الفصل السادس عشر

100K 7.5K 4.7K
                                    

كانت تقف أمام مكتب الإدارة الخاص بمركز الرقص الذي تدرب به، وخلفها يقف فبريانو كعامل تخويف لذلك الموظف المسكين الذي كان قلقًا من نظراته وهو يقول بتوتر من نظرات فبريانو :

" دي المرة التالتة اللي تغيري فيها الفرقة يا آنسة روبين، كده مش هتعرفي تركزي تدريباتك على مكان معين "

نظرت روبين نظرة عابرة لفبريانو، قبل أن تعود بعينها للموظف وهي تقول ببسمة غبية صغيرة :

" اصل انا كنت يعني بجرب عشان اشوف هستقر على ايه ؟!"

" ده على اساس أنك جديدة في المركز يا روبين ؟؟"

استدارت روبين هذه المرة ورمقت فبريانو بحنق وكأنها تخبره أنه هو السبب في هذا كله، لكن فبريانو وحفاظًا على وعده لها لم يتحدث بكلمة أو يتدخل في شيء، حتى تنتهي هي من كل ذلك وتعود مجددًا لفرقة الباليه النسائية، زفرت روبين بغيظ وهي تعود بنظرها للموظف وهي تستخدم آخر سلاح لها :

" معلش والله دي آخر مرة، أنا بس عايزة ارجع لفريق البنات "

انحنت روبين قليلًا وهي تهمس للموظف مشيرة لفبريانو :

" اصل بعيد عنك ده خطيبي ودماغه ناشفة شوية، ورافض إني افضل في فريق فيه رجالة، أصله من أصول صعيدية ودماغه ناشفة حبتين "

رفع الموظف نظراته بتشنج لوجه فبريانو وقال بسخرية :

" ده صعيدي ؟! على كده انا صيني بقى"

تنهد ثم أضاف بحنق وهو ينقر على الحاسوب أمامه :

" تمام يا آنسة روبين، اعتبريه حصل، بس دي آخر مرة لأن المركز مش بيشجع الانتقال الكتير بين الفرق ده عشان التشتت في التدريبات "

ابتسمت روبين باتساع وهي تهز رأسها بحسنًا، ثم سحبت يد فبريانو وخرجت للممر وهي تردد براحة كبيرة :

" شوفت لما سكت وايدك دي فضلت جنبك الموضوع مشي بسرعة ازاي ؟!"

ابتسم فبريانو بسمة جانبية خطفت لبها، ثم نظر لساعة يده وهو ينحني عليها قليلًا هامسًا :

" لقد استمر النقاش الخاص بكِ معه خمسة عشر دقيقة، بينما أنا كنت استطيع انهاءه في دقيقة واحدة فقط "

أنهى كلماته بغمزة، ثم تحرك تاركًا إياها تنظر لاثره بفم مفتوح، لا تصدق نهجه في الحياة، وكيف يفكر في الأمور بكل هذه البساطة.

توقف فبريانو عن السير وهو يسمع صوت رنين هاتفه، أخرجه من جيب بنطاله وهو يجيب عليه متجاهلًا حديث روبين الحانق خلفه :

" مش معنى اني عرفت اللي فيها تبقى تــ ..."

لكن لم يعطها فبريانو فرصة اكمال كلماتها وهو يشير لها بيده أن تصمت، وعينه تضيق بشكل أخافها، ثم فجأة انتفض من جوارها وهو يركض للخارج دون كلمة واحدة، مما جعل روبين تنظر لاثره بصدمة وخوف أنّ شيء خطير حدث، كادت تركض خلفه لكن صوت محرك سيارته أوقفها وهي تنظر لباب المركز بتعجب، لا تفهم ما حدث للتو، نظرت حولها بحيرة، هل تلحق به أم تذهب للتدريبات وتحدثه في الهاتف ؟؟ حتى إن أرادت اللحاق به فهي لا تعلم أين رحل .

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     Where stories live. Discover now