الفصل الثالث والثلاثون

Depuis le début
                                    

-كان هيبقى ايه موقفك لو نزل الصور دي على النت وزيدان شافها.

ظهر الذعر بعينيها ترفض تخيل موقفها من الأساس، فقالت بتلعثم:

-محستش منه كدا، هو كان...كان عايزني وخلاص.

التوى فمه بابتسامة ساخرة:

-يعني هوس؟!

حركت رأسها في نفي بينما كانت تجاهد التماسك  قليلاً كي تخبره عن شخصية ماجد واسلوبه الذي عرفته منذ أول يوم خطت فيه قدمها تلك المشفى، استمع اليها سليم جيدًا لكلماتها عنه ثم أنهت حديثها الطويل بقولها:

-طول عمره قذر وبيضغط على اي دكتورة او ممرضة واللي كانت بتشتكي كان بيلبسها تهمة أو بيسوأ سمعتها انها بتحاول توقعه والغريب ان كنت بشوف ناس في المستشفى بتصدقه، رغم انهم عارفينه على ايه.

تنهدت بثقل ثم تابعت بحزن:

-كان بيفضل يضغط ويضغط لغاية ما أي واحدة عايزاها تتنازل وتوافق، وفي الحالة دي هو كسبان بردو...عمري ما شوفته خسران في اي معركة مع بنت حاولت ترفضه.

اختنقت بوجع:

-عشان كدا كنت بخاف، بخاف اخسر صورتي قدام الناس، بخاف اخسر سمعتي حتى لو كنت بريئة، لما زيدان رجع كنت بخاف اكتر من فكرة انه يسيبني وانزل من نظره ويا ترى هيصدقني امتى؟ ويا ترى وقتها هكون فين ووصلت لأية.

زفر سليم بخفة طاردًا انفاسه الملتهبة في حين شعر بالشفقة قليلاً لِمَ تعانيه من ضعف نهش في روحها وجعلها مقيدة بسلاسل الخوف تخشى مواجهة هذا الوحش، فبقيت ضعيفة مستسلمة وقد رجح حالتها تلك لظروفها الاجتماعية مرورًا بزوج والدتها وزواجه وتلك القصة التي سمعها من اخيه، حتى زواجها بزيدان أخيه المتهور العنيد، فهو يعرفه عن ظهر قلب بعنفوانه الثائر وجنونه الجامح بالإضافة للمحة الشك التي سردتها برجفة لازمت صوتها، هو يعلم تلك الخصلة مر بمرارتها من قبل أثناء وفاة والده، تلقى اتهام صريح انه السبب الرئيسي في موت والدهم في حين أن اخيه الاهوج فكر بحماقة لمجرد ان ابيه ذكر اسمه قبل وفاته مباشرةً... وهنا رفع بصره ينظر لمليكة الشاردة ودموعها التي لا تتوقف عن غزو خدّيها بشراسة فكر للحظات هل ستتحمل عنفوان زيدان كما تحمله من قبل..هل ستسامح ان تلقت اتهامات بشعة منه بينما هي تنتظر الدعم!

اجفل على قولها القلق:

-بتبصلي ليه مش مصدقني! حقك وعارفة ان انا غلطت.

قاطعها بنبرة حازمة متوازن:

-ايوا غلطتي دي نقطة مهمة لازم تقفي عندها وتفكري صح الموضوع مش في زيدان اخويا، الموضوع فيكي انتي، كنتي لازم من الاول تقفي وتواجهي بكل قوتك وعلني كمان تثبيتله انك مش خايفة وان هو بأفكاره مجرد حشرة تقدري تدويسها...انتي خوفك على سمعتك خلاكي مش قادرة تاخدي خطوة صح.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُOù les histoires vivent. Découvrez maintenant