بارت ٩

5.6K 247 359
                                    

مجتمعين على سفرة الغداء ....نطقت بتساؤل بعد كلامه: ابوي وش قال لك؟!
وليد باستغراب من سلطان ما توقع يتقبل الموضوع: ما اعترض يعني انا توقعت يغضب أو يتكلم بكلام ثقيل ..بس قال اشوف الوضع وأرد لك خبر!!
خزامى بنفس الاستغراب من رد أبوها..وش الي غير رأيه بموضوع بيلسان ..معقول صاير شيء ؟!! موافقته رح تحط عليها الف علامة استفهام!!
ناظرت ليان الي نطقت بفرح: وأخيرا رح نجتمع أنا وإياها بنفس الغرفة!!
رعد بابتسامه: كذا يصير حزب العيال وحزب البنات!!
ليان بابتسامه واسعة: فريق البنات هو المسيطر!!
ابتسم وليد وهو يسمع كلامهم ...ناظر خزامى الي ملامحها تدل فيه شيء ...سأل بتوجس: وش فيك؟!
هزت رأسها بخفيف: ولا شيء!!
عبود بتساؤل: وجدي وجدتي رح ينتقلون للمدينة؟!
اذا انتقلوا اكيد رح تعيش معهم بيلسان؟!!
خزامى بتأكيد نطقت: جدك ما رح يترك القرية
قاطعها وليد بنبرة مبطنه: يا هالقرية إلي ملتصق فيها أبوك ؟!
الي يشوف تمسكه بذاك المكان يقول أهله وعزوته هناك ؟!!
ما أدري أبوك كيف يفكر تارك أهله وأقاربه وجالس بمكان مقطوع
قاطعته بضيق من هالسالفه: كل شخص ينام على الجنب الي يريحه!!
هز رأسه بتسليك: نشوف آخر هالراحة. ... أنا رح أشوف مدرسة ****** وأسجلها هناك
قاطعته ليان: سجلها بنفس المدرسة الي درست فيها
رد وهو يقاطعها: لا ...هذي المدرسة يقولون ممتازة والكادر التعليمي فيها قوي افضل من مدرستك ...نسبتك بالثانوية ما عجبتني...ما دخلتك الطب
عبست ملامحها بخيبه ما قدرت تحصل الطب وتفرح أبوها!!
ضحك رعد بسخرية: الحين تنتظر من بيلسان تحصل علامه أكثر من ليان؟!
بيلسان تصير دكتورة ؟!
ترى معدلها تقول كل سنة٦٠.. كيف تحصل على الطب!!
رفع وليد حاجب بعدم رضا: خلينا نشوف تحصيلك هذي السنة ويا ويلك اذا ما حصلت معدل زين...انشغل بدراستك ولا تتدخل بغيرك!
عدل رعد ملامحه باحراج وهو ينطق: صدقني يا بابا الاستاذ كان حاط ضدي وشيش كل المعلمين علي!!
نطق بلامبالاة: هذا الموضوع تكلمنا بما فيه الكفاية ... خلينا بموضوع بيلسان..وش رأيك يا ام رعد!!
خزامى بهدوء: مثل ما قال رعد كيف تحصل معدل طب وهي مستواها متدني!
زم وليد شفته بتعجب: والمستواه متدني يبقى طول حياته كذا؟!
ليه فتحوا المدارس الخاصه والدروس الخصوصية وتكثيف الدراسه دام الغبي رح يبقى غبي؟!
انا رح أنقلها هنا واعمل تكثيف عليها بالدراسة ورح تحصل نسبة زينة بإذن الله!!
ردت خزامى ببرود:  اذا انتقلت نفكر بالموضوع
رفع حاجب بشك من كلامها: ليه تقولين كذا ؟! أهلك قالوا شيء؟!
هزت رأسها بالنفي: لا بس ما اتوقع بيلسان ترضى تعيش عندنا!!
مط شفته بلامبالاة: وش هالكلام ..وكأنه بكيفها!!
أنا سكتت لهذا الحد ..خلاص البنت كبرت ولزوم تعيش عندنا وتكمل دراسة وتتعلم من عاداتنا وتقاليدنا وتصرفاتنا باكر إن تزوجت واحد من جماعتنا ما ابغى يكون فرق بينهم
قاطعته خزامى: ليه احد قال لك إنه يبغاها
قاطعها بملل من تفكيرها: عندكم تفكير غريب !!
البنت صغيرة وما أحد خطبها أنا أتكلم للمستقبل ...حياة القرية مختلفة عن هنا وما ابغى
قاطعته وهي رافعه حاجب من كلامه ما عجبها : هذا انا عشت حياتي بالقرية وجيت هنا وتأقلمت على الحياة وش الفرق
ليان قاطعتها: لزوم تعيش معنا ...يعني بعيده عنا وما نشوفها وهي ما تزورنا
خزامى تعكر مزاجها: خليها بالقرية افضل لها
زم شفته بتعجب من كلامها: انت ليه مصره إنها تبقى بالقرية وما تبغينها هنا ؟!!!
ناظرته بنغزه: انا على الاقل كل فترة ازور اهلي واشوفها اما انت وينك عنها ؟! يمكن لو تشوفها ما تعرفها!!
هز رأسه بتوعد لكلامها ما رح يتكلم قدام العيال بهذا الموضوع اكثر من كذا : يصير خير!!
**
**
**
تتمشى بالمزرعة وكالعادة تغني ..بما إنه العمال يغادروا المزرعة بعد الساعة ٣ ...حمدت ربها إنه جدها تفهم موقفها وما أصر على رأيه ...
كلما تتذكر إنها تعيش عندهم ينقبض قلبها ويرافقها الضيق ..ما تعرف وش السبب ..بالرغم إنها تحب إخوانها وما في أي عداوة بينهم !!
اقتربت من الشجرة الي كانت تتسلق عليها أيام الطفولة ...ابتسمت بحنين لأيام التسلق ...
اقتربت من الجدار ...وضعت إذنها على الجدار وهي تسمع اصوات بس ما هي واضحه عليها ....
رجعت بخطوات هادئة وجلست على الشجرة وهي تفكر بحياتها بعد ما تكمل الثانوية ...
محتارة للمستقبل... ما تفكر تكمل دراستها لأنها متاكده رح تنجبر تستقر عند أهلها إذا كملت دراسة ..وهذا الشيء ما تقدر تتقبله ...كم صار لها ما شافت أبوها ..ما كلف خاطره يزورها او يسأل عنها!!
حاله غريب لذي الدرجة يكرهها؟!!
حتى خزامى لما تتصل بأهلها ..كثير تكون قريبه وتسمع المكالمة ما تسأل عنها ولو سؤال عابر... وإن كلفت نفسها تسأل ..مجرد سؤال اذا مرتاحين معها او لا !!!
مطت شفتها بسخرية حالهم غريب ...ما عمرها شافت ام كذا!!
لو كانت أم مستحيل ترضى ولدها يغيب عن عينها لحظات...توسعت ابتسامتها وهي تتخيل إنها ام وعندها عيال ...
نفسها يكون عندها ١٢ تبغى يكون عندها ٦ بنات و٦ أولاد ...يملون عليها حياتها!!
بس مين رح يكون الاب؟!
ما تدري ليه طرى على بالها راكان ... من كلام جدتها ما يعيبه شيء ما تدري جدها ليه ردهم ؟!
يقولون خذ الي يحبك ولا تأخذ إلي تحبه!!
الحب بعد الزواج !!
مطت شفتها بعدم اقتناع وعقلها يردد كلام نجوى "قصير..طوله شبر ونص" ما تبغى تتزوج شخص أقصر منها ..تحس هالشيء غير متناسق ابدا!!!
ما رح تقبل تتزوج الا بشخص من القرية...خاصه إنها ما تفكر تعيش خارج القرية ...هنا حياتها وراحتها وبسمتها!!
ضحكت بخفه على نفسها وعلى تفكيرها ..لو يسمع جدها بأفكارها الا يشنق حاله ...طول الوقت يقول "البنت صغيره وما تفكر بذي الامور وما أبغى تفتح أذانها لذي السوالف" !!
تنهدت ورفعت نظرها وهي تناظر العصفور ...الي وقف أعلى الشجرة ...
تمنت لو تقدر تمسكه ...ابتسمت للفكرة الي طرت لها ..وبحركه خفيفه بدأت تتسلق الشجرة ...رفعت يدها حتى تشوف المسافة بينها وبين العصفور ..سرعان ما طار وابتعد عن المكان  لما حس بحركتها...تابعت التسلق وجلست على الجذع بحذر...تلقائيا راح نظرها للمزرعة الي جنبهم ....
سولت لها نفسها توقف وتناظرها زمان ما شافتها ..اكيد تغيرت مع الايام ..بس رح تشوف وش الي تغير فيها!!
وقفت بحذرعلى الجذع وعيونها تناظر المزرعة بترقب ...عبست ملامحها بإحباط ما في احد بالمكان...
المقعد الي كان يجلس عليه ما يظهر من هنا ...جلست بسرعة لما لمحت طرف حرمه ...تنهدت براحه ما أحد شافها ...يمكن تظن إنها تتجسس عليهم!!
قررت تنزل وتشغل نفسها بشيء مفيد أفضل من قضاء وقت الفراغ والتفكير بأمور ما في منها فايده!!
**
**
**
بالمدرسة جالسة تستمع لنجوى وهي تتكلم بمسلسل حضرته في بيت مفلح...نطقت بملل: اتركينا من خرابيطك وقولي لي الحين .... أبوك وش قال على دراستك
قاطعتها نجوى بإحباط: يقول ما في دراسة الا بكلية ****** لأنها قريبة اما الجامعة يقول ولا تحلمين فيها!!
وبضحكه تابعت نجوى كلامها: الي يسمع يقول إني من الاوائل على المدرسة ما يدري إني والجدار واحد!!
ضحكت بيلسان على كلامها: رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!!
نجوى بلامبالاة: وش ابغى بذي الخرابيط .. أنا المعلمات كم ساعة يا دوب متحملهم.... تبغين ادرس بالكلية وقرفها ...وفوق هذا يقول أوديك بالوانيت للكلية ..شوفي هالمنظر
قاطعتها بيلسان بسخرية: الي يسمعك يقول بنات الكلية الكل جاي من فرنسا والا بريطانيا!
مب كأنهم كل حياتهم بالوانيت يتنقلون..تفكيركم غريب!!
نجوى بحسره: اه لو يرسلوني بسيارة مثل سيارة اصحاب المزرعة او سيارة أمك رح اتنازل واقبل ادرس!
دفتها بيلسان بخفه: يا شيخه الي يسمعك يصدق!!
وكأنه احد مهتم لدراستك ..تدرسين ولا عمرك درستي فلا تغلبي نفسك وتتنازلين!
ختمت كلامها ووقفت وهي تنفض عبايتها.. تابعت كلامها بهدوء: انتهت الاستراحة اروح لفصلي افضل لي من مقابلتك... يقولون  رح يعينون أستاذ لمادة الرياضيات لنا!
نجوى فتحت عيونها بصدمه: قولي قسم؟!!
وبإحباط وندم تابت نجوى كلامها: لو أدري كان دخلت علمي..خسارة!!
مو مشكلة نشوفه من بعيد!
بيلسان بابتسامه: بس فرحتك ما تمت ..يقولون البنات الاهالي رافضين الفكرة ..ويبغون يسحبون بناتهم
سكتت لما نطقت الابلة بانتقاد: وش تنتظرون عزيمه حتى تدخلون الصف!!
نجوى بهمس: الا قولي زريبة ما هو صف!!
بيلسان سحبتها من يدها: تعالي والله إنك طافيه!!

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن