19- الفصل التاسع عشر " احتواء"

ابدأ من البداية
                                    

- " والله؟"

قالها بضيقٍ في حين أن"يونس" و " عصام" كانوا يضربون كفهم ببعضهم بعضًا بضحكات شامتة، رفع هو إحدى شفته بضيقٍ ثم قال وهو يتجه نحو المنزل:
- " بكرة تشوفوا الكوالا دا هيعمل فيكم إيه"

تنهد "كرم" وهو يحرك رأسه بقلة حيلة من تصرفاته ثم قال:
- " طيب أنا معايا مشوار كدا هروحه، تعبتكم معايا النهاردة."

- " أنت هتعملهم علينا ولا إيه يا كرم توكل على الله يلا شوف مشاويرك اللي مبتخلصش دي."

قالها " يونس" بحنقٍ ثم مال يكمل هامسًا لـ " عصام":
- " أنا حاسس أن الواد دا تاجر سلاح."

_____________________

كانت "سلمى" تتجهز خصيصًا للذهاب إلى خطبة صديقتها المقربة، فأضافت لمساتها الخاصة ثم ارتدت حذائًا ذو كعب مُرتفع بعض الشيء وخرجت إلى الصالون، ورغم أن والدتها على علم مُسبق بالأمر إلا أنها كانت مُعترضة عن ذهابها بمفردها، فوقفت تقول بقلة حيلة:
- " يا ماما والله رايحة مع صحابي وقلتلك مش هنتأخر!"

ردت "نهال" بحدة:
- " وأنا اش عرفني يختي اللي رايحة معاهم دول كويسين ولا لا؟"

اندهشت مقاسمها مجيبة:
- " ماما دول مريم وآية!، وأنتِ عرفاهم كويس!"

ردت ببرودٍ:
- " أنا مبثقش فحد يا سلمى."

لمعت مقلتيها حين شعرت بوخزة فيهما سائلة:
- " ولا حتى أنا؟"

رفعت "نهال" عينيها ببرود قاتل ونثرت:
- " مبثقش فتصرفاتك، ممكن تغلطي فأي وقت وأنا مبحبش الغلط نهائي لأنه هطير فيه رقبتك."

- " معاش ولا كان اللي يطير رقبة سلومة يا مرات عمي"

كان ذلك "إسلام" الذي دلف إلى الصالون بتكبرٍ، التفتت إليه كل من "نهال" و"سلمى" بدهشة، ولكن أنهت "نهال" ملامحها المندهشة بأخرى حانقة وهي تقول:
- " دخلت هنا أمتى يا أستاذ إسلام؟"

تقدم بخطواته إليها مجيبًا:
- " سمر حبيبة قلبي فتحتلي، وخبصت عليكِ وقالت إنك مستلمة سلمى شهايت نهايت ومش سيبهاها فحالها"

خرجت "سمر" من خلف الحائط الذي كان يُخبئُها وقالت بغيظٍ:
- " الله يخربيتك يا إسلام."

بينما تحدث هو غير مُباليًا:
- " مالك بسلمى يانهال؟"

شهقت "نهال" بصدمة مجيبة:
- " نهال حاف يا إسلام!، وبعدين أنت مالك بنتي وأنا حرة!"

أجاب دون تفكيرٍ:
- " بقلك إيه يمرات عمي يا سكر أنتِ مش احنا متعودين أن طول ما البنات خدو إذن رجالة البيت الحريم متدخلش ولا إيه الدنيا فالزهايمر بتاعك دا؟"

- " متحترم نفسك يا أبن كريمة!"

تفوهت بضيقٍ ليأتيهم صوت " يونس" من الخلف:
- " سلمى خدت أذني أنا وبابا يا ماما."

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن