01

558 51 24
                                    

دلفتُ لمكتبي بهدوءٍ وخطىً ثابتة، لدي بعضُ الإتزان الداخلي بحكم خلفيتي العملية كطبيبٍ نفسيّ.

لقد اعتدتُ سماعَ كلماتٍ كثيرة كطبيبِ المجانين وما الى ذلك والذي لم يعُد يؤثر فيَّ كثيرًا.

لطالما أردتُ الانصات الى مشاكلِ الأخرين، لأني لم أجد من ينصتُ لما يؤرقني، ففاقدُ الشيءِ يُعطيه، لأنهُ على درايةٍ تامة بقسوةِ ذلك الفقد.

جلستُ على الكُرسي وامتدت يدي تنتشلُ الورقة المتموضعة على الطاولةِ أمامي.

كان ملفًا للمريض القادم والذي كان يُدعى تيهيون كما تم ذكره.

كُنت امعنُ النظر في الورقةِ جيدًا، طبيبهُ السابق قد كتب في سجله أن حالته هذه لا يُمكن أن تُعالج ولا يمكن انقاذه من أفكاره.

وجدتُ أنّ هذا سُخف، لأنك كطبيب نفسي يأتي دورك الصعبُ في جعل المستحيلِ ممكنًا لا الاستسلام من المحاولةِ الأولى.

سمعتُ طرقًا على الباب فأذنتُ له بالدخول بعد ترتيب أوراق مكتبي جيدًا والإنتقال الى كُرسي آخر.

«مرحبًا بك»، قُلت بنبرةٍ مرحة وكان ردهُ أن ابتسمَ لي باتساعٍ في المقابل.

من الوهلةِ الأولى، شككت في أن خطأً ما قد وقع، لأن الماثل أمامي يستحيلُ أن يكونَ مريضًا كما دوِّن.

بدأتُ الحديث معه بهدوء، لم أسألهُ عن سبب محاولته للإنتحار مُباشرةً بل بدأتُ بسؤاله أسئلةً عادية وكأنني أقوم بالتعرف عليه.

مُذهل!، الآن أنا مُتأكدٌ أنّ خطأً قد حدث، لقد كان الأصهبُ يتحدثُ بطلاقةٍ تامة وروحٍ خفيفة وكأن شيئًا لم يكُن.

إن رأيتهُ أمامي لكدتُ أجزم بأنهُ يمتلك السعادة كاملةً من عينيه الهلالية فحسب.

هذا الفتى حقًا غريب..

مبهم | TGDonde viven las historias. Descúbrelo ahora