شخصيه جديده

578 39 4
                                    

ومرةً في العمر يعيش الإنسان ألف شعور من نظرةٍ واحدة ..فتُصبح أسير اللحظة طوال العمر ..أنتَ وقلبُكَ وعينيكَ والذاكرة ..

هالة أحمد

9
افاقت وجد علي صوت رنين هاتفها بانزعاح
لتجد ان المُتصل اللواء
لتُجيب بسرعه فائقه
: السلام عليكم
وجد:  وعليكم السلام
اللواء:  معلش قلقتك بس تيان عاوزك
وجد:  فيه حاجه حصلت يعني
اللواء: اختي فاقت من غيبوبتها واول ما عرف الخبر طلب يشوفك علي طول
صُدمت وجد وتحدثت بسرعه:  تمام 10 دقايق واكون عندك

في المستشفي التي تقبع بها والدت تيان
كانت تجلس ناظره امامها بتشوش
ليُفتح باب الغرفه وتدخل غزل علي وجهها الدموع
ليقع نظرها علي والدتها
ركضت سريعا لتستقبلها احضان والدتها بشوق جارف
غزل ببكاء والم مكبوت من يوم وفات والدها
: اخيرا يا ماما
اي اخرك كدا احنا اتدمرنا من بعد موت بابا
انتي كمان سبتينا انا وتيان
واخذت شهقاتها تعلو
وتيان ف السجن ورافض يتعالج
وانا لوحدي
لتتحدث والدتها ب قلب مفطور علي عائلتهم المُدمره : كل حاجه هترجع للاحسن انا معاكم انتو مش لوحدكو
ابتعدت غزل عن احضانها
لتُكوب والدتها وجهها بكف يدها
: مش عاوزه اشوف دموعك دي
وحيات كل دمعه نزلت منك وكل دقيقه قعدها اخوكي ف السجن ل انتقم منهم كلهم
حق ابوكي هنجيبه كلنا سوا ومش هنسامح حد
غزل:  ياماما انا مش عاوزه انتقام انا عوزاكي انتي وتيان بس ونبعد عن كل الدنيا ونعيش في مكان لوحدنا مش هتحمل اخسر حد فيكم تاني
والدتها بنبره تحمل الالم ; متخافيش مش عوزاكي تفكري ف اي حاجه
المهم عاوزه اروح لتيان اخوكي
غزل بحزن:  بلاش ياماما اخر مره قالي مروحش ليه تاني دا قبل يشوفني ب العافيه
خايفه تشوفي حالته تتعبي تاني
ثم اكملت بحزن
تيان ايده خدت علي القتل يا ماما
لتنهرها والدتها:  متقوليش كدا تاني اخوكي مقتلش حد ابني معملش حاجه
هتساعديني ولا اقوم لوحدي؟
غزل بتنهيده:  هساعدك يا ماما اكيد بس اصبري اكلم وجد الدكتوره بتاعت تيان علشان لو فيه خطوره علي حالته مش هنروح تمام
والدتها ب تصميم:  هنروح ياغزل متحاوليش هشوف تيان يعني هشوفه

وصلت وجد لغرفه اللواء
دقت الباب ليأذن لهاا بلدخول
اللواء وهوا يقف:  معلش يا وجد تعبينك معانا
وجد ببسمه:  ولا يهم حضرتك دا شغلي
ثم اضافت
اقدر ادخل ل تيان دلوقت
اللواء:  اكيد اتفضلي وقبل ما تمشي ممكن تيجي ليا عاوزك
وجد:  تمام
خرجت واتجهت لزنزانت تيان
فتح لهاا الحارث
فور دخولها اقترب تيان منها سريعا
ولأول مره تجد وجد علي وجه تيان تلك النظره التائهه والمشتته
بدلا من الخبث والبرود
تيان بلهفه:  هتخرجيني امتا من هنا
وجد وهيا تُدقق النظر لوجهه بشرود
تيان بعدم فهم:  وجد روحتي فين
لاول مره تستمع لنبره صوته الهادئه وايضا لاول مره تستمع له ينطق اسمها بتلك الطريقه
لتشعر انها تائهه عن العالم
اقترب تيان وهوا يُحرك كتفها علها تفوق من غيبوبتها تلك
: كل دا علشان صحيتك بدري
وجد وقد استعادت رشدها: هاا بتقول ايه
تيان: اخيرا وصلتي عقلك كان فين كدا
ثم اكمل
علي العموم
لقيتي حل لخروجي ولا لسه
وجد بتنهد:  لقيت بس محتاجه موافقت اللواء لسه
تيان وقد اتسعت ابتسامته وهوا يقترب ليحتضنها بسعاده نابعه من قلبه:  بجد شكرا ليكي جدا
وجد وقد خارت قوتها بعد ان احتضنها
لتشعر ب الضياع والامان بنفس الوقت
فا قد كانت في حاله يُرثي لهاا
تيان بعدما شعر بفعلته:  اسف جدا مش عارف عملت كدا ازاي
كانت وجد تشعر ب الضياع لانها شخصت حالته علي اساس شخصيته البارده و الاخري القاتله
انما تلك الشخصيه اللطيفه التي ظهرت لتوها
ارجعتها لنقطت الصفر ثانيا
تيان:  هخرج امتاا من هنا
وجد محاوله التركيز:  لو اللواء وافق هكلم مدير المستشفي بتاعتي ويومين وتكون هناك
تيان بسعاده شعرت بها وجد من عيناه: طب هتكلميه امتااا
وجد بتوتر وجديه: تيان انت مينفعش تخرج
حاليا تشخيصي لحالتك رجع للصفر تاني
لم تًكمل حديثها بسبب تغير لون عيناه للاحمر القاتم دليلا علي رجوع شخصيته القاتله
فا الان الواقف امامها ليس نفس الشخص من بضع دقائق بل الشخص الذي حاول قتلها عدت مرات
تراجعت خطواتها للخلف برعب
تيان ببسمته المريضه:  كنتي بتقولي اي
عيدي كلامك تاني
وجد بثبات زائف:  مش هينفع تخرج دا خطر
تيان وقد اتسعت ابتسامته وهوا يميل برأسه بطريقه دبت الرعب في اوصالهاا
لم يُنقذها منه سوي صوت فتح باب الزنزانه
لينظر تيان تجاه الباب
لتدخل والدته وقف تيان ويداه ترتعش حينما قابل عيناها المُنكسره
وكأنه يُصارع شيئ بداخله
لاحظت وجد حالته الخطيره
لتقترب منه بسرعه وتحتضنه وهيا تُكبل يديه التي توقف ارتعاشها عندما احتضنته
وجد محاوله تهدئته
: اهدي ياتيان اهدي
ليفك حصار احدي يديه ويُمسك بحجابها بطريقه تكاد تُقسم انه اقتلع شعرها من جزوره
لتتحدث سريعا لغزل ووالدت تيان
: محدش يقرب خالص دلوقت
لتصرخ من شده ضغطه علي خصلاتها
وتكمل بألم
هوا حاليا مش واعي مين الي قدامه محدش يقرب واشارت للحارس بأغلاق باب الزنزانه
لتُكمل وهيا تستند بمقدمه رأسها علي صدره
وتضغط علي يديه
: اهدي ياتيان هخرجك من هنا الي بتعمله دا هيحبسك اكتر فوق ياتيان انت بتضيع نفسك
لتشعر بيديه تتراخي وافلت حجابهاا
رفعت رأسها لتنظر لوجهه لتجده يُغمض عيناه
ثم في لحظه فتحهم لتجد تلك النظره النادمه لشخصيته اللطفيه
حاولت الابتعاد لتجده يضمها بشده
حتي كادت تختنق
وهوا يغمض عينا ويهمس لهاا:  شُكرا واسف
صُدمت وجد منه رده فعله
لتجده يضع يديه علي حجابها المُبعثر نتيجه اقتلاعه لهاا
ثم اكمل بنبره يملئها الندم والخوف:  وجعتك صح؟
لتنظر له وجد
هل تُخبره انهُ كاد يقتلهاا ام تصمت حتي لا تنتكس حالته مره اخري
لتبتعد عنه بسرعه
وتقترب والدته
وعلي وجهها اثار الدموع لحالته طفلها التي جعلت قلبها يتقطع لاشلاء صغيره
اقتربت غزل تحتضن وجد
وهيا تعتزر منها:  اسفه جدا ليكي حقكك عليا يا وجد
وجد ببسمه باهته: دا شغلي وواجبي متعتزريش
لتنظر لتيان لتجده يبكي داخل احصان والدته
بنبره تؤلم القلب
تيان ; كنت فاكر اني خسرتك انتي كمان انا سبب دا كله انا اسف
والدته ببكاء : متقولش كدا انت معملتش حاجه ياتيان هما سبب كل حاجه
متبكيش يانور عيني
تيان بنبره جديه:  هنتقملك منهم يا أمي مش هسيب حقكك و حق عيلتنا الي اتدمرت
والدته وهيا تُربت علي كتفه:  عارفه وانا ف ظهرك
امسك يدها يُقبلها بشوق
واجلسها علي سريره الصُلب
لتنظر والدته لملابسه وسريره
وهيا تتألم كيف يعيش طفلها في هذا المكان
لتنقل بصرها علي وجد التي تجلس علي كرسي بأرهاق وغزل تُعدل حجابها لها
لتتحدث مريم والدت تيان بأمتنان:  شكرا جدا لمجهودك يا دكتوره غزل حكتلي انك كنتي بتساعديها انتي واخوكي جميلكم دا مش هنساه واسفه جداً ل التعب الي سببهولك ابني والاصابات
وجد وهيا مُستغربه كيف يساعد غيث غزل لم تُفكر كثيرا وابتسمت ببهتان:  سبق وقولت ل غزل دا واجبي وشغلي
لا شكر علي واجب
وغزل انا اعتبرتها اختي من يوم ما عرفتها حقيقي
مريم ببسمه:  شكرا ليكي
لتؤمئ لها وجد وتنقل بصرها لذالك الذي لا تغفل عيناه عنها
لتجد داخلهم نظره غريبه لم تستطيع فهمها
ولاكن ما شعرت به ان القادم ليسا ب هين
............
#_روايه _شظايا _روح
#_الكاتبه مي _محمد

روايه شظايا روح Where stories live. Discover now