الفصل الرابع والعشرون

24.4K 1.6K 97
                                    

الفصل الرابع والعشرون..

-لسه زعلان ان رفضت خطوبتك.

كور زيدان قبضته بعدما دفعه شعور متهور بإخبار سليم الحقيقة، وبطبيعته المتهورة وعدم استيعابه للموقف الذي يمر به سليم حاليًا وجد راحته في اخباره بكل شيء حاليًا:

-سليم أنا...

وقبل أن يُكمل باقي حديثه وجد صوت سليم يخبره بضرورة اغلاقه للاتصال بعدما طلب منه أحد الاطباء الحديث معه، اغمض زيدان عينيه بقوة مفكرًا ماذا لو انتظر قليلاً واخبره بكل شيء..لِمَ يشعر بظلمة شديدة تجتاح صدره تمنعه من التلذذ بحلاوة وجود مليكة بجانبه..ولوهلة فكر أن قرار الصداقة الذي اتخذته مليكة يفيده قليلاً، فهو لم يريد الانغماس بعلاقتهما الزوجية وهناك أشياء ثقيلة بداخله تجعله قلق دومًا من الغد.

خروج مليكة من الغرفة جعله ينتبه لها فقد ارتدت ثيابها واستعدت لاستكمال سنة الامتياز خاصتها بالمشفى الصغير الموجود في البلدة..ابتسم لها بحب، فردت له نفس الابتسامة..ورغم انه كان يشعر بالقلق حيال عدم تأقلمها بالبلدة إلا أنها تبدو سعيدة صافية عما كانت فيه بالقاهرة..ورجح أن ذلك الأمر يعود لزوج والدتها وهنا تذكر مكالمته له بالأمس واطمئنانه عليها معبرًا عن شعوره بالاستياء من اختفائها واغلاقها للهاتف.

-بابكي اتصل امبارح ونسيت اقولك كان بيطمن عليكي.

تبدلت ملامحها المبتسمة لشيء باهت لم يستطع تفسيره، ولكنها ردت بذكاء:

-أكيد زعلان مني عشان قافلة تليفوني صح!

أومأ برأسه مؤكدًا على حديثها والتزم الصمت، فاقتربت منه تجلس فوق مقعد مجاور، بينما داخلها في صراع كبير تحاول بقدر الامكان أن تظل ثابتة أمامه وألا تثير الشك بها فقالت بهدوء:

-كنت عايزة رقم جديد غير اللي معايا؟!

-ليه؟!

سؤال بسيط خرج منه، فهزت كتفيها تعبر عن استيائها:

-اللي كانوا معايا في المستشفى مش هيبطلوا يكلموني ويسألوني اتنقلت ازاي وروحت فين ..وأنا بحب الخصوصية فقررت اريح دماغي واقفل الخط دا خالص.

هز رأسه بتفهم ثم نهض وهو يتنهد بقوة معطيًا إياها هاتفه:

-تمام هجبلك رقم جديد النهاردة، خدي كلمي بابكي وطمنيه عليكي لغاية ما اغير هدومي.

التقطت منه الهاتف بسعادة وأجرت اتصالاً سريع بالسيد مصطفى الذي ما ان استمع لصوتها وبدأت اسهم العتاب ترشق بقلبها:

-خلاص يا بابا حقك عليا.

-وحشتيني جدًا يا بنتي، والبيت من بعدك بقى كئيب ومش قادر اعيش من غيرك.

اغرورقت عينيها بالدموع وهتفت بصوت مبحوح لتأثرها الشديد بكلماته الأبوية الحزينة:

-وحضرتك كمان وحشتني اوي، متقلقش اول اجازة هجيلك واقعد معاك.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُOù les histoires vivent. Découvrez maintenant