التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

ابتسم مارتن بسخرية وهو ينزع الحقيبة عن ظهره وهو يقول :

" نعم الحقيقة أحيانًا تؤلم "

اوصل مارتن جهاز الحاسوب الخاص به على الحاسوب الذي وجده جايك، ثم أخذ ينقر على بضعة ازرار بحماس يندفع في أوردته بقوة كلما لمست أنامله ازرار حاسوب ما، عض مارتن على شفتيه بتركيز كبير يقرب أطراف الأسلاك ببعضها البعض بكل دقة، ليسمع صوت جايك الذي كاد يتحدث، لكنه منعه وهو يقول بتركيز وهو يعود للنقر على الازرار:

" اششش ولا كلمة جايك حتى لا احطم رأسك الفارغة، دعني أركز ارجوك "

صمت جايك بحنق وهو يراقب مارتن الذي كانت عينه تتحرك بسرعة تنافس سرعة اصابعه على لوحة المفاتيح أمامه، لكن أخرجه فجأة من تلك الغيمة صوت آدم الذي اقتحم الغرفة بقوة وهو يصرخ :

" مارتـــــــن "

وبسبب الصدمة سقط جسد مارتن على الأجهزة أمامه واصطدم رأسه بها بقوة وهو يصرخ بغضب وقد نسي فجأة أنهم في مهمة اقتحام :

" اللعنة على مارتن، ماذا تريد ؟!"

تحدث آدم بصدمة وهو يشير للممر في الخارج :

" هناك ما يجب أن تراه "

هز مارتن رأسه بتجاهل، ثم قال وهو يعود لعمله :

" ليس الآن آدم دعني انتهي من الأمر و..."

" مارتن الأمر يخص جولي "

توقفت أصابع مارتن على لوحة المفاتيح أمامه وهو يستدير بصدمة لادم، ثم قال بعدم فهم :

" جولي ؟! ما بها جولي؟! وما علاقتها بما نحن فيه الآن ؟!"

" عليك أن ترى بنفسك "

أنهى ادم حديثه ثم تحرك بسرعة يتبعه جايك ومارتن الذي بمجرد سماع اسم جولي حتى تجاهل كل شيء، فهي الوحيد التي تتغلب على عشقة لما يخص الحواسيب، هي الوحيدة التي بمجرد ذكر اسمها ينطفئ شغفه بالتكنولوجيا وعالمها، تحرك مارتن خلف آدم صوب الغرفة الثالثة التي كاد يقتحمها هو قبل قليل، ودخل خلفه الغرفة وهو ينظر لادم بعدم فهم يحرك عينه في الغرفة التي كانت تحتوي على فراش بسيط واريكة وطاولة صغيرة فقط ...

" أنا لا افهم شيء آدم ماذ......"

ولم يكد يكمل كلمته حتى وقعت عينه على بعض صور فوتوغرافية تحتل الجدار الذي يقع على الجهة اليمنى لباب الغرفة، شعر مارتن فجأة بالهواء يفرغ من حوله وهو يرى صورة كبيرة تتوسط عدة صور اخرى اصغر، صورة بها عائلة مكونة من ام واب وابنتين وشاب، وللصدمة كانت الأم نسخة طبق الأصل من جولي، وأسفل تلك الصورة تقبع صورة أخرى اصغر منقسمة لنصفين نصف يعود لطفلة ونصف أخرى يعود لـ جولي ..

_____________________________

كانت تقف في مطبخها الذي يطل على شرفة منزلها الواسعة المليئة بالزهور والنباتات تتغنى بأغنية هادئة وهي تتمايل بخفة تمسك بين أصابعها طبق بلاستيكي متوسط الحجم تخفق به خليط الكيك المميزة به، تبتسم بصفاء وهي تشعر بالحرية بعدما تخلصت من عملها الذي كان يضغط على أعصابها بشكل مستفز .

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     Where stories live. Discover now