الفصل السادس عشر

Start from the beginning
                                    

كان يقود سيارته بسرعة مخيفة وهو يتحدث في هاتفه وقلبه ينبض مرتعبًا بين جنبات صدره، وصوت ابن عمه يثير فزعه :

" ما بك جاكيري ؟! ما الذي حدث ؟! وفعلوا ماذا ؟! ومن هؤلاء الذين فعلوا ؟!"

وصل صوت جاكيري الذي كان يقود من الجانب الآخر لا يعي ما يحدث حوله، وكأنه انفصل عن الواقع يرى فقط مشاهد قديمة، جاهد سابقًا على دفنها في ابعد نقطة في عقله، والآن مجرد لحظات صغيرة اعادتها له وبقوة :

" لقد رأيت طفلة صغيرة كذلك الصبي في طفولتنا، لقد أخذوا كل ما في معدتها فبريانو، لقد ...لقد "

توقف جاكيري فجأة وهو يشعر بالألم ينخر جسده، ومن الجانب الآخر كان فبريانو مرتعبًا من حالة جاكيري، وقد تفهم الآن سبب ما قاله، هناك ما لمس النقطة السوداء داخل جاكيري، النقطة التي تخطاها جاكيري في طفولته بصعوبة، ذهب لأطباء وعانى من صدمات متتالية حتى أنه فقد النطق لفترة في عمره .

وصل لفبريانو صوت جاكيري الذي كان يظهر به غصة بكاء ووجع ارهقته هو :

" لقد أنهار والدها، كان جسدها يبدو صغيرًا، كانت طفلة فبريانو "

" أين أنت جاكيري ؟!"

هز جاكيري رأسه وكأن فبريانو يراه :

" لا اعلم، أنا لا أريد العودة للمنزل الآن لا اريد رؤية أحد"

تحدث فبريانو بحنان شديد :

" حسنًا عزيزي لا تعد سوف ارسل لك موقع منزلي وتعال عندي، أنا الآن على وشك الوصول، حسنًا ؟!"

" حسنًا "

وبالفعل اغلق فبريانو الهاتف وأرسل موقع الشقة التي يقطن بها لجاكيري وهو ينحرف في قيادته داخل الشارع الذي تقع به شقته، توقف بالسيارة الخاص به أمام المنزل، ثم صعد للأعلى ينتظر جاكيري، دخل فبريانو الشقة الخاصة به يلقي المفتاح بلا اهتمام على اول طاولة قابلته، ثم تحرك صوب الثلاجة يبحث عن عصائر وطعام لجاكيري .

دقائق قليلة مرت قبل أن يسمع فبريانو صوت رنين جرس منزله، تحرك بسرعة صوبه، ثم فتح الباب ودون كلمة واحدة جذب جسد جاكيري لأحضانه بقوة وهو يربت على ظهره بحنان ولطف وصوت جاكيري وصل له مختنق بغصة :

" عاد الوجع اقوى فبريانو، أشعر بقلبي يبكي كمدًا "

_______________________________________

ارتسمت بسمة واسعة على فم ديفيد وهو يراقب ملامح انطونيو الذي كان يجاهد لاحتواء صدمته، ثواني مرت فقط قبل أن تصدح ضحكة ديفيد في المكان وهو يقول بشكل استفز جميع خلايا انطونيو :

" أنا آسف حقًا، لكن نظرتك تلك تضحكني "

صمت ثم نظر له بشكل مختل :

" ماذا ألم تشعر بغيابه اليوم عن العمل ؟!"

رفع انطونيو نظره لديفيد وجسده كله ينتفض غضبًا، لكن ديفيد لم يهتم وهو يتحرك صوب مقعده بهدوء ووجع؛ بسبب الرصاصة التي تلقاها في ذراعه للتو وهو يردد بشفقة مصطنعة :

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     Where stories live. Discover now