207

50 10 4
                                    

    اقترب من طاولة المكتب بعد ان خرج ميزو          
     الذي أتى كي يقوم بتذكير تاو بموعد الاجتماع    
القادم ليدنو بالقرب منها و يمد يده بهدوء "لقد رحل "
استجابت له و أمسكت بيده لتخرج بتوتر و تحدق به  ، ما الذي ستقوله له ؟ هل تخبره بحقيقة أن ميزو يكون شقيقها و هي لا تريده أن يراها لأنها لا ترغب بأن تزيد المتاعب على عاتقه ؟؟ إن لم تخبره بذلك ستواصل الاختباء هكذا و سيشعر بانها مجنونة و أن مصير دولة يتوقف على عمليتها السرية ...
نفضت رأسها ،ما الذي تقوله في حضرة السيد داومينغ تاو !!! مجنونة !!
ضربت رأسها بخفة لتراه يحدق بها بعدم فهم ،لم يسالها و لم يقل أي شيء ،و لكن ما الذي سيقوله في حالة كهذه !!لماذا فتاة مثلاها ستهرب من هوانغ ميزو الموظف الاسطوري !!
هوانغ !!!
هوانغ !!!
حدق بانحناءات عينيها قليلاً ،كأنه يرى ميزو و لكن بنسخة فتاة و ... ليقاطعه صوتها و يخرجه من أفكاره "لا تسيء فهمي سيد تاو ،ميزو ،يكون أخي "
ابتسم بهدوء ليدير عيناه إلى الجهة الأخرى ،إما هذا الموقف يثير التوتر ،أو !!!
فتح ياقة قميصه قليلاً ليهز رأسه "لا عليك ،أخبريني إن احتجتي اي شيء "

ماذا ؟؟
هكذا فقط !!
لن يسأل أي شيء آخر !!
لن يتدخل و يصرخ و يخبرني أنني مطرودة و يجب ألا آتي إلى العمل غداً ...
كانت لا تزال تقف أمامه تحدق في الفراغ ليخرجها صوته من سباتها "آنسة هوانغ "
هاا !
هاا !!
هزت رأسها ليسالها"هل انتي بخير ؟؟"
هزت رأسها مجدداً لكن هذه المرة لتؤكد له أنها بخير ليبتسم بهدوء ...
إما هي تكون مجنونة ،أو أن داومينغ تاو هذا يصيبها بالجنون !!

ليس هذا ما تراه في الدرامات ،رجال الأعمال حقراء ، وقحون ،لا يملكون مشاعر ،لا يبتسمون و لا لا !!! ستفقد صوابها إن بقيت هنا تنظر إلى عينيه البنية اللطيفة ،يبدو كالحلوى القطنية ،كدب محشي صغير بني اللون !!!
نظر إليها ليهز رأسه و يتحدث بهدوء "آنشة هوانغ ،يمكنك الذهاب الآن "
تشعر و كأنها قملة صغيرة *_* ،دماغها توقف عن العمل ،دائما ما تتصرف بسذاجة أمام الآخرين ،متى ستتغير !!!
هفف حتماً لا يوجد أحد في هذه الحياة بحماقتها  ...

حدقت ليال بكريس بحزن "لا لا ،هذا كثير ، و كأنك تخبرها أن تقوم بتقييدي في السرير و تمنعني من تناول الطعام ،كريس لماذا تتصرف بشر ؟؟"
حدق بها بعينيه الباردة ليهمس من بين اسنانه "إن تركتك لتفعلي ما يحلو لكي ،ستدورين المنزل ثماني جولات ،و ستبعثرين مواعيد الوجبات و عندما تتناولين الطعام ستأكلين الضار فقط ،سأشعر بالاطمئنان إن كانت عمتي هي من يشرف عليكي في غيابي "
تقوش فمها للأسف بقلة حيلة لترفع عيني الجراء نحوه "هل ستتأخر ؟؟"
حمحم ليدير عيناه محاولاً التهرب من نظراتها "لا ،و احرصي على شرب الحليب "
قامت بضم كلتا يديها إلى صدرها لتتحدث بتحدي "لن أشرب ، و لن أتناول الطعام "
رفع يده ليضعها على جبينه يزفر بثقل بينما يحركها حتى تتوضع على رقبته "ليال "
أغمضت عيناها لتدير وجهها إلى الجهة الأخرى "لن أستمع لأي مما تقوله "
زفر بغضب و استدار كي يخرج بينما هي تتابعه بعينيها ليتوقف و يستدير نحوها مجدداً ،حركت نظرها في الجوار و كأنها لم تكن تنظر إليه ،اقترب منها ليجلس بجانبها بقلة حيلة "أخبريني "
لم ترد عليه ،اكتفت بتجاهله فقط ليسترسل "أخبريني ماذا تريدين ؟"
ازدردت ريقها ليتقوس فمها و كأنها ستبكي بعد قليل ليضع يده على يدها "ليال ،ما الذي يزعجك ؟"
كان كل من عمته و والده يحدقان بهما بتعجب ،هل هذا هو كريس سريع الغضب ؟؟
هل هذا هو حقاً كريس الذي عاشوا معه لمدة ثلاثين سنة !!!
حركت عيناها لتنظر إليه ، إنه يبدو متعباً بلا شك ، و لكنه يداوم على العمل من أجل عائلته و هو !! هو قلق عليها !!
إن تصرفاته هذه نابعة من قلقه عليها ،شعرت و كأنها هي بنفسها تزيد من مشاكله بتصرفاتها الحمقاء هذه لتستدير نحوه و تقوم بنكزه من كتفه ،تنبه لها لينظر نحوها بهدوء ...
استقبلت نظراته تلك بابتسامة متوترة "يمكنك الذهاب ،أنا بخير "
رفع حاجباه بعدم تصديق لتكمل "هيا اذهب "
هز رأسه ليستقيم و لكنها استوقفته بإمساك يده "كريس "
حدق بأصابعها الصغيرة اللي تلتف على إصبعي الوسطى و السبابة خاصته لينظر إليها هي الأخرى"ماذا ؟" ،تنبهت لتبعد اصابعها بسرعة "هل يمكننا ان نمسح الحليب من قائمة اليوم "
حدق بها ببرود مطولاً لتبرز عيني الجراء خاصتها "كريس "
وضع يده على عيناه ليستدير مبتعداً "لا" و من ثم يخرج مسرعاً ...

هذه المجنونة ستقودني إلى الجنون يوماً ...

كان يستند على كرسيه يقوم بتحريك رقبته بتعب ،الساعة العاشرة !!
ما الذي تفعله تلك المجنونة الآن ،ابتسم و شخر بضحكة قصيرة لتخيله عدة سيناريوهات ،هو تقصد بترك ليال بجانب عمته لأنه يعلم أنها لن تترك ليال على هواها، ستجبرها على تناول الطعام و الاعتناء بصحتها ...
هذه هي عمته لطالما تصرفت بهذه الطريقة مع أفراد العائلة المرضى ...
ابتسم مجددا ًليتنبه لميزو الذي دخل و هو يحمل مجموعة من الملفات عندها تذكر ...
ميزو ...
ميزو هو نوعي المفضل ...
هو شخص مراعي ...
و لطيف ...
مسؤول ...
يهتم بجين ...
مراعي ...
و لا يصرخ عليها ...
هو الأفضل ...
رفع حاجبه لينظر إلى ميزو الذي انحنى أمامه "سيدي ،كيف حال الأنسة ليال الآن ؟؟"

عندها قفز صوت ليال مجدداً إلى رأسه ... مراعي ...
يهتم بالآخرين ...
يحب جين ...

نفض رأسه ليرد على ميزو "بخير ،شكراً "
ابتسم ميزو ليستأذن بالذهاب ليستوقفه كريس ،قالت أنه أفضل مني !!!
عندها قفز هاتفه باسم ليال ،ابتسم ليحمحم حلقه و يجيب "مرحباً "
و لكنها قفزت بسرعة بصوتها العالي "كريس ،كريس ، أنقذني ،عمتك ذهبت لإحضار الوجبة الرابعة ،كريس "
و عندها أخرجت صوتها الباكي كي يؤثر به "سأصبح سمينة على هذا المنوال ،كريس !! أجبني أولست زوجتك الصغيرة !؟؟"
ألا تعلم ما هو وقع كلماتها عليه !!
أكملت بدلع أكثر "كريس ،أجبني ،لا أريد تناول المزيد من الطعام "
ضحك بهدوء لتتذمر من نذالته و برودته المزعجة "انسى ،أنا الحمقاء التي اتصلت "
لتغلق الهاتف بسرعة ،ابعده عن أذنه لينظر إليه بعدم فهم !!
ماذا !!
أغلقت في وجهي !!
نظر إلى ميزو الذي يقف أمامه منتظراً "إلى أين ستذهب ميزو ؟؟"
هز رأسه ليبتسم "سنأخذ أنا و جين شيمين كي نقوم بالفحوصات الضرورية "
ابتسم ليمد نحوه إحدى بطاقاته "خذ استخدم هذه "
ابتسم ميزو ليرفض بسرعة "لا سيدي ، شكراً لك نحن بخير ،لقد قدمت لنا الكثير "
ابتسم بهدوء ليكمل "ميزو، خذ استخدمها و أعدها عندما تنتهي ،هل هذا جيد ؟؟؟"
حاول الرفض و لكنه يتناقش مع كريس ،الرجل الأعند على وجه البشرية ، ابتسم ليأخذها منه و يخرج ،رفع كريس هاتفه مبتسماً ليتصل بها ،ما هي إلا ثوان معدودة حتى أتاه صوتها "ماذا ؟؟"
ابتلع ضحكته ليحاول استفزازها "هل تناولتي وجبتك الرابعة ؟"
تذمرت بملل "كريس ،رجاء كن لطيفاً و لو لمرة ،ألا يمكنني أن أتوقع هذا منك "
ابتسم بهدوء لتكمل "لقد مثلت أنني نائمة ،أنت وضعتني في هذا المأزق ،سأصبح سمينة بسببك "
ابتسم مجدداً لتكمل "هل تنمرت على ميزو ؟"
فتح عيناه "لست طفولياً "
أكملت بنبرة محقق " أمتأكد ؟؟!"
ضحك بهدوء"توقفي عن هذا أيتها الحمقاء أو سأتصل بعمتي لأخبرها أنك كنتي تكذبين "
أتاه صوتها بنبرة امتعاض "و كأنني لست زوجتك ،تعاملني بشر ،أنت شرير ،لا أريد التحدث معك ... "
ضحك بهدوء لتبتسم رغماً عنها "سأتصل بعمتي لأطلب منها أن تكون لطيفة ،هل هذا جيد ؟؟"
حمحمت بهدوء ليكمل "انتبهي على نفسك ،أراك في المساء "

أغلق الهاتف ليزفر و يمسك الملفات التي امامه يقوم بتقليبها بهدوء ،لتستلقي تلك الأخرى على السرير مستسلمة لنوم عميق ...

دعنا نعيش 2 Where stories live. Discover now