بارت 8

582 48 2
                                    

بعد مدَّة قام مالك بإيصال لوسيليا إلى بوابة الجامعة وما إن خرجت من السيارة حتى أردف هو ببرود: وددتُ لو أرجعك لكنني مشغول للغاية!!!

لوسيليا بابتسامة مصطنعة: أشكر كرمك لإرجاعي لكنني أملك خططي أيضاً!!!

فور أن أنهت كلامها أغلق باب السيارة لتدخل الجامعة بخطوات بطيئة وقد أخرجت هاتفها لتعلم أين تذهب الآن وبالضبط أين مكان تقديم المشروع بينما هو شاهدها إلى اختفت من أمامه حتى انطلق بالسيارة.

مِنَ الجيد بالنسبة إلى لوسيليا التي لا تعلم شيء بالمكان إعلانهم عن موقع تقديم المشروع على صفحة الجامعة لذلك ليس عليها سوى أن تنتبه إلى مخطط مبنى الجامعة الذي قامت بتنزيله وتتجه إلى المكان المحدد!!!

هذا ما قررت أن تفعله بعد دخولها لمبنى الجامعة لكن وللأسف تمَّ مقاطعتها من طالبات!!! لا!!.... بإمكانك القول بأنهنَّ شيء آخر عدا طالبات!!! مِنَ المستحيل أن يكنَّ كذلك!!! بهذا المكياج المبالغ فيه واللباس الفظيع والعطر ذو الرائحة القويَّة هناك مكان آخر يليق بهن أكثر!!!

فكرت بهذا وهي تضيق عينيها باستنكار من وقوفهن أمامها بتكبر!!! مهلاً لماذا يعترضن طريقها هكذا؟! نظراتهن المستخفة بها.... لا!!!! ضحكتهن عندما نظرن إليها مقرفة وصاخبة!!! ما الأمر معهن؟! هل تضربهن وتبعدهن عنها؟!

وما إن كادت توجه قبضتها نحوهن أردفت إحداهن بسخرية: هييي ملك ما الأمرُ معك بهذا اللباس الرديء؟!

أومأت الفتاة الثانية على كلامها لتردف: كنَّا لنظنًّ أنَّكِ ملاك لولا اختلاف لون الشعر وشكله!!!

اقتربت منها الثالثة: أوراق وقلم وحقيبة لاب توب؟! لا تخبرينا أنَّكِ استعددتِ بجديَّة لأجلِ المشروع؟! لقد اتفقنا على المجيء باكراً هذا اليوم كما تعلمين من أجل التنمر على الفتيات وأخذ مواضيعهن منهن وتدميرهن لكن أنتِ الآن وبهذا الشكل لا تقولي أنَّكِ أعددتِ موضوعاً مسلياً أكثر منَّا!!!

فقط بعد أن أنهت كلامها مدَّت يدها إلى كتف لوسيليا لتضعها على كتفها من دون وعي قامت لوسيليا بتجنب يدها وإمساكها بحدَّة مع ثنيها للخلف بقوة حتى كادت تكسرها فعلياً لولا صراخ الفتاة الثالثة بفزع وألم جاعلاً إياها تنتبه وتتركها!!!

نظرت إليها الفتاة الثالثة والتي تدعى بِـ راما بكره وحقد لتردف بغضب: ما خطبك أيتها المجنونة منذُ الصباح؟! ثيابك ومظهرك والآن كدتِ تكسرين يدي؟!

لوسيليا ببرود: الأمر فقط أنني شعرت بوجود حشرة تزحف نحوي لذلك تأثرت وآذيتك!!! أعتذر لهذا لكن مِنَ الأفضل أن لا تقتربي مني ثانيةً حتى لا يتكرر موقف كهذا!!!

توقفت عنِ الكلام لتلاحظ وجوههن المصدومة قبل أن توسع ابتسامتها وتتابع بلطف: لا لستِ الوحيدة التي مِنَ المفترض أنْ لا تقترب بل جميعكن!!! والأفضل من هذا كلُّه هو أن أمشي بطريقي الخاص وأنتنَّ بطريقكن الخاص لأنني قررتُ أن أتغيَّر!!!

هذه ليست أنا؟!!Where stories live. Discover now