راوية تمثل الدهشة / وش فيك سكت؟ لا يكون خفت من عيني

التفت إليها مستنكراً ظنونها...ليخبره المرح الذي جعل نظراتها أكثر جمالاً...و عذوبة...
أنها تمزح...ليجدها تستمتع بالحديث معه...و لا تجد الغرابة التي يجدها في علاقته معها...

نعم...فهي بالأمس اخبرته أنها حددت علاقته بها...حين اتخذته أخاً لها...وهو منذ اليوم الأول بإبتعاده و صده عنها...
ختم على هذا القرار...الذي اتفقا عليه بدون كلام...

أبوسامي يعيد نظره للطريق..ليكمل الحديث بأريحية / مو ضروري تتبعين نظام غذائي..بس على الأقل لا تتعودين على عادات غذائية غير صحية
راوية / تكفى أبوسامي لا تسوي دكتور علي...أنا ما أحب احرم نفسي من شي..و لا أحب اغصب نفسي على شي..هههه ترى براسي عناد الدنيا كلها...ادعي انك ما تجربه
أبوسامي يبتسم لا إرادياً / عساي ما أجربه


مرت ثلث ساعة كانا يتحدثان فيها...بإسترخاء...و لهفة تسكنه وهو يستمع لصوتها...ليعرف عنها أكثر...
إلى أن نزلت...لتتركه وحيداً...مع ما تبقى من شذى رحيقها الصباحي...يتماوج مع بقايا رائحة القهوة التي تعشقها...
قطّب ملامحه وهو ينطلق مجدداً بعد أن اختفت من أمام نظرته...و اختفت الراحة التي كانت تسكن وجهه...
لأول مرة يستشعر وحدته ثقيلة...و كأنها هماً...وهو الذي كان لا يهنأ إلا بها...

كيف تسللت للياليه الظلماء...لتحييها كالبدر..؟
متى تغافلت قلبه...لتتركه يعتادها على مهـل..!
لتعيده إلى حياة كان قد نساها...و دفنها مع القلب...مع تلك الحبيبة الراحلة...

جميلة..!!

أدرك بذهول أنه لأول مرة يصحى صباحاً...و لا يتذكرها..!
لم يأخذ قسطه اليومي...في ذكراها...و افتقادها... قبل أن ينهض من سريره...كما كان يفعل كل يوم..!!

ليجتاحه الضيق...و الإتهامات...و اللوم...هل كادي كانت على حق..؟
هل بدأت هذه المرأة تؤثر عليه...تغيره..!
تجعله ينسى..؟؟

كيف سمح لها بإجتياح مساحات إهتمامه...و شعوره...؟
كيف يعطيها الأمان...لتعبث بأفكاره...و نبضات قلبه...؟

أحس بالمرارة تقطر من روحه لخيانتها...جرمٌ كان إهماله ذكراها...بالأخص في هذا اليوم...
ليرفع حواجزه الصلبة من جديد...ليقي قلبه...من سهامها التي ترميها بطيش نحوه في كل كلمة...و نظرة...
و يغير طريق عودته إلى المنزل...ليذهب كما اعتاد في هذا اليوم... إلى المقبرة...



دخلت إلى المدرسة لتقف عند الدرج...بعدما سمعتها تناديها من خلفها...

بين نبضة قلب وأخرىWo Geschichten leben. Entdecke jetzt