرة قلبي
طرقت الباب وراس منكس الي الاسف ابكي واتباكي علي من غدر به وقلبي تحطم اماله، ومستقبل رسمته بالاحلام تبخر في الهواء مع الم الحقيقة،
فتحت امي لي الباب واختطفتي في حضنها بحنان، وسمعت صوت ابي من خلفها يقول:
ادخل يا خلود مش هحاسبك مدام رجعتي يبقي عرفتي خطاك، اظن الدرس اللي اتعلمته بعمرك كله يا بنت عمري،
كمْ وجعني لقب بنت عمره الذي كان يتباهي بي وسط ابناء اخواته، فخورًا بي وبتفوقي عنهم، لكن حين سيطر قلبي علي عقلي فقدت احترم ابي، والآن احترامي لنفسي
دخلت وهرعت اليه ابكي بحرقة واقبل يده واطلب منه السماح والغفران واقسمت ان اكون طوع له، لن اتنازل من اليوم، ابدا عن رضائه، وابلغته بأني ساترك له حياتي يسيرها كيفما يشاء،
فبعد ما فعلته وحدث لي اصبحت غير امينة علي نفسي الا بتوجهاته وطاعته العمياء

لم صدق نفسي حين ربت ابي علي كتفي بحنان وملس علي شعري برفق وقال:
ادخلي نامي وأنسى اللي حصل ومن بكره يوم جديد
رفعت عيني إليه فرأيت فيهم حنانا وحزن، تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني لأني تسببت في حزنه هذا،
ألقيت نفسي علي صدره وأجهشت بالبكاء فضمني إليه ولم أشعر بنفسي ألا وهو يحملني ويمددني علي فراشي ويقبل راسي بحنانه المعهودة وقال:
نامي يا طفلتي فلقد سامحتك وأنت لازلت ابنة عمري وحبيبة قلب ابيكي

خرج واغلق خلفه الباب والغريب إن سمعت باب شقتنا يطرق وبعدها صوت أخواتي الشباب يسألون عن مجيء، فطمئنهم أبي وطلب منهم العودة الي
بيوتهم لان الاثنان متزوجين الا اخي الاكبر مني بسنه فهو صديقي لكنه يعمل الآن بالبحر الاحمر،

اغمضت عيني وتذكرت كل ما مر في حياتي منذ طفولتي الذي ما زالت اتذكر منها الكثير،
كنت الطفلة المفضلة لابي، فلقد رزق بي بعد اربع من البنين، فكنت ولادتي فرحه كبري كمْ حكت لي امي،
فارتبط بابي عاطفيًا بشكل متملك، وهو لم بقصر معي، ومن اجل محبته تفوقت في دراستي حتي يفتخر بي كمْ اعتاد بين اخواتي واخواته،
ودخلت كلية الطب واثناء دراستي صادفت اخو صديقتي الوحيدة عادل شاب مكافح ليس لديه غير اخته ايمان وامه وهو العائل الوحيد لهم
لم تمر بي السنه الثانية لي بالكلية الا وكانت افعاله الصادقة ومشاعره النبيلة محور حياتي وصورت ملامحه الجادة
لا تفارق خيالي ودائما في بالي  وسكن احلامي،
رأيت كمْ يخاف علي اخته ويرافقها دائما ويلبي كل طلباتها، هي ايضا تفوقت من اجله، فهو من يعولها هي ووالدتها وارادت تحقيق حلمه الذي لم يكمله، هو
ولانه اشتغل لكي يصرف عليهم ولم يكمل دراسته الجامعية،
مرت ثلاث سنوات وعشقه يتغلل بداخلي لا اعلم كيف وهو نفسه لم يصارحني, لكن افعاله كانت
تؤكد عشقه لي ومحبته لي
لم يمر مناسبة الا وكان اول المهنئين،في عيد ميلادى كانت اخته تأتي لي بهدية قيمة وحين اسالها لماذا كلفت نفسها، كانت تتهرب من الرد و الاعتراف انها من اخيها وليس منها،

وأيام محاضراتي التي كنت أتأخر فيها، كان يصر أن يصلني أولا قبل أن يعود بأخته، رغم اختلاف الاتجاهات
وكان لا يبارح البيت إلا حين أصعد الشقة وألقي علي أخته السلام من الشرفة حتى يتأكد أن وصلت بسلام

وفي أيام كثيرة أثناء غياب أخته عن بعض المحاضرات لظروف مرض والدته، هذا ما كنت أعرفه منها باليوم التالي، أو حين اتصل بها لأطمئن عليها، كنت المح طيفه يتابعني إلى أن أصلا إلى بيتي دون أن يقترب مني أو يجعلنا اراه
كنت اظن نفسي اتخيل وجوده لانه كان يختفي ما ان ادخل الي البيت،
الي اليوم الذي اعترف به وكان يوم غريب لم أشعر الا بعينيه تقر بعشقه لي قبل لسانه
يومها كنت عائدة وحدى واخي تاخر في الحضور لكي يرافقني الي البيت كمْ وعدني، فاتصالت بابي الذي طلب مني ان استقل تاكسي واتي الي البيت لان اخي ذهب الي الجيش وقد نسي ابلاغي بذلك قبل خروجي في الصباح، ظنًا بأن اجازتها ستنتهي باليوم التالي، لهذا لم يحضر واوصاني ان اتوخي الحذر،
خرجت خارج الحرم الجامعي وكانت الساعة متاخرة جدًا، لان سكشن التشريح اخذ كثيرًا من الوقت علي غير العادة وكثير اشتكو للدكتور من ذلك،

كان معي كثير من الفتيات التي طلبًا مني ان استقل معهم سيارتهم الخاصة، لكنهم جميعا كان طريقهم غير طريقي، ورفضت ان اتسبب في تاخيرهم، غير أن علاقتي بهم مجرد اصدقاء وليس كزميلتي أيمان
ذهبت الي الطريق العام واوقفت تاكسي كمْ طلب ابي، ومددت يدى افتح الباب الخلفي، فوضعت يد علي يدي وضغط عليه بشدة، فرفعت عيني بانزعاج فرأيت عادل ينظر الي بحدة وقال:
مش هتركبي لوحدك تسمحي لي اوصلك
ابتلعت ريقي لا أعلم ما الذي اتي به واخته لم تحضر السكشن، وقتها تاكدت ان طيفه الذي كنت المحه ايام غيابها لم يكن من خيالي بلا هو من كان يراقبني فعلا

اؤمات لة بالموافقة، فتح لي الباب وسمح لي بالدخول الي السيارة، ودلف ورائي وجلس بجواري، كانت المرة الاول الذي يكون قريبا مني هكذا
نظرت اليه كي اساله عن سبب حضوره، لعله يؤكد لي انها صدفة وخيالي الخصب هو من صور لي اشياء لم تحدث،
ما ان تلاقت عيني بعينيه رأيت بهم ما جعلني ابكي، فقد كان ينظر الي بوله وكأنه لم يصدق نفسه ان ما يفصلنا عن بعض الا بضعة سنتمترات،
اخدت نفس عميق وتنهدة بحرارة فقبض علي يدي بشدة وقال:
اهدى يا خلود انا مش قادر خلاص قلبي مبقاش متحمل نظراتك ونفسه يبوح ليكي بحبه

حدقت فيه بهلع غير مصدقه، هل أعترف عادل بحبه لي، اما إن سمعي ونظري تأمرو علي عقلي فنسج كل ذلك من خيالي، رفعت يدي الي وجهه اتلمسه كي اتاكد بانه امامه واقر بعشقه، افتر فاه عن ابتسامة عذبة اسرت قلبي، وضغط علي يدي التي كادت توضع علي وجهه وقبلها بقوة واعادها الي،

نظرت اليه بدهشة وذهول ولمست يدى وارتجفت بشدة وكأن نارا قد اشتعلت في كف يدى من حرارة قبلته وقلت؟!
* * * * * * * * * * *
انتظروني غدًا مع الجزء الثاني
#سلمي_سمير

نوفيلا(رد دين) للكاتبة,/سلمي سميرWhere stories live. Discover now