mikasa

794 46 82
                                    


15/12/2021

الساعة التاسعة ليلا ؛ طوكيو
Pov :

وحيدة وسط الشوارع الخالية و تحت سماء الليل الحالكة ، اسير بلا وجهة محددة ؛ استمع لرنين الثلوج الناصعة تسحق تحت اقدامي التي تخطو خطواتها المنهكة

توقفت امام ذلك النهر الذي بات سطح مياهه قطعة صلبة ؛ رفعت رأسي انظر بين دموعي نحو السماء المرصعة بنجومها اللامعة لترسم ابتسامة منكسرة على شفتاي المزرقة ؛ يبدو انه حان الوقت لاخذ راحتي من هذه الحياة القاسية

تقدمت ناحية الحافة اناظر العالم من حولي للمرة الاخير ؛ سحبت الهواء الذي كان يلفح جلد وجهي العاري نحو رئتاي لاشعر بصاعقة مؤلمة تسري بجسدي ؛ بارد مثل الجليد لكنه انعش روحي التي ستغادر جثتي باي لحظة

هااه...لما انا مترردة ؛ الجميع تخلى عني ، لا يوجد من سيكبي بجنازتي او من يحمل نعشي نحو قبري ؛ فقط لالقي بجسدي بهذا النهر ، لعله ينفع كغذاء للاسماك الجائعة .

اغمضت عيناي افرد ذراعاي لارخي بجسدي اتركه يهوي نحو الاسفل ؛ و لم تمر ثواني لاشعر به يرتطم بالجليد الذي تحطم ليسبح وسط المياه الصاقعة

المكان مظلم ؛ الهواء به منعدم ، شلت حركتي بسبب البرد ، لم اعد اشعر سوى بشيء يسحب جسدي نحو الاعلى لابد انه ملاك الموت من اتى لياخذ روحي للسماء

End pov

دقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل

بذلك المنزل الذي يعمه الدفئ ؛ كل ما يسمع بين جدران تلك الغرفة انين الراقدة على السرير بالم شديد بين انفاسها الثقيلة

يجلس ذو الشعر الكستنائي على طرف السرير يراقب بعينيه الزمردية وجهها المتعرق الذي اخذ لون الكرز ، و صدرها الذي يعلو و يهبط بسرعة تحاول التقاط الهواء ناحية رئتيها . بينما ينقع الكمادات داخل الدلو الممتلئ بمكعبات الثلج يضعها على جبينها لتشهق بقوة بسبب برودته على جلدها المحترق فقد تجاوزت حرارتها الاربعين درجة .

سالت كرستالاتها من بين جفنيها المرهقة ليعقد الاكبر حاجبيه حزنا على حالتها المزرية ؛ لابد ان قسوة الحياة المرهقة قد نالت منها ؛ لكن ما الذي اوصل هذه الغرابية لهذه الحالة البائسة ، فتاة بهذا العمر من المفترض انها بين احضان عائلتها او زوجها تتمتع بدفئهم بهذا الشتاء الذي تنزف له الرئة بمجرد اختراق الهواء البارد لانسجتها الهشة

اخيرا ؛ بعد ساعات هدأت انفاسها لتأخذ بشرتها اللون الشاحب دلالة على استقرار حرارتها عند 37°
ازاح الكستنائي دلو المياه الباردة مع الكمادات جانبا ليستقر جسده قرب الغرابية يلف الغطاء حول جسديهما و يغط بنوم عميق بعد ليلة مرهقة

_________________

اشرقت الشمس تنثر اشعتها بين ثغرات السحب التي اخذت لونا رماديا مائلا للسواد لتعطي نورا باهتا على الشوارع المغلفة بقطن الثلج السميك

احتواء Where stories live. Discover now