|١٢| عِناقُ نهاية السطر.

4.8K 359 558
                                    

شكرًا ١٩ ألف قراءة.🙏♥️
تحذير: قد يحتوي الفصل على بعض المشاهد الحادّة المُسبِّبة للجفاف العاطفيّ، احذر قراءته بعد الثانية عشرة منتصف الليل.

الفصل إهداءٌ لفتاة عيد الميلاد الجميلة MariamMohamedAli8، عيد مولدٍ سعيدٌ حبيبتي.
....

- الاثنين، الثامن من يونيو عام ٢٠١٩.
- السابعة وبضع دقائق مساءً.

غَنَّى على وَتَري وعَزف قصائدي، وإلى عِناقِ الصَدر دَوَّنَ تردُّدي.

أتيتُه دون تفكيرٍ، أُلبِّي حاجة قلبي، روحي، وحتى عقلي في دِفءٍ سيمدُّني به عِناقه. ولمْ يبخل عليَّ خالد بشيءٍ مِثلما عهِدتُه.

أوحتْ لي ملامحه الصامتة رغم صُراخ عينيه بيأسٍ، ومظهره الرثُّ رغم سكون جسده، بما اعتمَر قلبه من أسًى تركتُه بكل غباءٍ يحُول بيننا. وأردتُ بكل جوارحي إزاحة أيّ شعورٍ سلبيّ عن عينيه الجميلتين. زيتونيّتاه لا يجب أن يُعكِّرهما أيّ شيءٍ؛ شددتُ حِينًا من تشبُّث ذراعيّ بجسده وكنتُ الأكثر حاجةً لهذا العِناق منه، أحاول إخراج حروفٍ لمْ يكُن عليّ السماح لها بالتكوُّن حتى، أتمتم بصوتٍ ظننتُه عاليًا ولكنَّ تفاقمه أصدَر صدًى بروحي:

«أنا آسفة، أنا كان لـ..»

«كنت عايزك، عايز أهرب من العالم كله في حُضنِك

تمسَّحتُ بجبيني في صَدره كقطةٍ تموءُ بالحنان، وسَحاب سُترته الخريفية ينزلِق مع حركتي كاشفًا عن صدره لجِلدي، أستشعر نبضات كانت تهتف مُؤيِّدةً كلماته التي قاطعني بها دون تفكيرٍ، دون ترددٍ لإظهار حاجته ومشاعره الدفينة لي حتى بعد إساءتي له أمام والدينا وشقيقه.

أراد أن يختبئ من العالِم بأسرِه في عناقٍ مني يحفُّه بالسِعة، ولمْ أتوانَ عن منحِه مُرادَه مواساةً لقلبي أنا.

كانت حركتُه التالية جلوسًا على طرف سريره بهدوءٍ، مُسكِنًا إيايّ على فخذَيه يحطُّ رأسي على صدره، أحاط خصري بذراعه يحتويه مُقرِّبًا جسدي من صدره أكثر ويده تقبض على جانب خصري دون إيلامه، ثم وبأصابع يده الأخرى أصبح يتخلَّل خصلات شعري ماسِحًا عليه بحنانٍ أرجف كل ذرّةٍ بخلاياي.

لمَ هذا الحنان المفاجئ؟ طلبتُ عِناقًا ودقائق نقاشٍ دون صخبٍ أو مُقاطعةٍ نُفرغ فيها لبعضنا كل ما يؤرق علاقتنا وحصلتُ على جرعات من الحنان والهدوء المتتالية جعلتْ قلبي مضطربًا وعقلي متوترًا أكثر بعد أن انتظرنا جميعًا -أنا وعقلي وقلبي- نقاشًا حادًا يمتلئ بالعِتاب.

نخاف حِينًا على مشاعر الآخرين أكثر مِن خوفِنا على مَصَابَة مشاعرنا، يصل الأمر إلى تجنُّب عِتاب مَن استحلَّ الخطأ بحقِّنا خوفًا من حُزنه أو نفورِه منّا، ولكنّ المعروف أن كَبْتَ ما نال بأنفسنا من أفكارٍ وتعبٍ ابتغاء نَيْلِ مَرضاةِ الآخرين، لا نهاية له سوى المزيد من الألم النفسيّ الذي بدورِه سيصلُ لأوجاعٍ عضويّةٍ مع تبدُّد ملامح الشخصية، وشخصٌ كـخالد محالٌ أن يصمُت عن عِتابٍ، لربّما يصمُت عن ردٍ أو يقابِله ببرودٍ غاية إبعاد نفسِه عن المواقِف التي ستتطلّب منه جُهدًا في نقاشِها، ولكنّه لا يترك نفسَه تفيضُ بالعِتاب حتى تؤلِمه. فلمَ هذه المرّة؟ هل لأنّني الطرف الآخر من العِتاب؟

دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️Where stories live. Discover now