21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"

ابدأ من البداية
                                    

تحدث "طارق" بهدوء على عكس ما يخبئه بدخله من ضيقٍ:
- " على حساب جهدي وتعبي؟، اقولك على حاجة يا إسلام؟، الكافية دا من يوم مادخلته واهتميت بيه وهو فحتة تاني، فحتة أحسن بنظامك واهتمامك وسعيك وكأنه مكانك، والأضافات اللي ضفتها زيادة على اللي فالمنيو بأسعارها؛ واللي بسببها في كتير من الطبقات الاجتماعية بقيت بتدخل الكافية دا ودا تقريبًا مكانش بيحصل، أنت عارف أنه لو جينا للحق؛ هيبقى أنا اللي ناجح على حساب تعبك هنا."

كان يسمع بصمتٍ ولكن أكمل "طارق" ما كان يقوله:
- " وعشان كدا، أنا هخليك تدير الفرع الجديد، أنت من حقك تكون فمكان ليك لوحدك، بنظامك ودماغك اللي شبه الألماظ دي والله هتبقى أنجح من أي حد فالكون وأنا واثق من دا، ولو يسيدي على الفلوس، فأنا صاحبك لأخر العمر، ولآخر العمر أنا معاك عشان تسدد، بس قبل متسدد الفلوس، خليني اسدلك حق الجدعنة والأخوة اللي شفتها معاك طول فترة معرفتي بيك."

قهقه وهو يحرك رأسه يأسًا ليكمل "طارق" بمرحٍ:
- " أنت أصيل يا إسلام، واللي زيك خلصوا اليومين دول، أنا عايزك جمبي ومعايا والله، عشان اكتشفت إني من غيرك بكون ناقص"

وقف يُعيره عناق أخوي دافئ وهما يضحكان بحب، ليقول "إسلام" بنبرةٍ ممتنة:
- " ربنا ميحرمني من وجودك."

أجاب:
- " ولا يحرمني من وجودك يا إسلام، الواحد بيدفع عمره يضور على صاحب يشبهله، كونك شبهي فإهتماماتك وتفكيرك دا لوحده مخليني فخور بوجودك فحياتي والله"

خرج من أحضان صديقه وهو لا يعلم ما يقول، تطايرت الكلمات من على لسانه ولكن تولت مقلتيه أمر الرد حين أغرقت سحابته الشفافة خديه، مسحهما فورًا وبسخرية تفوه:
- " أبسط، خليتني اعيط على آخر الزمن"

- " وريني كدا!"

قالها وهو يتفحص وجه صديقه ليكمل بضحكاتٍ:
- " الحمدلله طلع عندك مشاعر"

__________________

"بتعملي إيه؟"

تساءلت "أمل" حين دلفت إلى غرفة "حور"، فأدارت "حور" رأسها بغير فهم عن سبب وجودها داخل غرفتها؛ فوالدتها لا تدلف إلى هنا إلا فالكوارث!، إبتلعت غاصتها ثم أجابت بتوترٍ غير مفهوم:
- " بذاكر يا ماما، في حاجة؟"

تقدمت "أمل" وجلست على حافة الفراش مجيبة:
- " عادي، جيت أشوفك"

كررت ببلاهة:
- " تشوفيني؟"

رفعت "أمل" حاجبها وردت:
- " أيوة، إيه؟"

تنهدت "حور" تسأل بإهتمام:
- " في حاجة يا ماما؟، اتخانقتي أنت وبابا؟"

- " لا"

كررت:
- " عصام عمل حاجة؟"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن