chapter 15

259 25 1
                                    

ظن بأنني مهما قلت لن أستطيع وصف ما حدث لإيما فيبدو أن قصة جديدة ستنضم لقصتي وإيما ستكون بطلتها حيث تكتشف البطلة بأن حبيبها هو جاسوس خطير وضحّى بحياة الكثير من الأبرياء لذا أفضل أن يحكي كل بطل قصته وأظن بأني سأتوقف هنا قليلا حتى أتيح لإيما سرد حكايتها لقد صادف اليوم بأنها تمكث عندنا في البيت فعيد رأس السنة بعد خمسة أيام وكذلك مارك موجود إنه يبلغ حاليا تسع وثلاثين سنة حقا الوقت يمضي بسرعة.....

"إيما"
لم أصدق بأن أمي ستجعلني أكتب معها فهي تعامل كتابها هذا كـكنز ثمين عموما لن أبخل عليكم وسأروي خواطري كلها بدأكل شيء بعد غرق أمي في النهر واختفائها عنّا كل ما فعلته هو الجري نحو المقر وما إن وصلت للبوابة انهمرت في البكاء رآني أحد الجنود وظهر أنه يعرفني لذا ذهبت إلى والدي في مكتبه ليأتي خلال دقائق كان هناك بعض الجنود الذين كانوا يحاولون مواساتي ويسألونني عن سبب بكائي كل ما كنت أقوله
" أبي"
عندما رآني شعر بالقلق لرؤيته هذا فبالنسبة لشخض مثله يرى ابنته تبكي أمامه ولم تبكي مظلقا هكذا ويعلم بأنه مهما حدث فإنه لن يحدث لي شيء فأمي لم تبكيني قط ولكن قد يأتي في باله فورا لأن مكروها حدث لأمي لذا بادر بسؤالي
" أين أمك"
هنا صرخت بشدة وقلت
" لقد وقعت في النهر ولم تخرج "
" ماذا"
نظر إلي بتفاجأ ليقف ويقول للجنود بينما هو يجري " إعتنوا بها حتى مجيئي"
يمكنكم معرفة ما حدث بعد ذلك من ضجة انتشر خبر موت والدتي بين الفيلق وأقيم عزاء لها غاب والدي عن الفيلق لمدة أسبوعان كان يعاني من حالة اكتئاب وكنت كثيرا ما أسمع صوت نحيبه مما كان يجعلني أبكي أيضا بعد ذلك بثلاثة أشهر تأقلمنا مع هذه الحقيقة المروعة لم يعد أبي كما كان أصبح يكرس وقته في مهمة كقائد للفيلق فقد أصبح قائدا له بعد موت أمي ويكرس الباقي من أجلي وقد أصبحت أقضي تقريبا جُلّ وقتي معه في الفيلق لذا وبعد مرور ثلاثة اعوام بلغت سن التجنيد لذا قررت الانضمام لدفعة تجنيد هاتهِ السنة فقد قلّ عدد جنود الفيلق والبشر بعد تحطم سور ماريا جاء اليوم الموعود وأصبحت من المجندين رسميا تعرفت على رفاق من مختلف المقاطعات وكان هناك واحد فقط من حاز على اهتمامي إنه ذاك الفتى الذي يدعى راينر إنه يكبرني بعامين لقد انضم للتجنيد في سن الرابعة عشر مع صديقه المقرب برتولدت بالطبع لن أقف وأتفرج لذا بادرت بالتعرف عليه وعلى بيرتو وبقيت ملتصقةً بهما أمضي اغلبية وقتي معهما حتى أصبحت مقربة لهما بالطبع عندما عرفا حكاية أمي واساني وكانا يعاملانني على أنني الأخت الصغيرة كانوا لطفاء حقا بعد مرور عدة شهور لاحظت بأن راينر يتودّدُ لفتاة تدعى آني من يراها لأول وهلة يقول بأنها في نفس سني ولكنها في نفس عمرهما كنت أشعر بالغيرة لرؤيتي لراينر وهو يتودد محاولة مصادقتها لذا أصبحت أراقب راينر دوما خوفا على مستقبلي وبالصدفة البحتة لمحت بيرتو يراقبهما هو أيضا ليس هما محدّدًا بل كان يراقب آني باغته في مرة وسألته
" بيرتو هل تحب آني"
بالطبع تلعثم في تحركاته لأبتسم حتى أريحهُ وقلت " لا عيب بأن تقول الحقيقة فأنا أيضا أحب راينر ولكن رؤيته مع تلك الفتاة تغضبني "
يمكنكم معرفة ماذا فعلنا بعد ذلك بالتأكيد اتفقنا على الآتي أنا أبعد راينر عن آني ثدر الإمكان ليعترف بيرتو لها وإن حالفه الحظ فهنيئًا له أما إذا لم ينجح فهناك الكثير من الفرص مع فتياتٍ أخريات وبينما يكون قد اعترف لها سأكون قد اعترفت لراينر وكل له حظّهُ المجهول

   Beyond The Sea                        ما بعد البحرWhere stories live. Discover now