|١٠| ذوات الجلود الملوّنة.

3.9K 373 295
                                    

الفصل إهداءٌ للجميلة: ZG_Athens133
......

- السبت، السادس من يونيو عام ٢٠١٩.
- الخامسة والنصف مساءً.

«لا أنا خاطب والله، سوري، جيتِ متأخر يا قمر.»

اتسعتْ عيناي بصدمةٍ سحبتْني من أفكاري المُظلمة عمّا سمعتُه من قرارٍ اتخذتْه والدة خالد بعد خروجي من الامتحان، وصوت مصطفى ناطقًا بهذه الجملة عن كونه لديه خطيبةٌ ويعتذر من إحداهنّ يرنُّ بأذنيّ من خلف بوابة مبنى منزل عائلتي مع اقترابي منها. وما الذي يعنيه بأنّه خاطِبٌ ويعتذر؟ لمَن يعتذر؟ ولمَ يعتذر ذاتًا؟ هل هناك مَن تحاول سرقة قلبه من مروى؟ وهذا الوقح يعتذر منها بقوله أنّه خاطِبٌ فتاةً أخرى بدلًا من الصراخ بها وقول لا؟ ذلك الخائن!

الجملة الصحيحة التي يجب أن يتلقَّنها كل ذكرٍ حينما ترمي إحداهنّ بنفسها عليه هي: 'لا، لديّ خطيبة وأحبها.' وليست 'آسف، لديّ خطيبة.'

ذلك الخائن! سأفضحه.

أخرجتُ هاتفي من جيب سترتي الخفيفة أبحث عن رقم مروى به وأتصل بها سريعًا، بينما أكمل خطواتي البائسة ركضًا إلى داخل المبنى، وما إن عبرتُ البوابة حتى توقَّفتُ بمكاني مُضيِّقةً عينيّ بحيرةٍ أنظر لمصطفى الذي يجلس القرفصاء في منتصف مدخل المبنى أمام جسد فريحة شقيقة عُمر الصغيرة ويبتسم لها بخفةٍ مُربِّتًا على شعرها، بينما الأخرى تنظر له بعبوسٍ طفوليّ نفخ خدّيها المُتورّدين المثيرين للقرص تجيبه:

«بس، بس ربنا قال الراجل يتجوز أربع بنات.. وأنا عايزة أكون الزوجة التانية وهخلّيك تتجوز واحدتين كمان وهقنع زوجتك الأولى.»

ماذا؟ هل هذه طفلةٌ بالحادية عشرة من عُمرها؟ ثمّ من أين لها بهذه الأفكار والتبريرات؟ وجديًا فريحة؟ مصطفى؟ هل اخترتِ مصطفى من بين ذكور العالم؟ هذه الفتاة سيكون ذوقها مقرفٌ بالمستقبل.

اقتربتُ بخطواتي منهما حتى باتت خطواتي مسموعةً، ونهض مصطفى من قرفصته ينظر لي باستنجادٍ قائلًا:

«ندى الحقيني، ابعدي البتاعة دي عني! دي عايزاني أتجوزها على مروى!»

«مين دي اللي عايزاك تتجوّزها عليا يا مصطفى؟ مين دي اللي عايزة تخطفك مني وواقف تتكلم معاها؟»

أوبس، لقد نسيتُ أثناء اقترابي من مصطفى أنّني كنتُ أهاتف مروى وما زال هاتفي بيدي.

أو لمْ أنسى، هه.

وضعتُ الهاتف على أذني أرمق ملامح مصطفى المذعورة بعدما وصله صوت مروى الصارخ بجِدِّيةٍ من هاتفي رغم أنّني لمْ أفتح مكبّر الصوت، ولكنّ صوت مروى أثناء غضبها من مصطفى لا يحتاج لمكبر صوتٍ. وكأنّها صدَّقتْ حقًا أنّ هناك مَن تنافسها على قلب مصطفى وليستْ طفلةً بلهاء الأفكار كفريحة.

دروسٌ لجعل زوجكِ يفقد أعصابه (الكتاب الرابع). ✔️Where stories live. Discover now