البارت السادس

6K 335 347
                                    

مرت الأيام والسنوات بحلوها ومرها ...وما احد يبقى على حاله ...النفوس تتغير والأفكار تتبدل ...
بخطوات متزنه توجهت لجدار سطح البيت  ....اخذت نفس عميق وهي تحس بالانتعاش من جمال الجو...ابتسمت وهي تفكر ...بهذا المكان امها عاشت طفولتها ..وهنا وقفت عند الجدار تناظر ارجاء القرية!!
ما تدري ليه دوم تربط تواجدها بأماكن القرية بأمها ...تنهدت وهي تستند بيدها على السور وتناظر جدتها ... نطقت بابتسامه عريضه وهي تلوح لجدتها الي جالسه بالحوش: يمه وش رايك أقفز من هنا!!
ام خزامى هبط قلبها من كلامها ...وبنهر نطقت: يا ويلك لو تعملينها!!
ابتسمت براحه لما وصلها صوت ضحكات بيلسان ... تمر السنوات مثل لمح البصر ...كبرت بيلسان وصار عمرها ١٠ سنوات !!
تحسها صارت جزء منهم وما تقدر تعيش بدونها ...ربتها من لما طلعت من بطن أمها ورجعت فيها للقرية من لما كان عمرها سنتين ..ضاق خلقها وهي تتذكر الماضي ..همست بضيق: الله يهديك يا خزامى!!
رجعت رفعت رأسها وهي تناظر بيلسان تناظر القرية وكأنها اول مرة تشوفهم ...وبنبرة حنونه: كملي نشر الغسيل وانزلي جهزي القهوة جدك على وصول!
نطقت بطاعه: ان شاء الله يمه!!
رجعت تكمل نشر الغسيل وهي تردد أغنيه حفظتها بالمدرسة وللحين عالقه برأسها!
امي وأبي أغلى النسب وهم عوني عند الطلبي! ختمت اخر كلمه وهي تحس بالغصه بحلقها!!
تابعت وهي تكمل
امي وأبي نور حياتي ادعي لهما بالخيرات
!!
تنهدت وهي تفكر ليه وقع عليها الاختيار تعيش مع جدها وجدتها؟! ليه ما اختاروا اخوانها؟!
صحيح تحب جدها وجدتها بس بنفس الوقت تتمنى لو تعيش مع اخوانها !!
يا دوب تشوفهم مرة بالسنة او مرتين او ثلاث لما تروح وتزورهم في بيتهم!!
حتى ليان تحبها ومشتاقه لها!!
تناولت سلة الغسيل ونزلت بخطوات سريعة وهي تتذكر القهوة!!
بعد وقت ابتسم سلطان لها وهي متوجه لهم بالقهوة ..نطق بنبره دافيه: يا هلا بالقهوة وراعيها!
وضعت دلة القوة وهي تبتسم: يبه قلت لي بعد العصر رح تأخذني للمزرعه!!
سلطان ابتسم وهو يتأملها ..شعرها مربوط جدلة لنص ظهرها ..وشعرها الامامي متطاير بالرغم انه ناعم ...تحمل ابتسامه تسحر العيون من كمية البراءة والطفولة...يحمد ربه إنه قدر يربيها تربيه صالحه ...وما تعب بتربيتها ...وبنبره هادئة نطق: ارتاح وبعدها بإذن الله نروح!!
زمت شفتها بسعاده ..تحب المزرعه والتجول فيها ...قطعت افكارها وناظرت جدتها الي تكلمت: انا اقول نتأخر شوي ..العطلة بدأت واكيد خزامى رح تزورنا!!
سلطان هز رأسه: اكيد رح تلحقنا للمزرعه اذا ما لقتنا بالبيت!!
وبعدين يمكن بالجامعات ما خلص الدوام..اعضاء هيئة التدريس يتأخرون
قاطعته ام خزامى: عيل اشرب قهوتك وخلينا نتيسر!
ناظرت جدتها وبداخلها فرح حتى تشوف اخوانها ..وعدوها اخر مرة شافتهم انهم رح يزورونها هنا بالقرية ...رح يلعبون ويركضون بالمزرعة !!
سلطان رفع حاجب لنا سمع صوت قريب منهم: الظاهر انها جاءت اسمع صوت سيارة!!
تحس دقات قلبها زادت ...وقلبها طار للقاء...وقفت وهي تسمع السيارة وقفت باب حوشهم !!
اخذت نفس عميق وهي تناظر جدتها بسعاده : اروح افتح لهم!!
تحركت بسرعه فتحت الباب ... والإبتسامة مرسومه وهي تشوف السيارة!!
نزل ابو فيصل من السيارة ..لوح بيده لها .. ابتسمت له بمحبه يزورهم هنا كثير وتشوفه اكثر من امها وابوها واخوانها!!
تقدمت منه وسلمت : كيف حالك يا جدي!!
مسح على رأسها بحنان: بخير ..وانت كيف حالك وكيف الدراسة!!
ردت وعيونها تتسارق للسيارة تشوف من جاء: الحمد لله بخير!!
نزلت خزامى وهي تعدل النظاره الشمسيه وتعلك وهي نافشه خشومها ...وبيدها حقيبة اليد...اقتربت منها بيلسان وسلمت عليها: كيف حالك يمه!!
خزامى بهدوء: هلا بيلسان كيفك؟!
وقبل ما ترد بيلسان تابعت كلامها:  وين جدك وجدتك؟!
اشرت للداخل وهي تحس بالانتكاسه لما شافت السيارة فاضيه وما فيها احد ...نطقت بإحباط: إخواني وينهم؟!
خزامى وهي ترفع طرف عبايتها حتى ما تتوسخ: ابوك عنده مناوبة اليوم ..ورفضوا يرافقوني هنا بدون ابوهم!! ختمت كلامها ودخلت بعد ما خبرتهم بوجود ابو فيصل ...سلمت على اهلها باشتياق وتسألهم عن اخبارهم!!
ابو خزامى بفرح لشوفتها: هلا والله نورت القرية!!
نطقت بابتسامه: الله يسعدك يبه!
تقدم ابو فيصل وسلم على سلطان... وبعدها جلس على الارض بأريحية وهو ينطق: يا زين القرية ...افضل من المدينة وازعاجها الف مرة!!
سلطان اشر لخزامى: اجلسي يبه ارتاحي!!
نطقت بترفع: اخاف تتوسخ عبايتي!!
ما في كرسي!!
ام خزامى مطت شفتها بسخرية والله عالم وتغيرت خزامى وصارت تهتم بأناقتها وترتيبها ...وذابحه حالها حتى تحصل على رضا وليد ... والحين تكبرت على الحوش الي كانت تنام فيه على الارض.... صدق المثل الي قال ما تكبر الا المزبله!!
ابو فيصل بانتقاد: يا لطيف ..خليها تتوسخ ولما ترجعين اغسليها !!
اجلسي اجلسي!!
سلطان ما عجبه تصرفات خزامى ..يحسها تغيرت ٣٦٠ درجه ....ومع ذلك نطق: روحي يا بيلسان هاتي كرسي لأمك!!
هزت رأسها وتحركت بسرعه ...بعد وقت رجعت وحطته قريب منها: تفضلي!!
فتحت شنطتها وطلعت منديل ومسحت فيه الكرسي حتى تضمن نظافته ...وبعدها جلست وهي تحط رجل فوق رجل!!
ام خزامى تحس خزامى كل سنة تتغير اكثر وتغتر بنفسها أكثر !!
ولا كأنها عاشت ١٨ سنة بذي القرية!! ....قررت تطنش وما تجادلها لأنه الكلام معها فارغ ..خاصه بعد ما صارت دكتورة بالجامعه !!
سلطان بابتسامة: والله دوبنا كنا رح نروح للمزرعه!!
عفست خزامى ملامحها: لا الله يعافيك ما ادري وش يعجبكم فيها ...خلينا هنا أفضل!!
سلطان هز رأسه بتعجب: سبحان الي مغير الاحوال الحين ما عادت تعجبك المزرعه!!
ابو فيصل ما عجبه كلام خزامى: ترى والله الجلسه ترد الروح فيها..والله لو تقبل ام فيصل الا اشتري مزرعه هنا ونقضي الوقت فيها ؟!
بيلسان واقفه وتناظر جدها وهو يتكلم ...نطقت بتساؤل: ليه ما جاءت معك جدتي ام فيصل ..اكيد رح يعجبها المكان
قاطعتها خزامى بسخريه: تبغين خالتي ام فيصل تيجي هنا؟!!
تراها ما تطيق تجلس لحظة بدون مكيف ..تبغينهاتعيش بهذا المكان!!
ام خزامى انفجرت منها: وش فيه هالمكان؟!!
هفت خزامى على وجهها: حررررر .. كيف تتحملون هالوضع!!
سلطان بسخريه: الحين تطورت القرية وصلتها الكهرباء ...ماهو مثل قبل ما في كهرباء وكنت عايشه ومبسوطه!!
قوموا خلونا نروح للمزرعه افضل لنا!!
ختم كلامه وأعطاها نظره حتى تختصر وتترك هالتكبر!
**
**
**
في بيت ابو فيصل ..جلست جنب جدتها بضجر: ملل!!
ام فيصل بهدوء كعادتها: وين إخوانك ؟!
ليان بضجر: رعد وعبود يلعبون بلايستيشن...
قاطعتها بهدوء: روحي لبنات عمك والعبي معهم وانتبهي على أختك
هزت رأسها بالرفض: ما ابغى
مطت شفتها بملل: قولي تبغين تروحين مع خزامى للقرية
قاطعتها بقهر: يعني بابا ليه رفض نروح؟!
وش فيها ؟!
انا وعدت بيلسان ازورها بالقرية بالعطلة..يعني كذا اكون قدامها كذابه!
بابا ليه يكره القرية؟!
بيلسان قالت لي انها حلوه كثيره ...فيها مزرعه وشجر ومدرسة حلوة وملعب يلعبون فيه واشياء كثيره حلوة وممتعه!!
ام فيصل مطت شفتها بسخرية: يا ليان ترى فاهمه الموضوع غلط ...ما رح يعجبك الجو بالقرية ...ابوك يبغى مصلحتكم لأنه يعرف انكم ما رح تعجبكم الجلسة هناك!!
وبيلسان إنسانه بسيطه واي شيء يعجبها وتفرح فيه...ما هو مثلكم ما يعجبكم شيء!!
ليان عبست ملامحها: حنا ما يعجبنا شيء والا الالعاب الي اخذنا لها بابا مقرفه!؛
ضحكت ام فيصل بسخريه: الحين الالعاب الي اخذكم لها وليد ما عجبتكم ...تبغين الالعاب الي بالقرية تعجبكم!!
ليان ما اقتنعت بكلام جدتها ...لانها رسمت صورة للقرية جنة على وجه الارض...وتبغى تزورها بأي طريقه!!
ام فيصل بتساؤل: ابوك للحين نايم؟!
هزت رأسها : ايه نايم
سكتت وهي تشوف ابوها داخل عندهم... رد السلام بهدوء وجلس ...ناظر امه الي تكلمه: يقولون نايم!!
هز رأسه بتعب: رجعت من الدوام ما اشوف قدامي من النعاس!
ناظر ليان والعبوس مرتسم على ملامحها: وش فيك متضايقه!
ام فيصل بسخريه: تبغى تروح للقرية!!
مط شفته بضجر من هالسالفه: انت ما تملين من هالموضوع ؟!
اختك تزورك هنا وتشوفينها وانتهى الموضوع ...والا لزوم المرمطه ؟!!
ليان اختصرت وهي تشوف ملامح أبوها منزعجه من هالموضوع ...
ام فيصل بانتقاد: لزوم تروح معهم للقرية ...تزورهم!!
قاطعها بانزعاج: ترى انا انسان ولي طاقه ...اكمل دوام اي ساعة واضرب مشوار للقرية
قاطعته : يا ولدي ما يصير تاركين البنت بالقرية وما تشوفها بالسنة الا مرة او مرتين
مط شفته بلامبالاة: والله جدتها متمسكه فيها وتبغاها ما هي حلوة
قاطعته وما عجبها تبريره: الله يهديك الله يهديك!!
ما يبغى يفتح موضوع من الماضي ..نطق يغير السالفه: وين اختك يا ليان؟!
ليان بهدوء: نايمه
قاطعها بحرص: اطلعي وتفقديها !!
هزت رأسها بطاعة: ان شاء الله
ابتسم لها بمحبه: الله يسعدها احلى البنات!!
ام فيصل بعد خروج ليان نطقت : ما شاء الله عليها ..جمال وواخلاق وعلم إن شاء الله تبقى كذا على طول!!
ابتسم لمديح امه: تشبهني صح؟!
ام فيصل بابتسامة: فيها شبه منك بسيط..بيلسان اكثر وحده تشبهك وكأنها صورة مصغرة عنك!!
ما عجبه الكلام ونطق : اي ساعة رح يرجعون؟!
ام فيصل بضيق: والله ابوك ما ادري وش فيه ملتصق بالقرية وما يفوت اي فرصه لزيارة القرية .. يا خوف قلبي حاط عينه على وحده من هالقرويات او متزوجها .. وأنا هنا جالسه والمويه تمشي من تحت رجولي!!
ضحك من قلبه على تفكير امه !
كشت عليه وهي تنطق: ايه اضحك وش عليك ..
**
**
**
بالمزرعه جالسين على الأرض ... نطق ابو خزامى باهتمام: ايه وش صار؟!
خزامى جالسة على كرسي .. نطقت بهدوء: قالوا بأقرب وقت رح تنزل لجنه ويعاينوا القرية .. وإن شاء الله تتيسر الأمور!
ابو فيصل باندماج: لزوم يكون فيه مدرسة ثانوية بذي القرية ...يعني صعوبه حتى يروحون لمدرسة القرية الثانية!!
اقتربت بيلسان من جدتها وجلست جنبها وهي تناظر جدها يتكلم: والمركز الصحي وش صار عليه؟!
خزامى وهي تعدل النداره على رأسها: والله إني ابذل جهدي حتى تتطور هالقرية المتخلفه ...والله ما ادري ليه للحين عايشين فيها!!
لا نت ولا جوال كيف عايشين!
والله احس حالي ضايعه من لما وصلت ومقطوعه عن العالم!!
ام خزامى بانتقاد: ما لك بالقصر الا مبارح العصر!!
خزامى ما عجبها الانتقاد: يا يمه لزوم نواكب العصر والتطور ليه نبقى جالسين بالجهل والتخلف بحجة التمسك بعا
قاطعهتها أمها : وانا مو ضد التطور بس الواحد ما ينسى
قطع كلامها سلطان: اتركونا من هالسوالف!!
خزامى تناظر ساعتها: انا اقول نرجع يا عمي
سلطان بانتقاد: اتوقع إنك عطلتي نامي الليلة عندنا
قاطعته بفزع: لاااا ما اعرف انام الا تحت المكيف!!
رفعت ام خزامى نظرها للسماء تصبر نفسها على هالبنت!
ضحكت خزامى على حركة امها ... وبتبرير: والله لو يطلع بيدي ما فارقتكم بس الحياة هنا صعبة ..ارجعوا للمدينة والله دوم افكر فيكم وعقلي عندكم!!
سلطان برفض: انا الفترة الي عشتها بالمدينة حسيت نفسي ضايع...انا هنا عايش ومرتاح ان تعبت تلقى كل اهل القرية جنبك وان فرحت الكل يشاركك الفرحة ...ما هو مثل المدينة كل واحد منشغل بنفسه!!
أبو فيصل بتأييد: بهذي صدقت !!
خزامى وقفت وهي تتأكد من نظافة عبايتها: البنات ما اقدر اتاخر عليهم اكثر من كذا !!
ابو فيصل هز رأسه: الحين لجين تقلب البيت عليك!!
وام فيصل ما تطيق الازعاج!!
وقفت بيلسان وهي تناظر خزامى تعدل شيلتها ...حولت نظرها لابو فيصل  الي نطق : وش رايك يا بيلسان ترافقينا وتقضي العطلة عندنا!!
تفاجأت من العرض...حس قلبها طار حتى تشوف اخوانها ..سرعان ما انتكست فرحتها لما نطقت خزامى: وين نأخذها وامي وابوي يجلسون لوحدهم!!
سلطان أعطاها نظره حاده وبعدها نطق وهو يقترب من بيلسان وينزل على مستواها ويحضنها بحنان: والله ما اتصور تبعد عني لحظة ...كيف تاخذها طول العطلة!!
ابو فيصل : عيل نأخذها كم يوم ونرجعها؟!
ام خزامى برفض ما تبغاها تروح لأنها ما تضمن معاملتهم لها : لا لا هنا تساعدني كثير !!
ناظرت جدتها بضيق لما كنسلت روحتها ...التزمت الصمت وناظرت خزامى الي نطقت: وش رايكم ترجعون معنا اليوم كلكم!!
ابتسمت بيلسان بفرح: ايه خلينا نروح يبه!!
سلطان برفض: المزرعه ما اقدر اتركها والعمال اذا ما وقفت فوق راسهم ما يشتغلون!!
خزامى بضيق من عقل ابوها ..تتمنى لو يستقرون قريب منها ...وبعبوس نطقت: اففف من هالمزرعه الي طالعه لنا مثل الشوك بالبلعوم!
بيلسان بانتقاد: أبله قالت لنا ما يصير تقولين لأبوك افففف!!
ضحك ابو فيصل على كلامها...ناظرتها خزامى بغيض : صدق إنه لسانك طويل وامي وابوي ما قصوه لك معطينك الحبل تعملين الي تبغينه...وانا دوبني اقول بنفسي غريبة اليوم ساكته وما ترادد مثل كل مرة!!
بيلسان احتدت ملامحها من كلامها وبدفاع نطقت: ابوي دوم يقول لي الكلمة الي تستحي منها قوليها وعبري عن رأيك وما تسكتين لأي احد دامك بحدود الادب!!
مطت خزامى شفتها بقهر من تربية أبوها: يرحم ايام زمان ربتوني ما أرادد الكبير حتى لو كان غلطان
ام خزامى بنغزه: والله ذاك زمان الحين تغيرت امور كثيرة وجيل اليوم يختلف عن جيل زمان!!
أنا ابغاها كذا تطلع الي يقول لها بوم تقول له سم ... لأنه حنا بعصر الضعيف ينداس عليه
ابتسمت بيلسان لجدتها ..وناظرت خزامى الي نطقت : صدقيني يمه ان زادت وقاحتها الا اسحبها عندي وتعرف التربية على أصولها وخاصه وليد اكره ما عليه الدلع واللسان الطويل!!
ام خزامى بحده: والله هالوليد الي أذيتينا فيه ... وكأنه ما يشوف بنت منار ؟!
دلعها الماصخ والا ذيك يطلع لها لأنها بنت الحبيبة
قاطعتها خزامى بانفعال: يمه لا تقهريني بكلامك وبعدين وليد نسي منار وطوايفها ..وما في حياته الا
قاطعها ابو فيصل بهدوء: كلامكم هذا كله بدون معنى!!
والبنت ما قالت شيء... وهي صادقة ما يصير تقولين لابوك أفففف هذا وانت المتعلمة؟!
وقبل ما تنطق تابع كلامه: يلا سلمي على اهلك تأخرنا!!
هزت رأسها واقتربت من ابوها وقبلت رأسه وهي تنطق: السموحه!؛
هز رأسه بتفهم: الله ييسر امرك!!
اقتربت من امها سلمت عليها وحضنتها بقوة: رح اشتاق لك ...تعالوا انتم
قاطعتها امها بهدوء: ان شاء الله!!
التفتت على بيلسان ونطقت بتنبيه: خلي لسانك قصير لانك بالنهاية رح ترجعين عند اخوانك وقتها رح تتصادمين  مع ابوك ...اتفقنا!!
بيلسان حضنت جدتها : ما رح ارجع لكم انا رح اجلس مع امي وابوي هنا بالقرية
خزامى ناظرت امها: شفتي وش تقول؟!
ابو فيصل سلم على سلطان وهو ينطق: نشوفكم على خير!!
سلطان بهدوء: ان شاء الله!!
اقترب ابو فيصل ومد يده لبيلسان: ما ودك تسلمين علي!!
اقتربت منه لما انحنى يسلم عليها ..قبلت راسه بمحبة...استغربت وحست بالخجل لما حملها : يا خفك يا بيلسان ما تأكلين؟!!
ما ردت وهي مبتسمه ووجها احمر من الخجل!!
قبلها ونزلها وهو يمسح على شعرها بحنيه...يشوفها نسخه مصغرة عن وليد ...الشبه بينهم واضح بس تختلف لون البشرة بينهم!!!
خزامى اقتربت منها ...وضعت يدها على كتفها: كوني هادية ولا تضايقين اهلي .. وأنا رح احاول انزل الاسبوع الجاي واذا قبل ابوك رح أحضر إخوانك معي!!
اتفقنا!
هزت رأسها بطاعه .. واقتربت من امها وسلمت عليها. بهدوء .... ما عمرها شعرت بحضنها الدافئ....عكس حضن جدتها دافي وتحس فيه بالأمان...كثير يخطر في بالها إنها بنتهم وكذبوا عليها انها بنت خزامى ....ما تدري وش مصلحتهم من ذي الكذبة!!
**
**
**
دخلت البيت بخطوات هادئة ..ردت السلام وسرعان ما ابتسمت لما ركضت لجين لحضنها: ماما!!
ليان بضجر: تأخرتم!!
ابو فيصل جلس بعد ما رد السلام: الطريق طويل
وليد ناظر خزامى وهي تحمل ابنتها ...ما ينكر في بداية حياتهم كان في برود وجفى من الطرفين ...ما يعرف كيف انقلبت الامور وتغيرت خزامى وصار كل همها ترضيه وتبذل كل جهدها حتى تكون بأجمل اطلاله!!
والي يشوفها ما يصدق انها نفسها المتسوله الي كانت عنده بالمستشفى..
خزامى جلست جنبه وهي تنطق: وين العيال؟!
رد بهدوء: بالحديقة يلعبون!!
ام فيصل ناظرت ولدها بضيق استخسر يسأل عن البنت وعن احوالها ولا كأنها تهمه ..نطقت بهدوء: كيف اهلك وبيلسان؟!
هزت خزامى رأسها: الحمد لله بخير!!
ابو فيصل باقتراح: وش رايكم الاسبوع الجاي ننزل كلنا مع العيال للقرية
قاطعه وليد بحزم: هذا الموضوع انتهينا منه يبه ...عيالي ما رح ينزلون للقرية!
ام فيصل رفعت حاجب: ايه والله صادق ..عيالك ما تنزلهم للقرية ...بس ابفهم بيلسان بنت الجيران ؟! هذي هي قضت حياتها بالقرية وانت ساكت وراضي؟!
غمض عيونه للحظات يضبط اعصابه وبعدها نطق: قفلوا هالموضوع الحين !
خزامى وهي تناظر لجين وهي تنطق بعتاب: ليه تركتيني!!
خزامى تنهدت : المرة الجاية رح نروح كلنا بإذن الله!
ختمت كلامها وهي تناظر وليد برجاء حتى يفك هالعقدة!!
وليد بهدوء: يصير خير!!
ليان برجاء: يا بابا خلينا نروح للقرية ...نفسي أشوف المزرعه والملعب الي يلعبون فيه ..بيلسان تقول انه يجنن!!
ضحك وليد من قلبه على تعبيرها ..قربها له ومسح على راسها بخفه: تبغين تشوفين الملعب العالمي!!
ما قالت لك بيلسان ملعب كره قدم والا ملعب
قاطعته بحماس: تقول ملعب يلعبون فيه كل شيء!!
ابو فيصل بابتسامة : الحين الملعب مغلق لأنه حارس الملعب مريض وإن شاء الله لما يرجع نأخذكم!!
ابتسمت خزامى على كلامه ..بيلسان عندها تفخيم وتهويل للأمور وتجعل الامر البسيط شيء عظيم بعيون الغير!!
جننت العيال بالملعب وهو عبارة عن ارض جرداء وضعوا مكان المرمى احجار تبين حدود المرمى!
وبالشتاء يتحول لبركة من الموية ما تدري وين الشيء الجميل فيه!!
**
**
**
**
تتمشى بالمزرعة وهي تردد اغاني يرددونها بالاعراس هنا بالقرية ....تسلقت الشجرة الملاصقة للجدار الي يفصل بينهم وبين مزرعه ابو سلمان ....باعها قبل فترة لرجل خارج القرية...وبحركة معتادة عليها وقفت على الجدار ..تناظر المزرعه بإعجاب ..صاحبها الجديد اشتغل عليها وصارت تخطف الابصار بجمالها والبيت الي بناه فيها ملفت للنظر بتصميمه الحديث!!
اخذت نفس عميق وهي تحس بالسعادة تتدفق من داخلها ...ما تشوف احد اسعد منها !!
مكان جميل وحياة اجمل مع اكثر شخصين سكنوا بقلبها!!
احيانا تروادها فكرة مجنونه تقفز لهذي المزرعه وتستكشفها بس تخاف يشوفونها!!
توسعت ابتسامتها وهي تشوف بنت من بناتهم تشوفها كثير تلعب هنا ...
نادتها بلطافه: يا حلوة
ناظرتها البنت بانزعاج: انت كل يوم تجلسين على الجدار وتتجسسين علينا!!
ضحكت بيلسان على كلامها: اتجسس عليكم!!
ختمت كلامها وناظرت الرجال الي اقترب منهم وهو ينطق بتحذير: كم مرة قلت لك لا تجلسين على الجدار...
ابتسمت ابتسامه عريضه: لا تخاف متعودة على المرتفعات!!
شوف بنتك تقول
قاطعها بوعيد: وربي اذا ما نزلت عن الجدار الا الحين  اطلع اكلم ابوك
جلست وهي تحرك رجولها : ابوي يعرف إني اجلس هنا وما يقول لي شيء!!
نطق بانتقاد: وش هالتسيب هذا ...تراك بنت مو ولد!!!
ودامك كذا لفي وجهك لمزرعتكم وعيب عليك تناظري مزرعتنا!!
نطقت متجاهله كلامه: عادي انزل العب مع البنات!!
رفع يده بوعيد : يا ويلك لو تنزلين !!
نطقت البنت بجعرفه: ما نبغى نلعب معك ...ملابسك متسخه...وتحركت للداخل!!
ناظرت ملابسها وابتسمت لسخافة البنت..وناظرته بتبرير: كنت اساعد ابوي ونسقي الشجر!!
جلس على المقعد وهو يناظرها بتساؤل: ليه ما تلعبين مع بنات القرية بدل ما تشتغلين بالمزرعه!!
نطقت بافتخار لشغلها : أنا احب اشتغل هنا ...
هز رأسه بتفهم: تروحين للمدرسة:؟!
توسعت ابتسامتها لذكرى المدرسة: ايه اخذت الشهادة وحصلت على معدل 60 وابوي اشترى لي هديه!!
عقد حواجبه باستنكار: 60 واعطاك هديه والله تبغين عصاه تكسرك ...ليه ما تدرسين؟!
هزت رأسها بالرفض: ما ابغى لأنه اذا نجحت رح اروح للمدينة ادرس وأنا ما ابغى اعيش بعيد عن امي وأبوي والقرية!!
هنا الحياة أجمل !!
رفعت راسها بحالميه وهي تنطق وهي تردد:
حياتي عشتها حلوة لأني عشتها!!!
وأنا راضي بها ....أناااا راضي
ابتسم لها وهي مستمره تنشد بدون اي حرج .... مستغرب واضح الفقر عليهم ومع ذلك سعيده ...صدق لما قالوا السعادة ما هي بالمال ...نطق بهدوء وهو يقاطعها: انزلي يا بنت حتى ما تسقطين
حس قلبه توقف وهو يشوفها وقفت وتابعت المشي على الجدار متجاهله كلامه ... وش هالبنت الغريبة؟!
فجأة وقفت ونطقت بتذكر: ما قلت لي اسمك يا عمي!!
ابتسم لها: وش اسمك بالأول ؟!
ردت بنبرة واثقه: أنا الصحافية بيلسان؟!
عقد حواجبه باستغراب: صحافيه؟!
هزت رأسها بتأكيد: ايه صحافية حتى أنشر للعالم كله عن جمال قريتي!!
مط شفته باستغراب وين الجمال الي تقول عنه!!
زم شفته بتعجب لما وصله صوتها وهي تردد قصائد واضح انها حفظتها من المدرسة!

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن