الفصل الرابع

788 77 4
                                    

الفصل الرابع
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
لم يتقبل شهاب العودة الي أبيه خالي الوفاض وفكر ان يسأل عنها بعض جيرانها الذين حضروا كتب الكتاب لعلها تكون عند أحد منهم،او يسأل لعل احد منهم رأها
دخل الي الجارة في البيت المجاور والتي كانت تبكي علي فراقها وطرق عليها الباب "
فتح له طفل صغير لم يتعدى عمره  الثامن سنوات وسأله
انت عايز ابلة نسمة مش هنا

تنهد براحة وشعر بقرب العثور عليها وقال للطفل بلهفة"
ممكن تنادي ماما قولها اني عايزها ضروري

جذب الطفل يده وأدخله الي  غرفة الصالون وأبتسم له قائلًا"
طيب خليك هنا هروح اقولها واجبهالك هي وخالتو

جلس شهاب وهو لا يطيق الانتظار وعدت عليه بضع دقائق كأنها سنوات طوال الى ان دخلت الجارة ورحبت به بحفاوة
ثم طلبت منه الجلوس وسألته بمودة"
اهلا ياباشمهندس يا مرحب يابني نورتنا ليه ماجيبتش نسمة معاكي وحشتني حتة السكر

ابتلع شهاب ريقة ونظر اليها بحيرة  وفكر يكشف خداعها له اذا كانت نسمة زارتها ام لا وقال بخبث"
اهلا بيكي يا طنط،  والله اسف لان نسمة مقدرتش تيجي معايا بس انا جيت اخد شالها اللي نسيته عندكم من اسبوع لاني كنت مسافر واستأذنت تزوركم وقالتلي انها نسيت شالها عندك

نظرت الجارة اليه بحزن وهزت رأسها بألم"
ألف خسارة يا نسمة بقا كانت هنا ومهنش عليها تزورني او تيجي تطمن عليا، دي كانت احن عليا من بنتي معقول الجواز غيرها كده ،
تصدق يا ابني فراقها كان واجع قلبي اكتر من  يوم موت بنتي اللي من دمي
كانت ودودة ووشها صبوح يشرح القلب الحزين، وكانت بتيجي تشوف طلباتي وبتذاكر لابن بنتي سيف وياما خدته عندها علشان مايتعبنيش ، وأيام عمليتي مكنتش بتفارقني رغم خوف ابوها عليها اللي كان كل شوية يطمن عليه
بقى كده يا نسمة تنسي خالتك ام جابر اه يا وجع قلبي

شعر شهاب بحقارة ما فعله وانه تسبب في ألم شديد لها فحاول اصلاح ما قال"
بصراحة يا طنط انا كذبت عليكي ،، نسمة ماخرجتش من البيت من يوم  سفري  والله العظيم زي ما بابا قالي، بس انا مصدقتهاش وبالذات انها كانت دايما تقولي انك زي امها،  ونفسها تزورك شكيت انها جت من ورايا، فجيت ليكي بالحيلة يمكن تكشفي ،كذبها عليا معرفش ليه مش واثق فيها

نهضت من مقعدها وتغيرت ملامح وجهه وثارت عليه"
انت مين علشان تشك فيها وفي اخلاقها،تعرفها من امتى وشوفت عليها ايه يخليك ماتثقش بيها
دي ربنا كتبلك السعد والهنا انها رضيت بيك،اسمع لولا وصية ابوها الله في سماه ما كنت انت ولا عشرة زيك يستهلوها
نسمة دي فعلا زي النسمة خفيفة وروحها حلوة وطيبة الدنيا فيها بتحب الكل ومفيش حد يعرفها ومايحبهاش
انا ممكن أسامحك واقول دي غيرة عليها لانك قدرت تملك بنت زيها ملهاش مثيل ،روح يابني ليها ربنا يهديك،
واوعى تيجي هنا تاني غير معاها وتكون مسامحاك ماشي
اتفضل بقى مع السلامة

نهض شهاب وقد انهارت بداخله كل الظنون واصبح بعد ثورته عليها يعاني من حالة جنون هستيري وهو يتسأل"
من كانت زوجته وكيف لم يراها او يعطي نفسه فرصة ليتعرف عليها لقد ظلمها وظلم نفسه بهجرها
________________
خرج من عند الجارة وقد اصابه الارهاق في مقتل ولم يعد يستطيع ان يكمل رحلة البحث عنها
وراح يجر اذيال الخايبة والصدمة وعاد الي بيت ابيه منهك القوى رأه ابيه في هذا الحالة شفق عليه
ظنًا منه انه منهك من عدم العثور عليها لم يعلم انه مجهد  من صدمة حقيقتها الغائبة عنه
دخل غرفته فتشمم ريح طيب بها ونام وفكره مشغول البال
لم يستطيع ان يغمض له جفن
وهو يحاول ان يتصور شكلها وبسمتها وطريقتها، لم يتذكر عنها اي شئ من ايام طفولتها
كل ما يتذكره توسدها لفراشها وطرحتها التي تداري وجهه

وفجأة هب من علي الفراش وذهب الي غرفة ابيه ثم  طرق بابها بحدة ورعونة ،  فلم يجيب ابيه فحاول فتحها الا انه ناداه ابيه من خلفه وسأله بريبة "
في ايه ياشهاب  مالك يا ابني وشك مخطوف كده ، انا عارف اني غلطت في حقك اقولك طلقها يا ابني  وارتاح منها، وهي منها لله، يلا روح اوضتك ارتاح والصبح نتكلم

هز شهاب رأسه برفض وقال لأبيه بتردد"
بابا هو سؤال هي نسمة جميلة يعني ملامحها حلوة

حدق به ابيه باستغراب ،لكنه تفهم سبب سؤاله من وجهة نظره وقال بحكمة"
بص يا شهاب نسمة من ناحية الجمال فهي جميلة،يمكن انت قصدك جمال روحها صح، لانه واضح انك مش شايف جمالها الرباني وشاكك في ده،  انا بالنسبالي روحها واخلاقها اجمل من شكلها الخارجي، لكن بعد اللي عملته بقيت شاكك
تصدق لو قولتلك، اني مش شاكك  فيها لكن في نفسي وفيك،انت واثق انك ملمستهاش بجد

اخذ شهاب نفس عميق ورد علي أبيه بحيرة لا يعلم سببها"
ايوه واثق يا بابا، انا مكنتش مخمور او مهيس  يمكن يكون حد اغتصبها لما جريت تلحقني زي ما قولت
وده سبب انها رجعت الصبح من الفجر وقت ما مشيت، بس ليه خبت ودارت وليه متخلصتش من حملها
بصراحة بقيت خايف عليها اكثر ما اني اخلص منها ، بابا
هو انت عندك صورة لنسمة

نظر اليه أبيه بحيرة وسأله"
ليه عايز تنزل اعلان عنها في الجرنال، فكرة كويسة بس للأسف معنديش صورة ليها لوحدها معنديش غير صورة زفافكم استنى اجبهالك هما بيعرفوا يعالجوها

دخل أبيه الي غرفته وعاد بسرعة ومعه صورة زفافهم
واعطاها لشهاب الذي اختطفها منه بسرعة وابلغه انه سيفعل ما قال واستأذن منه وعاد الي غرفته واغلق الباب خلفه،
جلس علي الفراش وامسك الصورة التي تجمعه بها وقلبه يدق بعنف ، لأنه سيرى الملاك الذي يحكوا ويتحاكوا عنه
رفع الصورة وصمت طويلا وجحظت عيناه وهو ينظر الي ملامحها البريئة التي تجسدت علي محياها ورقة ابتسامتها الحزينة التي تزين ثغرها
ظل يحدق  ويحدق فيها وفي تفاصيلها الصغيرة وشتم نفسه ولعن غباءه محملًا نفسه الذنب فانه السبب في اغتصابها وحملها سفاحًا وقال بأسف وندم وحسرة"
انا السبب لو مكنتش هجرتها مكنش حد ملكها غيري ازاي كنت اعمي وغبي بالشكل ده
حد يكون معاه الملاك ده ويهجره دا انا حتى قولتلها مش طايق اشوفك فعلا انا حمار وغبي وحقير
ضم صورتها الي قلبه بقوة كأنه يمني نفسه باحتضانها يومًا
هكذا لكن كيف بعد ان تلوثت بسببه وبسبب غباءه
نام وهو مكسور الفؤاد علي غدره بها وطوال الليل لم يهدأ باله من التفكير فيها وفيما حدث لها
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع

نوفيلا(رد دين) للكاتبة,/سلمي سميرWhere stories live. Discover now