البارت الثالث

6K 275 193
                                    

ما تدري كيف غطت عيونها بهذا المكان ....تحسست رقبتها الي تحسها تكسرت من نومتها....ناظرت الاغراض بعجز وين تروح الحين؟! وكيف تروح؟!
محتارة ترجع لسعود مرة ثانية او لا ؟!!
يمكن مقلب منه ...استبعدت هالشيء لأنه خلال المدة الي قضتها معها حست إنه إنسان جدي وما عنده مزح أبدا!!
تفكر ترجع للقرية ما رح تجلس لوحدها بذي المدينة ...اول مرة تواجه موقف تكون لوحدها بدون امها وأبوها....شدت على قبضة يدها بقوة من شدة العجز تحتاج فلوس حتى ترجع للقرية ...وما تعرف كيف ترجع للقرية!!!
ما عندها حل الا العنوان إلي اعطاها إياه ابوها....همست من اعماقها " يا الله"
وقفت وهي تجمع اغراضها ... طلعت وبداخلها صوت ضعيف يحثها ترجع له يمكن كان مقلب منه!!
توجهت بخطوات مترددة للغرفة الي كان فيها سعود ....اخذت نفس عميق..ناظرت يدها ترتجف بقوة...بلعت ريقها... وطرقت الباب ...ما وصلها اي صوت ...فتحت الباب بشويش ...حست وكأنه مويه باردة فوق رأسها...الغرفة فاضيه ...التفتت للخلف وناظرت عاملة النظافه قريبة من الغرفة .. سألتها بصوت مهتز
ودموعها على وشك النزول: لو سمحت المريض الي كان هنا مبارح
قاطعتها ببرود وهي تكمل تنظيف الممر: قبل ساعة كتبوا له خروج وطلع مع أهله!!!
همست بضعف وعجز: طلع مع اهله؟!
ما تظري من وينطلعوا اهله فجأة الحين؟!!
حست كل الأبواب تسكرت بوجهها ...وين تروح الحين ؟!
حسبي الله عليه يوم إنه نوى يخدعها!!
وبصوت مخنوق نطقت بعد ما طلعت الورقه من حقيبتها ومدتها لعاملة التنطيف: تعرفين كيف اروح لهذا العنوان!!
ناظرت الورقه للحظات بعدها هزت رأسها بالنفي: ما اعرفه
هزت رأسها وهي تحس أخر باب تقفل بوجهها!!
قررت تطلع من المستشفى ...هذا المكان يخنقها بطريقه ما تقدر تتصورها!
بصعوبه حتى طلعت من البوابة ...ناظرت من حولها بعجز ...مكان مختلف عن القرية الصغيرة الي عاشت فيها ...ما تدري وين تروح ...كله بنايات وسيارات كثيره  ..تمشي على جنب الشارع بصعوبة من حمل الاغراض...وقفت جنب بقالة ...دخلتها  ومدت الورقه لصاحب البقالة:  لو سمحت ...كيف اقدر اوصل لهذا العنوان!!
ناظرها بنظرات ما ارتاحت لها خزامى وهو ينطق: بعيد من هنا ..اذا بغيت مساعده اوصلك بسيارتي!!
سحبت من يده الورقه وطلعت بخطوات سريعة وقلبها يرتجف ...ما ارتاحت لنظراته ....التفتت للخلف تتأكد ما احد يلحقها!!!
تنهدت براحه ما في احد حولها...تابعت خطواتها وهي تحس نفسها ضايعه بأرجاء هالمدينة!!
وقفت لما شافت حرمه معها اطفالها ..سألتها بتردد: إذا سمحت تعرفين وين هذا العنوان؟!
ناظرت الورقة عقدت حواجبها بتذكر: والله ما ادري بالضبط..خذي سيارة اجرة ورح يأخذك للمكان بالضبط!
حركت رأسها بطريقه غبية: سيارة اجرة!!
الحرمة اشرت على سيارة: ذيك سيارة اجرة تقدرين توقفينها!
الصمت يغلفها وهي تناظر السيارة بعجز ...تابعت خطواتها على رجولها وبكل لحظة يكبر حقدها والكره بقلبها لسعود الي دمرها !!!
مر وقت وبعد تعب وجوع وعناء وصلت العنوان الي بالورقه ...وضعت يدها على قلبها وهي تفكر بهوية هذا العنوان؟!!
كيف تطرق الباب وتقول لهم انا خزامى؟!!
موقف ما عجبها أبدا!!
واذا طردوها وش رح تعمل!!
ما رح تتحرك حتى تاكل وتاخذ فلوس وترجع لأهلها...غصب عنهم يساعدونها!
ناظرت باب البيت ...طرقت على الباب مرة ومرتين وثلاث ...ما في رد ...يمكن طلعوا من البيت ...جلست على عتبة البيت تريح نفسها ...وتنتظر شوي يمكن يرجعون!!
شدت على بطنها بقوة ...ذبحتها قرصات الجوع....يمكن ما سمعوها ..رجعت تطرق الباب بأقوى ما عندها ...بدون فايده ما في احد ...التفتت للخلف على
صوت حرمه تسألها: تبغين مساعده؟!
خزامى اقتربت منها بلهفه:ابغى اصحاب هذا البيت؟!
الحرمه بشك: يا ابنتي ذا البيت مستأجرة مجموعه شباب عزابية ويرجعون بعد نص الليل
فتحت عيونها باستنكار وهي تنطق بتبرير: أنا ابغى هذا العنوان
!!
مسكت الحرمة الورقه ناظرتها وبعدها ناظرت خزامى بحزم : الله يسامحك مكتوب رقم البيت ١٢وانت واقفه عند باب ٢١!!
البيت الي تبغينه ذاك البيت الأبيض...
قاطعتها خزامى بامتنان: مشكورة
وتحركت بخطوات سريعه باتجاه مكان البيت والحرمه واقفه تناظرها باستغراب من الحال الي فيها ..!!!
زفرت بتعب لما وقفت باب البيت ...حست بالدمعه على خدها تشكي حالها ...مسحتها بخفه وطرقت الباب وبعقلها اسوأ السيناريوهات!!
ناظرت نفس الحرمة الي وقفت جنبها وهي تنطق: هذا بيت ناصر ابو احمد ما هو نفس الاسم الي بالورقه معك ..انت متأكدة من العنوان!
فتحت عيونها بصدمه من كلامها ...رجعت خطوة للخلف وهي تشوف أخر باب تقفل بوجهها...ودخلت بمتاهة ما تعرف ترجع لها!!
الحرمة الريب دخل بقلبها من خزامى وبتحقيق نطقت: انت وش تبغين من صاحب البيت؟!
نطقت وهي ماسك نفسها ما تبكي وكل شيء حولها تحسه وحوش يبغون يذبحونها ..وهي اصلا ما تعرف صاحب العنوان وما تعرف علاقتها فيه وش تكون ...ما لقت جواب لسؤال الحرمة ...وبنبرة مكسورة نطقت: ابغى فلوس ارجع لقريتنا ...فلوسي انسرقت
الحرمه زاد شكها فيه: كيف؟!
نطقت بمرارة: جيت هنا ادرس ..ابوي اعطاني هذا العنوان حتى اروح لهم ...فلوسي انسرقت وما ادري كيف ارجع للقرية!!
الحرمه باعتذار: اعذريني ما اقدر اساعدك ..وتحركت مبتعده عنها!!
ناظرت حولها والظلام يحيط فيها ...وين تروح الحين ؟!!
خار جسدها على الارض بتعب ...ما عادت تقدر تتحرك اكثر من كذا!!
كل احلامها وفرحتها الي رافقتها من القرية لهنا طارت بالهواء ...والحين تتجرع طعم الغربة!!
نفسها تعرف السبب الي حمله إلي يعمل كذا بها ؟!!
تتمنى تغمض عيونها وتفتحهم وتكون باحضان أمها وأبوها!!
غمضت عيونها وهي تدعي من قلبها "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ...
يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم رجعني لأهلي بدون اي أذى..يا من جمع يعقوب بيوسف اجمعني بأهلي إنك على كل شيء قدير ...اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يا رب!!
مسحت دموعها بضعف وبداخلها يقين ربنا رح يفرج كربتها ... بدأت بالتسبيح وهي تتذكر سيدنا يونس عليه السلام ما احد نجاه من بطن الحوت الا رب العالمين!!!
مر وقت ولسانها ما سكت عن التسبيح ....قطع تسبيحها رجال كبير بالسن ...نطق باستغراب وهو يشوف حرمة جالسه على باب بيتهم : مين هنا!!
فزت على حالها وهي تناظر رجال ومن خلفه حرمتين ... بغت ترد بس كل الحروف طارت من حلقها!!
نطق الرجال وهو يشوف تشتتها: ي
قاطعته بنبره على وشك البكاء: أنا ابحث عن هذا العنوان!
اخذ الورقه منها وهو يشوفها ..زم شفته وبعدها نطق : ما في احد بهذا العنوان؟!!
متأكدة منه!!
نطقت بضياع: ابوي كتب لي العنوان وطلب مني اروح له
قاطعها باستفسار: ابوك وين؟! اقصد يعني مو بذي المنطقة!
ردت بنحيب: انا من قرية****** جيت ادرس هنا وطلب مني ابوي اجلس عند صاحب هذا العنوان ...
بداخله تردد يمد يده للمساعدة ...يخاف يكون عندها مصائب وما له خلق للمشاكل...وبتحليل نطق: يمكن صاحب العنوان باع بيته او ابوك خربط بالعنوان !!
اتصلي فيه  وتأكدي
قاطعته: ما عندي جوال وفلوسي انسرقت ما ادري وين اروح
الحرمه اقتربت من زوجها وهمست له بكلام وصل لمسامعها: ادخل وفكنا منها...باين عليها صاحبة مشاكل!!
ناظر زوجته بحيرة وبعدها التفت على خزامى المستنكره لكلام الحرمه ...
اقترب من الرصيف لما شاف سيارة اجرة اشر له ...وبعدها ناظرها بأسف: اكثر من كذا ما اقدر اساعدك ...هذي سيارة اجره تقدرين تروحين وين ما بغيت وأنا ادفع لك الحساب
الحرمه باعتراض: هذا الي ناقص نصرف على النصابين والطرارين بالفلوس اشتري لنا للعشاء ...وكرم حاتم الطائي ما نبغاه!!
نطق الرجال بضيق: البنت واضح انها بحاجه لمساعده
قاطعته زوجته: محتاجه للمساعدة الشرطه موجوده ...اخر الشارع هناك مركز امني وهم يساعدونك لا ترمين بلاك علينا
قاطعتها خزامى باستنكار لكلامها: انا مو نصابة أنا
قطعت كلامها ما قدرت تكمل من كمية القهر الي بداخلها...ناظرت سيارة الاجره الي يضرب هرن مستعجل!!
تحركت باتجاه معاكس لسياره الاجرة ما تبغى مساعدة اي احد ...للحين مصدومه من الناس وتعاملهم ...ما في مصطلح نخوه بقاموس حياتهم؟!!
فرق بينهم وبين اهل قريتهم يساعدون الغريب ..حست بالحنين لأبوها يذبحها ... وين كرم أبوها ونخوته دوم يساعد الي من حوله والناس الغريبه يمد لهم المساعدة حتى لو ما يعرفهم!!
الرجال اقترب منها بتوهق: انتظري وش رايك تجلسين في بيت ام سعيد...حرمه كبيرة وارملة
ختم كلامه وهو يؤشر على بيت قريب منهم.... كرامتها تحثها ترفض مساعدتهم ...بس كلامه حملها تغير رأيها لما تابع كلامه: الدنيا ليل وغلط بنت مثلك تكون بالشارع لوحدها...اجلسي عندها هالليلة وباكر تقدرين تروحين لقريتكم...تعالي هذا هو البيت !!!!
***
***
**
مستلقي على طوله بالصالة ...وضع يده على رأسه يتحسس الجرح من فوق الشاش...
من لما طلع من المستشفى وعقله يفكر بالحرمه الي بالمستشفى ؟!!
وش تبغى منه ؟! ومين تكون؟!!
حاول يستذكر ملامحها بالضبط بدون جدوى ...الموقف كان سريع وما اخذ الا تصور عام عنها ما كانت جميلة وكأنها متسوله....صوتها الباكي تردد بإذنه" وين أرووووح""
ما توقع لذي الدرجة توصل للمتسولين يعملون ...يتبلوا على الناس؟!!
حمد ربه إنه ابوه صدقه وما صدق هالنصابة الي ترمي بلاها عليه!!
عدل جلسته لما وضعت امه العصير قدامه: بالعافيه على قلبك يا ولدي!!
نطق بامتنان: مشكورة ربي يعطيك الصحة والعافيه وتكونين تاج فوق رأسنا!!
ام فيصل ابتسمت له: والله دوم قلبي قلقان عليك ...بالله عليك اذا طلعت إنك دوم تتصل فيني حتى قلبي يطمئن عليك!
واتركنا من طلعاتك البعيده ..تغيب اشهر وما تقول لي اهل أسال عنهم!!
كتم ضيقه وهز رأسه بتفهم: ان شاء الله
وحل الصمت عليه وهو يفكر اخر شيء يتذكره ...كان يبغى يبعد عن العالم كله ويجلس بمكان لوحده
قاطعت افكاره ام فيصل: أبوك يقول اذا تركت دراستك مرة ثانية الا
قاطعها بضيق: ما رح اترك الدراسة ...
دخلت وهي تحمل الطفلة بحضنها: كيف وضعك الحين ؟!!
ابتسم لها : الحمد لله افضل ..احس الصداع اخف بكثير!!
مدت له الطفلة: اليوم صكت رأسي من كثر البكاء!!
حملها وهو يلاعبها: يا دبه ليه تبكين؟!!
ام فيصل سحبتها منه برفق لما بدأت تبكي: ارتاح بلاه تضربك على رأسك!!
خذيها يا مريم رضيعها خليها تنام ...هزت رأسها مريم وغادرت المكان!!
لما تاكدت خروجها..نطقت بتحقيق: وش سالفة المستشفى ؟!
عبس ملامحه وبإنكار:  اي سالفه
نطقت وهي تخزه: لا تخفي عني ..فيصل اعطاني اطراف الحديث وقال بعدين...تكلم
نطق وما له رغبه بالحديث: ما ادري في حرمة تقول انها زوجتي ومن هذي الخرابيط..تدرين الي قهرني تتكلم قدام ابوي يعني لو أبوي صدق وش يطلعني من السالفه؟!!
ام فيصل باستغراب: غريب يعني ليه انت بالذات؟!
حرك كتوفه بقلة حيلة: ما ادري...اتوقع مثل ما قال فيصل واضح انها متسوله وتتصيد ..يعني لو شفتيها
قاطعته بنهر: ما ربيتك على كذا ...من متى نقيم الناس من مظاهرهم..
نطق بضيق: ما تلوميني يعني مجرد فكرة انها تكون زوجتي احس نفسي رح استفرغ!!
هزت رأسها بأسف من تفكيره: أنا وش قلت لك؟!
طيب ليه ما جلستوا معها وفهمتم السالفه بالضبط ..يمكن الحرمة مخربطه او بحاجة لمساعدة!!
نطق بانزعاج: انا ما صدقت إنها انقلعت وابوي قفل السالفه...ما له داعي نفتح هالسوالف !!
ام فيصل ما عجبها تصرفهم ...سكتت وقلبها حاس انه خلفها قصة قوية وتخصهم!!!
**
**
**
ام خزامى زفرت بتعب وهي توقف قدام البيت : يمكن نايمه الحين!
ابو خزامى: ما ظنيت تنام  لوزه لهذا الوقت ...اجلسي عندها وأنا رح اروح ادور على خزامى
قاطعته وهي تناظر رقم البيت: رقم بيتها ١١وانت كتبت لخزامى ٢١؟!
عبس ملامحه وهو يناظر رقم البيت: خربطت ...ما هي مشكله
قاطعته من إهماله: كيف ما هي مشكله تخيل إنها فكرت تروح للعنوان كيف
قاطعها بضجر: يا ليل ابو لمبه!!
خلاص لا تزيدي همي ...
ام خزامى تخفف عنه : ما اتوقع تحتاج العنوان ..تلقاهم  تأخروا على الطريق علشان كذا ما إلتقوا بالمختار...هدي اعصابك وما تنفعل
رد بضيق: أنا شفتها بالحلم متضايقه ...قلبي من البارحة قارصني عليها ...ما رح اجلس انتظر...اجلسي عند لوزه وانا رح ابحث عنها!
ختم كلامه وهو يطرق الباب ...لحظات وصلهم صوت ام سعيد من خلف الباب: مين
رد عليها بصوت مرتفع: ابو خزامى
فتحت الباب باستنكار وهي تناظره: أبو خزامى!!
تنهد وهو يسلم عليها: كيف حالك
قاطعته وهي تهلي وترحب فيهم: هلا هلا تفضلوا حياكم !!!
ام خزامى بحرج: ازعجناك من صباح ربنا!!
ابتسمت ام سعيد لها: الله يسامحك حياكم الله بأي وقت!!
جلسوا بالمجلس وام سعيد ترحب بهم ...
ابو خزامى بحرج: اذا ما في حرج تجلس ام خزامى عندك ..عندي بعض
قاطعته: تدري اليوم اتفقت مع خزامى اروح معها لمجمع****** حتى ترجع للقرية
قاطعها وكأنه سمع غلط: خزامى عندك!!
هزت رأسها : ايه عندي بس نايمه للحين..ليه انت ما تدري انها هنا؟!!
تقول إنك اعطيتها عنواني وبصعوبة حتى وصلت ..الله يسامحك ما قدرت تكتب ام سعيد ؟! كاتب لها اسم المرحوم وما احد يعرفه اصلا من الجيران؟!!
قاطعها متجاهل عتابها ...وبانفعال نطق وكأنه قلبه دليله: وزوجها وينه؟!
عقدت حواجبها باستنكار: زوجها؟!!
جاءت لوحدها وما جابت سيرة عن زوجها!
متى تزوجت؟!!!
ناظر زوجته بضيق ما خاب ظنه لما حس انه صاير شيء ..وبضيق نطق: تزوجت قبل شهرين ونص تقريبا وجاءت مع زوجها تكمل دراسة!!
ام سعيد فتحت عيونها: والله قلبي يقول صاير معها شيء ..لو شفتها كيف مبهذله وحالتها حاله!!!
**
**
**
جلس على طاولة الفطور بعبوس والصداع للحين ما فارقه ... ناظر ابوه الي يتكلم بجديه: الحين تكمل فطورك وتأخذ سيارتي وتروح للجامعه تضبط امورك...خلاص باخت السالفة متى ناوي تتخرج؟!!
هز رأسه: إن شاء الله!!
وبتنبيه: واذا طلعت ذيك البنت لك مرة ثانية تتصل فيني مباشرة وانا اعرف اتفاهم معه
قاطعه بضيق: يا يبه قلت لك ما اعرفها وما ظنيت تطلع لي مرة ثانية الظاهر إنها تتجول وتتصيد بالناس!
هز رأسه بتفهم: أنا واثق فيك وادري إنه هذي الامور آخر همك ..بس الناس تجيب لك البلاء وانت جالس في بيتك وفي ناس هذي مهنتها..ابغاك تكون حذر ومنتبه ..ابغى وليد القديم يرجع وما يسمح لأحد يتلاعب فيه !
ام فيصل وهي تناظره وقلبها مفطور عليه: يوجعك شيء يا ولدي!!!
تنهد وهو يناظرها: صداع خفيف!!
نطقت وهي تدعي من قلبها: ربي يشافيك ويعافيك ويقر عيونك
قاطعها حتى ما تتطرق لمواضيع ثانيه: انا طالع اشوف ليان وبعدها اكمل شغلي!!
استأذن وغادر المكان ...تنهدت ام فيصل وهي تناظر زوجها بضيق: تغير هالولد كثير!!
ابو فيصل بهدوء: كل الناس تتغير وما احد يبقى على حاله ...كلنا نتغير حسب الظروف الي تمر علينا!!
**
**
شد على قبضة يده بقوة من الكلام الي سمعه وهو ينطق: خسيس كيف يعمل كذا!!
انا الغبي الي وثقت فيه!
أم سعيد بانتقاد: ما ادري عنك عجزان تصرف على ابنتك حتى تزوجها بذي الطريقه!
رجال ما تعرفه كيف تزوجه لخزامى
قاطعها بتبرير: حزنت عليه وحيد بعد ما فقد اهله وباين عليه رجل ابن اصل
قاطعته بقهر: قول استغليت الفرصة حتى تزوجها وكأنه السعاده بالدنيا ما تكون الا بالزواج؟؟!
يعني اذا ما احد خطبها تروح ترميها بذي الطريقه ؟!
خزامى ناظرت ام سعيد وتلبسها الضيق بداخلها من الحقيقه المرة الي تقولها ...ما احد خطبها لأنها عرجاء !!
مطت شفتها بضيق وهي تناظر أبوها الي يواسيها:  لا تهتمي يا ابنتي رح اطلعه من تحت الارض ورح ينال عقابه على تصرفه وما رح تجلسين على ذمته ساعة!!
والله ندمان قد شعر رأسي على هالشيء..كله من ابو سلمان لعب بعقلي ...
سكت للحظات وبعدها تابع بضيق!لعله خير ...الاوراق اخذتها من المختار والحين نطلع للمحكمه وارفع عليه قضيه!!
ام سعيد باعتراض: الحين؟!
هز رأسه والنار تحرق بداخله ندم على تصرفه وكأنه كان مغيب عن العالم لما زوجها كذا ...ظن انه رح يؤمن لها مستقبل اذا تزوجت..وغفل عن اهم نقطه إنه الزواج مثل البطيخه ...وبتصميم نطق: ايه الحين ...يلا يا خزامى!!
وقفت بقلب ميت وبداخلها انثى مكسورة...كلام سعود عنها قدام اهلها حولها لفتات...لذي الدرجة هي بشعه؟!!
ما خبرت ابوها عن كلامه عن شكلها ...كتمته بداخلها وكانها رح تهين نفسها اكثر ان تكلمت بذي الأمور...تحسست وجهها بيدينها بعجز ...تتمنى تكون اجمل  بنت بالعالم ولو يموت ما ترجع لذمته!!
تنهدت بعجز اغلب الامنيات تبقى احلام بداخلنا!!!
طول الطريق ابوها ما سكت والقهر واضح بكلامه ..ما توقع سعود يعمل كذا!!
واذا كلام خزامى مضبوط واهله معه ..وش جابه للقرية؟!
وبنبره مقهورة نطق: وليه سكتي لهم؟!
نطقت بعجز والدموع تلمع بعيونها: كانوا رح يحضرون الشرطة لي...
قاطعها بتهديد: والله الا اخليه يندم ...يصير خير!!

رواية جريح الصمت يا قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن