عزة_العمروسي

106 10 0
                                    

" قربت من راسه وبوستها وهو في الكفن ! "

كنت مخطوبة لشخص محترم وفي مكانة مرموقة ولظروف معينة وضغوط نفسيَّة انفصلنا.

كنت محبطة ومكتئبة، كنت بحترمه وبيحترمني!
مكنتش أحب أخسره أبدًا لإنه كان مقدَّر موت أبويا جدًا وكان دايمًا ببواسيني، بس ربنا بيدبر لكل شخص الخير وبس.

سلِّمت أموري لربنا ودعيت، وبعدها اتخطبت لواحد تاني واستعجل كتب كتابنا وفعلاً عقدنا وبقيت مراته شرعًا لكنِّي اكتشفت حاجات بعد كتب الكتاب مقدرش استحملها وكان جوايا شعور مميت، ولخبطة ما بين استحمل وأكمل عشان الناس متقولش عليا مطلقة وما بين راحتي.
وبعد تفكير عميق اتطلقت، في الوقت ده أخويا اتسجن عشان صاحبه كان متخانق مع ناس وساب معاه سلاح أبيض!
ولما الشرطة جات خدوه هو وسابوا صاحب الخناقة؟

وصلت لمرحلة صعبة واليأس اتملك مني، كل يوم بحاول اتشعبط في الدنيا ومش عارفة!

واللي زاد من حزني وتعبي إن الشخص الوحيد اللي كان بيحبني من أيام الجامعة لما عرف إني سيبت في المرة الأولى كان ناوي يجي يخطبني، ولما كتبنا كتب الكتاب المرة التانية كان هو خطب خلاص.
قعدت على سريري بقاوم ضيق التنفس، بحاول أكتم دموعي عشان أمي مسنودة عليا وخصوصًا بعد موت أبويا واعتقال أخويا الوحيد ولكن حتى لو خبيت هعيش إزاي بقلبي ده؟
نزلت دوَّرت على شغل واشتغلت في مؤسسة خيرية بتساعد الأيتام والمحتاجين، شغلي خفف عنِّي تعب كبير لدرجة إني خلاص كنت صرفت نظري عن فكرة الجواز...

لحد ما مديري في الشغل طلب إيدي، حاولت أرفض بس هو صمم عليا رغم وجود حواليه بنات كتير تتمنى ده!
اتخطبنا بس كان جوايا خوف كبير إن فرحتي متكملش كالعادة واحساسي فعلاً كان صح.
جاله سرطان ومقدرش ينتصر عليه، في الوقت ده قولت مستحيل هتعافى، قلبي كان مبتور وخصوصًا إني عشت معاه سنتين تعبه ومات قدام عيني!

نزلت اشتريت فساتين فضفاضة، وسبحة الكترونية.
وكان كل ما قلبي يوجعني أستغفر وأسبح.
لحد ما سكن قلبي يقين إن ربنا مبيخذلش حد هي بس شوية ابتلاءات بتقربنا تجاه الرحيم الودود.
كان سني في الوقت ده 29 سنة.
بقى يتقدملي رجالة مطلقة، وشباب مدمنة، يا إما ناس كبيرة في السن ومش مناسبة، وناس تانية كانت بتطلبني زوجة تانية، رغم إن ربنا وهبني جمال طبيعي.

أنا رافضة فكرة الجواز بس واضح إن أمي مش هتسكت فير وأنا في بيت جوزي.

نزلت الشغل وأنا منهارة من العياط من كلامها اللي زي السِم.
وللأسف كان عندنا طلعة لتجهيز عروسة وحصل عجز قي المؤسسة وكان ناقصها طقم السيراميك، روَّحت بسرعة جبت بتاعي من ورا أمي وأديتهولها.
وبعد شهرين بالظبط والله شهرين بس!
جالي مكافئة في الشغل وجبت طقم غيره أغلى وأحسن.

كان في دعاء معلَّق جدًا معايا الفترة دي كنت بقوله دايمًا:
" يارب إنَّ حزني اِثقلٌ من انِ يكُون مُجردِ حِزن، أنها تِراكمات هائلةٌ من الإنهيارات فيَارب هبْ لي مِن لدُنك راحة لا يعقبها شقاء يارب العالمين "

ومن وقت ما واظبت على الدعاء ده وانا حياتي اتبدلت.
حزني داب وسط السعادة.
قلبي رجع سليم.
روحي بقت مطمنة.

بعد ما الكل كان بيعايرني ويقولي يابايرة.
عرفت إن ابن خالي كان بيحبني من عشر سنين وساكت لإنه مكنش جاهز لخطوبة، أصغر مني بسنة، كان بيدعي نكون سوا كل السنين دي ومكنش بيمل.

يوم الخطوبة بصيت للسما قدام الناس وصرخت من الفرحة.

ودلوقتي معانا ثمرة صبرنا " معاذ "

حبيت أحكي القصة عشان نمحي كلمة مستحيل من مخنا.

رب المعجزات قادر ♥🌿

#واقعية
#عزة_العمروسي

 اسكربتات ᥫ᭡Where stories live. Discover now