المُقدّمة..

70 21 22
                                    

   
   لَم يُلقّب بالمَلك عَن عَبَث، التاج الذي يَعتَلي رأسَهُ ليسَ لُعبة، والعَرشُ الذي يترَبّعُ فوقَهُ ليسَ من خشَب، إِنّهُ ملِك بِحقّ!
ملكُ الخِداع! ملكُ الكَذب! ملكُ الوهم والنفاق!
مَن ذاب في تِلك الذهبيّتين ذابَ عَقلُهُ عن الواقع!
حمقى!...لا يَعرِفونَ أَنّ النّاسَ مظاهِر!
"كوالٍدِه"، طَماع!
وهل يمِلكُ الطَّمّاعينَ قلب ليشعُرَ بِه!
مِن غَير المَنطِقِ أَنّهُ وقعَ في حُبهَا!، عنَدما لمحَهَا هَل أَحَسّ بالبَراءة؟!
هَل التَصَقَ بِعسلِ عينيها؟!
هَل اشتَعَلَ بخصلاتِ شَمسِها كَما يدعي؟!
لا تَغترّ مِن نبعِ الرّقة الذي يتدفقُ مِن عينيها، ولا تَسكر من حلاوَةِ تلك العسليتين، فشمسُها الشقراء...سَتٌحرِقُك!.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•

    بَعدَ الهَزيمة يأتي الاستسلام!
إنّ التّقدُّم شيءٌ جَيدٌ، لَكِن عِندَما جَرتهُ أَقدامُه نحوَ الأَمام لَم يَكُن إِلّا مُرغَماً، لَم يَكُن يُريد التَّقدم لا يُريد!
ومَا نَفعُ الإِرادة بَعدَ الآن! في النِّهايَة لَقد وَصل...إِلى خَطّ النّهايَة.
صُعِق مِن هَول ما رأى، أَحَسّ أَنها النّهايَة بالمَعنى الحَرفِيّ، لَم يَعلَم ما يَفعَل.
أَيُخبِرُها؟!
إِنّهُ مُتعَب، أَلَم يَحِن وَقتُ الراحَةِ بَعد؟!
عانَى هُوَ الآخَر مِنْ إخفاءِ الحَقيقَة، يُريدُ البَوحَ وإِزالَةِ الهَمّ عَن قَلبِهِ المسكِين، لَكِن...مَن يُصَدقُه؟!
لَقَد نَسيَتْ مَن يَكون...رائِع! يَبدو أَنّها تَخَطت الأَمرَ بِسُرعَة!
يُجاهِدُ لإِخبارِها دُون أَن يُؤذيهَا، فَهَل سَتَعودُ لَهُ كَعَهدِها؟! رَقيقة؟! عَطوفَة؟! قَويّة وشُجاعَة؟!
كانَت كَذلِك في الماضي ولكِن الآن هي قَد ذابَت داخِلَ الذهَبِ بالفِعل!
هل سيُنبِتُها داخِلَ خضراوَتَيهِ مِن جَديد؟!
هَل سيُرجِعُ لَها سُكَّرَ عَينيها ليَزدادَ عَسلُها حَلاوة؟!
هُوَ لَيسَ كالجَميع!، فَهو..مَن سيُحطّمُ فَخّ البُرتُقالِ ذاك!.

°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•

   بِالفِعل إِنّ الحَياة كاذِبة!، أَوهَمَتها بِوُجود عائِلة لِتتفاجَئ بِنَفسها غارِقة وسَط المُحيط؛ دون قارب تَطفو عَليه، دونَ أَحدٍ تستَغيثُ بِه، تتضارَبُها الأَمواج دُونَ رَحمة، أَتتلاعَبُ بِها الأَمواجُ هيَ الأُخرى؟!.
الخِيانة!، مُصطَلَح سمعَت عَنه، لكنّها لَم تُدرِك مَعناه إِلّا بَعدَ وَقعِ الكارِثة.
لَقد تَعِبَت، ماتت في الوَهم ظانّةً أَنّ موعدَ خَلاصِها قَد حان، فتَصحو لِتَعيشَ الكِذبة! تِلكَ هي الخِيانة بحدِّ ذاتِها!.
ذَلكَ الجُرحُ الموجودُ في قلبِها لَم ولَن يُشفى، أينَ العدلُ في الحياة؟!، ألا يحِقُّ لَها السعادة؟!.
لَطالما سببت لَها تِلكَ العيونُ الذهبية حيرةً في عقلِها، ضاعَت في ذِهَبِها وتاهَت ولَم تعرِف طريقَ العودة، رُبما أحسّت بالأمانِ من جديد!
ظنَّت أنها الجنة، فعلاً؟!
ألا تُدركُ أنها داخِلَ نارٍ ذهبية؟!
إنّ كَلمة ثقة خُلِقت للأغبياءِ أمثالِها، لَكن لا بأس...عليكَ الوقوعُ لتتَعلّم!
فلتصحِ ياغبية!
ثقي بالخضراوات فالخُضرة لا تَكذِب! إنها الحياةُ بعدَ الموت!
يا للسُّخرية! في النهاية بالفعلِ لا مكانَ لها داخِلَ قصرِ السعادة!
إذاً...فلتَعُد!.

فَخُّ البرتقالWhere stories live. Discover now