1

2.3K 50 88
                                    








عِند إشرَاقة شَمس الصَباح عَلىٰ ذالكَ الحِصن وَ عِندما كان ذالكَ الأبِيل يَضطجع بِسَريره بِسكُون صُوت ضَرب البَاب إيقظهُ فَزِعاً إذ بِرجُل يَضع قِناعاً تَقدم منهُ يَسحبهُ مِن سَريرهِ وَ يدفعهُ عَلىٰ المِنضدة مُتسباً بِتَحطِيم مزهرِية الأزهار الجَميلة وَ أذية الفتىٰ بِمنطقة كُوعه
"لِـ..لِما؟،دُوتور!" نَطق صاحِب جَدِيلة الشَعر الطويلة مُحدقاً بِالرجُل أمَامه الذي تَعتلي وجههُ مَلامح الغضب عَلىٰ غِير المُعتَاد، يُمكِن ان تكون مَلامحهُ حَادةٍ او مُخِيفة أغلب الوقت وَ لكِن ليس مِن عادتهِ ان يغضب الا مِن سبباً قُوي وَ ان كان السَبب مِن الفتىٰ الصَغير فهوَ لن يكون بِخير بعَد هذا حتماً
أمتَدت يَد فَارع الطُول لِشعر الفتىٰ تَسحبهُ مِنه بِقوة مُتسبباً بِهرُب صَرخةٍ خافتِة مِن بين ثُغره فَـ يُقرب الأكبر وجههُ مِنه بِينما لَم يرِف لهُ جَفن
" أوي!،هَل الصَغِير لَا يعرِف مَالذي أقتَرفه؟" نَطق قُرب وجه الفتىٰ بِشكلاً مِن الحدة قبل ان يَنفي ضئِيل البُنية بِالمُقارنة بهِ بِخفة إذ بِالأخَر يشُد أكثَر علىٰ خُصلاتهِ الناعِمة
" قَد أعَلمني أحدهُم بِأنكَ كنتَ تلهوا وَ تمرح مَع الخادِم البَارحةَ حِين كان يجدل لكَ شعرك،أ وَ هل هَذا صَحيح دِيلوك؟"
صَمت الأصغر قَليلاً لَا يعرِف ماذا يُخبر الذِي أمامه هوَ فعلاً لَم يقترِف أي شيئاً خاطئ!،كُل ما فعلهُ هوَ مُبادلة أطراف الحَديث مع ذالكَ الخادِم وَ بِالفعل ان قَال هَذا دوتور سيغضب لَا محال هوَ يمقُت ان يُحادِث الفتىٰ غِيره يُريدهُ ان يَتصرف كما لو أنهُ لَا يرىٰ سُوَاه بِهَذا العالم
إختَار دِيلوك الصَمت فَأي شيئاً سوفَ ينطق بهِ سَـ يقلبهُ دوتور ضِده
"تُوقعَت هَذا" نَطق دُوتور رافِعاً السكِين المُعلقة بِسلسلةٍ عَلىٰ فخذه مُقرباً إياها مِن وجه الفتىٰ الذِي أغمض عَلىٰ عَينيه بِقوة خوفاً مِن ما سيفعلهُ الأخَر لكِن ما فعلهُ كان أسوء مِن اي شيئاً تُوقعه بعَد ان سقَط علىٰ الأرض وَ جديلتهُ الطويلة بِين يَديه،قَد قام دُوتور بِقص شعره!
ركع دِيلوك عَلىٰ رُكبيته يُحاول ان يستوعِب ما حدث لِلتو،كان شعرهُ أكثَر ما يعزه وَ يهتم به دوتور نفسهُ كان يُحِب شعر دِيلوك وَ يلعب بهِ كثيراً وَ الان قام بِقصه بِكل بساطة يتركهُ يمسك نفسهُ بِصعوبةٍ عَن الصُراخ فهوَ مُستعِدٌ ان يُضحي بِعَينيه لِأجل شعره وَ هذا المسخ كما إعتاد ديلوك وصفه قصه!،بقِي ديلوك جالساً راكِعاً عَلىٰ الأرض مُحاولاً إستيعاب الأمر اين كان وَ اين أصبح بعَد ان كان مُعززاً مُكرماً فِي مونسدات أصبَح مُجرد لعبةٍ بِيد هَذا المخبُول المُسمىٰ دوتور وَ كأن عالمهُ تبخَر ...

فِي مكاناً أخَر حيثُ كان صاحِب القنَاع يضرب كُل شِيئاً أمَامه حتَىٰ أجهزتهُ الثَمينة التَي أمضىٰ وقتاً طويلاً بِصُنعها خَرج صوتٌ مَألوفٌ مِن خَلفه وَ من كان غِير الذِي أخبرهُ بِأن ديلوك كان يَلهو مَع الخدم؟
"أخرُج مِن هُنا سكارموش"
نَطق دُوتور مُتنهداً بِخُنق يُخبئ رأسهُ بِين يَديه الان حتىٰ أدرك قِيامهُ بِخطأ فَادح سوفَ يجعل ذُو الشعر الطويل -سابِقاً- يَنفر مِنهُ أكثَر مِن السَابق بعَد قِيامه بِقص شعَره العَزيز هوَ يعرِف ان ديلوك لطالما كره غيرتهُ المبالغة بِشأنه بل وَ دوماً ما يسأله،مَن يكون لِيغار عَليه بِهَذا الشكل؟،بِأي حَق يغار!
فُور التَفكير بِهَذا الأمر أنتَفض دوتور بِقوةٍ يَدفع تلكَ الأدُوات الثَقيلة عَلىٰ الطاولة وَ التَي سقَطت عَلىٰ هيئة سكارمُوش الضئيلة وَ جعلتهُ يبدأ الصُرَاخ بِمُحاولةٍ لِإبعادها عَنه بِالفعل دوتور تعمَد فعلتهُ هَذه بِدون شك بِأن سكارموش قَد تعمد أخبارهُ لِخلق مُشكلة بِينه وَ بين ديلوك أنها ليست المَرة الاول
" أخرُج حالاً! " صَرخ دوتور بِصوتاً عَالي مُشيراً لِأحد مُساعديه الأليين بِرمي صَانِع المشاكِل هَذا في الخارج وَ بِالفعل تَم ركلهُ خارجاً،الان عَلى دوتور إيجاد طَريقة لِأعادة شعَر فتَاه فكما ذكرتُ سابقاً دوتور حَقاً كان يُحِب شعر ديلوك الطُويل وَ الحريري ذَا اللون الغني وَ الجمِيل لكِنهُ حِينها ظنهُ شِيئاً سوفَ يجذب قدراً أكبر مِن الإنتبَاه نَاحِيته،هَكذا هوَ الأمر مع غِيرة دوتور الذِي يُريد كُل شِيئاً لِذاته بِالأخَص الفتىٰ الذِي تَركهُ يَنظُر لِشعره بِحسرةٍ فِي الغُرفة كاد يُجبره عَلىٰ إرتداء قنَاعٍ حَديدي ذَات مَرة لولا تدخُل تشَايلد الذِي تَربطهُ صداقةٌ قَديمة بِديلوك لكِنهُ لَا يملك اي قُدرةٍ عَلىٰ دوتور لِأنقَاذ الفتىٰ مِن بين مخالبه قَد يقع هوَ الأخر بِمُشكلة
"حَسناً،يبدُو بِأن لدِي عملٌ طويل الِيوم" نَطق دوتور لِيصدر صوت إغلاق بَاب مُختبره بِقوة لِأعلام الجَميع بِأنهُ مشغول وَ لا يُريد اي إزعاج مِن اي أحد

أما فِي غُرفةٍ مَا،كان هُنالكَ ما جَلس يبكِي طويلاً حتَى عاد لِنومه العَميق ان لَم يعِيد دوتور جعَل شعره ينمو هوَ يُستحال ان يُسامحه،نَام دِيلوك بِعُمق حتَىٰ المسَاء الىٰ حِين خرج دُوتور مِن مُختبره وَ يتجه نَاحِية غُرفة النائِم يَتكئ بِالباب ناظِراً لهُ بِينما المصل بِين يَده "يُفترض بِهَذا ان يَجعل شعرهُ يَنمو سَريعاً،لكِن لِنتركهُ لِلغد" نَطق قبل ان يَتقدم يحصُل عَلىٰ مكان قُرب فتَاه يسحبهُ نَاحِية حضنه وَ يُحيط هيئتهُ الضَئيلة بِذراعيه مُبسِماً فَاههُ فور إنتباهه لِحركة ذُو الدَمعتِين التَي كشفت حَقيقة إستِيقاظه
"عيناكَ مِثل اليَلة المَاطرةٌ مراكبي غارقةٌ فيهَا.."-تحدث الأخر لاشعورياً عندما اطال النظر اليهِ وَ دِيلوك أنتَفض سَريعاً يُحدق بِالرجُل أمَامه،هَل يُحاول مُغازلتهُ لِلتو؟ رجاءٍ يُستحَال بِأن يكون هَذا نفسهُ الطَبِيب المخبُول أبعدوه حَالاً! " أبتَعِد مَن تكُون! " نَطق قبَل ان يركُل الذِي أمامهُ بِقوةٍ بِكلتا سَاقيه قبل ان يُمسكهما الأخَر الذِي أمَامه كانت حَقاً حركةٍ غِير ذكية مُحاولة مُغازلته بِوقت وَ وضع كهَذا "يَغه.. " نَطق دوتور فُور أستِيعابه لِما قالهُ مُنذ لحظَات ساحِباً الفتىٰ الذِي لَا يسترهُ سوىٰ قَميصٌ أبِيض طويل نَاحيتهُ "ما قلتهُ قبل قَليل دُون وعِي .. لكِنهُ لَا يعطيكَ الحَق لِتتجرأ عَلىٰ مُحاولة مد يَدك،او بِالأحرىٰ ساقكَ عَلي" نَطق بِنبرةٍ هادئة يشُد عَلىٰ سَاق الفتىٰ الذِي زم عَلىٰ فاهه قبل ان يُومئ هوَ حقاً لَا يُريد تجاوز الحد مع هَذا الرجُل،تَنهد دِيلوك مُحاولاً سحب سَاقه لكِن دوتور لَا ينفك يشُد أكثَر علِيها
"دَع ساقِي" نَطق يحصُل علىٰ نَفي مِن الأخَر الذِي سحبهُ بِالمقابل أكثَر ناحيته إذ بِديلوك يَزفِر وَ يعتلي الأكبر،مُنصدِماً مِن فعل فتَاه ثبت دُوتور بِمكانه يُدِيم النَظر لِمُعتليه بِينما يَديه تسللت لِإحاطة خَصره هَذا الوضع يبدُو غَريباً حَقاً لِلفتىٰ لكِن سُرعان ما قَام بِتمرير يَده لِيجعلها تُحكِم عَلىٰ عنُق دِوتور
"عليكَ ان تُعِيد لي شَعري"
تَنهد دُوتور بِعُمق بعَد كلامه هَذا،قد ظن بِأن هَذا الفتىٰ أخيراً سِيقوم بِشيئاً رُومانسِي او شيئاً مِن هَذا القبِيل لِه،مَن يخدع؟هوَ يعرِف جيداً ان ديلوك لن ينجذب لهُ قَريباً عَلىٰ هَذه الحال
"عُد لِلنوم"
قَال يدفع الفتىٰ مِن فوقه يُعطِيه ظهره بِينما ذُو الشعر الأحمَر زم عَلىٰ فَاهه،هوَ لا يعرِف لِما نبرة الأكبر بدت..مُحبطة؟حَاول أزالة تلكَ الأفكار جَميعاً مِن رأسه وَ خلد لِلنوم مُتأكِدٌ بِأن الغد يَحمِل لهُ الكثير
_______________________________
هولا!،أوكِ أوكِ ذا اول بارت حبيت اخليه خفيف لطيف
المُهم مالي مرة بسوالف السرد وَ التفاصيل بس مَعلينا
نحاول عَشان اولادي الصغنونين،الحين نأخذ رأيكم
شخصية دوتور؟
تتوقعون وش وصل ديلوك لهنا؟
تظنون سكارموش له دور بالرواية؟
وَ سيووه

وقُوع | Dottluc Where stories live. Discover now