1_ الفصل الأول "قَـرار!"

Start from the beginning
                                    

- "مش شايفة نفسك إصفريتي إزاي من قلة الأكل يختي عايزة تختفي خالص!"

رد هو بحدة مُصتنعة لتخرج وهي تُجفف وجهها بالمنشفة قائلة بحب:
- "هاكل عشان خاطرك المرة دي."

ضربها الآخر بخفة على جبهتها مُتحدثًا بلوم:
- "مهو لو بصحى كُل يوم قبلك مُكنتيش هربتي من الفطار زي مبتهربي من مامتك"

- "طب اساعدك؟"

سألت بحماس ليُجيب بنبرة متوسلة:
- "لأ باللهِ مش عاوز المطبخ يتحرق، أنا هعمل شاي وسندوتشين كدا ونقعد نحكي فـالبلكونة عشان عايزك فموضوع."

- "طيب."

قالت بتنهيدة ليقترح:
- "روحي غيري هدومك وتعالي."

أبتسمت بحب ثم دلفت إلى غُرفتها، بدلت ثيابها وارتدت زي الصلاة، قامت بقضاء فرض "الصُبح" ثم جلست على الفراش ترتدي إحدى الجوارب ظريفة الشكل خاصتها، قامت بعدها بفتح الدردشة الخاصة "الواتساب"، شردت بالإسم لثانيتين ثُم أطلقت عنان زفيرها المُثقل وأخذت تُدون..

"اهون عليك تسيبني زعلانة كل دا ي عُمر.. عمومًا أسفة لو اتكلمت بطريقة مستفزة أنت عارف أن مكانش قصدي اللي فهمته.. لو شفت المسج رن عليا طمني عليك"

ضغطت على زر الإرسال ثم خرجت تجلس بالشُرفة، ما لبثت في جلستها إلا ثلاث ثوانِ وشعرت بإهتزاز الهاتف بيدها، ابتسمت بإتساع ظنًا منها بأنه هو لتجدها رسالة من صديقتها المُقربة «ملك»، لوت شفتيها ثم قامت بالضغط على الرسالة التي تحتوي على..

" صباح الخير يزفتة "
ومُلصق قطة تبكي..

ابتسمت لتقوم بتدوين الرد..
"بقى في حد يصبح على حد كدا، خير إيه المصيبة اللي عملتيها"

- "الفطار."

قالها "خالد" وهو يُمسك بصينية تحتوي على كوبان من الشاي وطبق به عدة شطائر من الجُبن، وقفت تمسكهم منه قائلة بعفوية:
- "تسلم إيدك يا حبيبي."

أردف وهو يناولها شطيرة:
- "إيه بقى يستي."

همهمت ببلاهه بسبب تناولها قطمة ليُكمل هو مُضيقًا عيناه:
- "الـولا عُمر مزعلك فحاجة؟"

- "ها؟"

أجابت بتوتر ثم تخشب وجهها عقب تذكُرها الشجار الذي صدر بينهما منذ يومان مُجيبة:
- "شوية مشاكل كدا يا بابا بس هتعدي يعني."

أمسك "خالد" كوب شايه هو يُطالعها بنظراتٍ تعرف هي معناها جيدًا، حمحمت بتوتر ليبتسم بخفة قائلًا بهدوء:
- "أنا عارف إنك عاقله وتعرفي تتصرفي كويس بس كمان عارف إنك بتتمسكِ باللي حوليكِ أوي ودي حاجة مش دايمًا بتكون كويسة، فـلو بيضايقك ولا حصل منه أي حاجة أوعي تيجي على نفسك عشانه ولا عشان حد.. نفسك أهم يا حور!"

قطبت حاجبيها بغير فهم، هي حقًا لا تعلم سبب تحدثه فالأمر، تتذكر الآن جيدًا أنها لم تتحدث مع والدتها حتى بخصوص الموضوع؛ على الأقل هذه المرة، لم تتحدث بتاتًا إلا مع ملك!

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now