بارت 13

578 47 8
                                    

بعد أن نزلت إلى الأسفل وبالضبط أثناء ذهابها إلى المطبخ مرَّت من جانب الصالة لترى الباب شبه مغلق لكن الأضواء مضاءة في الداخل....

أصابها الفضول لتعلم عَمَّن يسهر إلى هذهِ السَّاعة لذلك نظرت بخفة مِنَ فجوة الباب لترى مالك يجلس أمام اللاب توب الخاص به ويقوم بالكتابة عليه بسرعة رهيبة وبين كل فترة وفترة يلقي نظرة على هاتفه!!!

فجأة دقَّ قلبها بقوة!!! لا تعلم السبب لكن بما أنَّها اعتادت على مظهره بالملابس الرسميَّة والآن يلبس ملابس منزليَّة مريحة من بنطال أسود وبلوزة بيضاء... مع تلك النظارة الخفيفة التي يرتديها.... شعره المبعثر والنازل على جبينه وكيفَ هو مركز بشدَّة!!!.... الأمرُ فقط أنَّها للتو اعترفت بكونه وسيم فعلياً!!!....

مهلاً لحظة ما الوسيم به؟! ما الذي أصاب رأسها؟! هل هيِ مريضة بالقلب لينبض قلبها كلَّما نظرت إليه؟! وماذا يرتدي بالضبط؟! لماذا يرتدي مثل ملابسها تقريباً؟!!!

ضربت جبينها بخفة بباطن يدها.... ستذهب لتناول الطعام الآن!!! يبدو أنَّها جنَّت في آخر فترة!!! بالأساس منذُ متى وذلك المسمَّى مالك وسيم؟! هو مجرد وغد!!! وبالنسبة لفضولها هِيَ لم تكن بتاتاً بالشخص الفضولي!!! فما هذه التفاهة!!!

فكرت بهذا في نفسها باستنكار قبل أن تدير ظهرها لتذهب إلى المطبخ لكنَّها تفاجأت بوجود ليث الذي يُحدِّق بها بغرابة مِمَّا دفعها لتتراجع بصدمة للخلف حتى انفتح الباب وتعثرت لتقع على الأرض!!!

في هذهِ اللحظة بالذات كم أرادت أن تنشقَّ الأرض وتبتلعها مِنَ الخجل!!! لا بل أكثر من هذا كم أرادت أن تقوم بقتل ليث الحقير!!! انظر إلى مظهرها هذا!!! أوه الآن ذلك الوغد سيضحك عليها فنظراته قد ركزت عليها!!!

وقفت عنِ الأرض لتردف بحدَّة إلى ليث محاولةً تلافي (تجنُّب، حبيتها كلمة تلافي صراحة) هذا الإحراج: ما الأمر بك تنظر إليَّ هكذا؟! لقد فاجأتني!!!

ليث بخبث دون أن يغير نظرته الغريبة: أوه أختي إن كنتِ تحبينه فادخلي وانظري إليه بقدرِ ما تريدين!!! لكن لا تقفي خلف الباب وتنظري إليه كاللصوص!!!

لا!!! هل ليث بكامل قواه العقليَّة؟! حسبَ معرفتها الأخوة لا يسمحون لأخواتهم بمقابلة شباب حتى لو كان قريبها لكن هذا سمح ويخبرها أن تجلس وتنظرَ إليه بقدر ما تريد!!! يبدو أنَّهُ مريض أو حرارته مرتفعة صحيح؟!

فكرت بهذا في نفسها لتردف بسخرية: أقترح يا أخي عليك أن تذهب وتقيس درجة حرارتك لأنَّك غير طبيعي.... ثُــمَّ أنا لا أحب أو أراقب الأمرُ فقط أنني استغربت إبقاءكم الأضواء مضاءة إلى منتصف الليل.... على أي حال أنا أشعر بالجوع الشديد لذلك نزلت!!!

أنهت كلامها لتدير ظهرها كي تذهب دون أن تكلف نفسها برؤية ملامح مالك على وجه الخصوص.... لكن وللأسف بعد أن خططت أنَّها لا تريد رؤيته نطق ببرود: أحضري لنا في طريقك فنجاني قهوة!!!

هذه ليست أنا؟!!Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt