|٢| زوجي وحبيبي.

4.2K 338 281
                                    

تحذير: ممنوعٌ الوقوع في حب خالد هنا.

••••••

- الجمعة، الخامس من يونيو عام ٢٠١٩ـم.
- العاشرة وخمسٌ وأربعون دقيقةً صباحًا.

«السؤال التالت، أكملي، يقول عنه العالِم مايرهوف...»

ابتلعتُ لُعابي ببطءٍ أشعر بجفاف حلقي بعد هذا السؤال منه. والمُخيف أكثر في الأمر أنّه يُدَرِّسني طارحًا هذه الأسئلة الصعبة منذ ما يُقارِب الساعة بعدما أيقظني من نومي الجميل باكرًا، ويحمل عصا خيزُران رفيعةً مَن يراها سيعرف جيّدًا أيّ ألمٍ ستُسَبِّبه هذه العصا إن لامست الجِلد.

أريد أمي.

لا أريده أن يذاكر لي بنظراته المُرعبة وعصاه المُخيفة هذه. ساعدوني!

«انطقي الإجابة يا ندى أحسن لك. سيبتك تفكَّري في الإجابة وتفتكريها عشر ثواني كاملين. ثانيتين كمان وهلسوعك بالعصاية دي.»

كنتُ أظنُّ أنّ تدريس والدتي لي هو أصعب مواقف الحياة؛ فالأمهات يمتلكن تلك النظرات الخطيرة عندما يبدأن في تدريس أبنائهنّ، لا سيّما "الشبشب" الذي يكون إلى جانبهنّ دائمًا يثير الفزع في قلوب أطفالهنّ ويبدأن في التغريد بالمنهج وتذكُّر كل حرفٍ منه حتى الفهرس. ولكن، كنتُ مخطئةً تمامًا.. تدريس خالد لي هو الرعب بذاته.

ثم من أين أتى بهذه العصا؟ جديًا؟ هل أنا طفلة؟

أجل، أجل أنا طفلةٌ أرتعد من الداخل الآن مع نظراته الجِدِّية هذه، وكأنّه يعني كل حرفٍ نطق به لسانُه لتهديدي، ما دفعني للتغريد بإجابة السؤال، ولا أعرف حتى كيف تذكَّرتُ الإجابة وأنا لمْ أُراجِع درس القراءة هذا من منهج اللغة العربيّة-:

«يـ..يقول مايغهوف (مايرهوف) إن اسم البيغوني (البيروني) هو أبغز (أبرز) اسمٍ في موكب العلماء الكباغ، واسعي الأُفق الذين تزدان بهم الحضاغة (الحضارة) العِلمية الإسلامية و.. و.. و..»

«و إيه؟ أنا صبرت عليكِ ٣ ثواني كاملين. افتحي إيدك!»

جفلتُ أغمض عينيّ وقلبي يرتجف خلف أضلُعي بعدما هتف بي خالد بتلك النبرة الصارمة، المُرعِبة، والغاضبة يضرب بعصاه الخيزُران في الهواء حتى أصدرتْ صوتًا يشبه ڤوووو دالةً على أنّها ستؤذي مَن تلمسه حقًا. يا ربي الجميل! لمَ يتعامل معي خالد هكذا؟ لمَ يذاكر لي ذاتًا؟

الحمد لله أنّه ضابطٌ في الثالثة والعشرين من عمره الآن وليس مُعلِّمًا. أعني.. سيتبوَّل التلاميذ من الرُعب ما إن يرَوه، لا سيّما عقابه لهم بالضرب كما ينوي عقابي الآن.

حسنٌ، هو السبب في عدم تركيزي ونسياني للإجابة وليس ذهني سريع النسيان أو ذاكرتي السَمكيّة. ثم مَن يقوم بتدريس زوجته وهي جالسةٌ على فخذيه؟ كيف سأركِّز وأنا بهذه الوضعية؟

دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️Where stories live. Discover now