Pt6

41 4 0
                                    

"تخلق من العدم؛ يختارون لك إسما و أشخاصا لتعايشهم يدّعون أنهم عائلتك... يختارون مدينتك لغتك إنتماءك! و تعيش عمرا بحاله تدافع بكل مالك من جهد على اشياء لم تخترها حتى....!"






خراب داخلي، غرفة قاتمة، رائحة صدء تحوم حول المكان، مشاعر نتنة مقرفة، رغم صغر سنها إلا أنها تعي تماما ما يحدث حولها؛ طوال ثلاث سنوات، قسرا عايشت نفس الأجساد الهامدة، خالية الوفاض من الأحاسيس....مجردون من كل الإنتماءات البشرية هم أولئك من يدّعون بأنهم عائلة لها.....
تعمق النظر فيما خلفته عاهرة والدها من فوضى جنسية قذرة.... و بكل ذلّ يجب عليها هي تنضيف قذاراتهم، يأبى كبرياؤها ذلك، لكنها روح وهنة داخل جسد ضعيف.... تمتثل للأمر الواقع، و تجر أقدامها خارجة من الغرفة بعد إنتهاء مهمتها....

إيلاريا... عديمة اللقب... عاشت 20 سنة من عمرها دون الإنتساب إلى لقب والدها الحقيقي، كونها لقيطة، ترى ذاتها وليدة شهوة جنسية عابرة، ترى ذاتها حيوانا منويا آثما، تجرأ وإتخذ له موقعا لم يكن عليه ولوجه، لكنه حاربت و حاربت... حاربت عشرين عاما؛ رغم ضعفها و قلة حيلتها، رغم إنهزاميتها، و إهتزاز روحها، إلا أنها و بطريقة ما لا زالت هنا و الآن، شيئا ما في هذا العالم، لا زات موجودة.... ليست كاملة.... بل أشلاء حطام مترجلة، قطع مبعثرة من فتاة في العشرين تغدو و تجيء لا تدري  لما و كيفما و حتى ما لكنها تفعل..... لم تحاول و لم تفكر حتى محرد تفكير في البحث عن والدتها؛ تعلم جيدا أن عقلها لن يحتمل ايا ما تكون الحقيقة؛ ميتة!؟ حية و تركتها؟! تضنها ميتة؟! تتهرب دوما و بشكل قطعي من كل هاته التساؤلات التي تغزو عقلها كلما إختلت بذاتها في غرفتها،... لذا تطرد كل أفكارها حول والدتها و لا تهتم فوجودها او عدمه لن يغير شيئا في حياتها البائسة..... عاشت عمرا قاسيا بين نزوات والدها التي لطالما كانت مسؤولة على تنضيفها بعده كونه يخاف على سمعته حتي من الخدم....
ذلّ لتدرس،ذلّ لتأكل، ذلّ لتتبضع.... لو طلب منها تلخيص حياتها في كلمة فحتما كانت لتكون ذل،، شديد، حارق  قاتل؛ يجعلها تتساءل داخليا لما لم تغدو مازوخية بعد.... لم تغدو مازوخية لكنها إتخذت من المصحة النفسية و من مكتب الطبيب النفسي مقرا لها منذ سنوات.... حعل ذلك منها روحا بالية... ذات مشاعر متبلدة رغم أن ضلعها النابض نجى من كل ذاك الحطام و لا يزال صالحا للإستخدام و هذا ما جعلها ترى ذاتها إلهة القوة ربما.... فهي بعد كل ما حدث معها لا زالت تتمتع بالخصائص الإنسانية تميل و تحنو و تحن  و تئن وجعا أحيانا.... مبهرة هي حتى في أشد حالاتها إنكسارا و تفتتا...
بعد بلوغها الثامنة عشرة.... و بعد طول إنتضار لهدية والدها التي وعدها بها منذ 6 أشهر و بضعة أساببع، مكثت منتضرة على عتبة الشوق و الحماس.... لا تزال تملك خيطا رفيعا من الأمل في والدها.... تخيلت هديته أن تكون قلادة، عطر بسيطا... او أيا يكن... لكنها لم تكن تدري أنها ستقدم كهدية.... أو الأصح كعطية.. في تلك الليلة على اثر تلك الصفقة بين مديري الشركتين.... و عندها تبددت جل آمالها... في والدها و في الناس أجمعين... تعيش منذ سنتين علاقة عاطفية لا تفهم طبيعة تكوينها... لكنها كانت علاقة مذلة وافقت عليها قسرا... كي لا تضرب و لا تعذب من قبل والزها... هو أحد اسوء كوابيسها و اكثرها رعبا.... دامت علاقتها بإبن السيد لي سنتين؛ سنتين من التحرش و القبل القذرة في زوايا الجامعة أو الفنادق الفخمة في السيارة.... كلمات جنسية قذرة مستمرة، عبارات مقززة... ملامسات رديئة و الكثير من التحدث عن جسدها و إنحناءاته... ملخص علاقتها به بالنسبة لها :فلم إيباحي يبدو أن لا نهاية له....













_________

♠️

______________








تتمطى بلين و دلال في فراشها، رقيقة. هي ولو أنكرت ذلك، رقيقة؛ لكنها عودت ذاتها على ما ليس بها... تحدث ذاتها بأن عليها أن تكون قاسية و قوية لا تكسر و تهز و لا تهزم لا تحرك بها الاعاصير ذرة...

"مثيرتي... ؟!"

قلبت عينيها بضجر

"مرحبا"

"سنلتقي الليلة؟!"

" لا أعتقد، مشغولة"

أغلقت الخط و اكملت غفوتها،
و على حين غفلة، في غفوة زارتها ذكرى ذكراه....
زاتها رائحة عطره التي أجزمت كون لا غيرة يستخدمه نادر ريحه... نادر هو و نادرة تفاصيلة..... فتى بياض الثلج ناصع البسمة، ناعم التفاصيل... رقيق لطيف... جنة الأرض في حسنه، يغريك لعضه... لبلعه... لإستطعامه... لتذوق كل ما فيه... أعمق أشيائه و أركانه...

فتحت فاهها على هذه الأفكار التب راودتها
صفعت فمها.....
و إسترجعت.....

يبدو أن ذاك الجيمين الفتان، بدأ يتخذ له مكان في فكرها.... و هذا خطير... على مهجتها... خطير عليها....

فإما الإبتعاد... الآن فورا او الغرق في محيط لا نهاية َ له.... محيط جيمين
....









(المازوخية: مرض نفسي من أعراضه.... الرغبة العارمة فب الشعور بالذل و الإحتقار... الرغبة في أن يعنف جنسيا و نفسيا و جسديا عكس السادية و من أسبابها... المعاملة القاسية في الطفولة... أو الطفولة غير المستقرة...)









محيط جيمين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

محيط جيمين




🥺🥺

Diversoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن