٣_《فُرْصَةٌ أُخْرَى》

Mulai dari awal
                                    

ضربات قلبها انتفضت فرحاً، ثم أجهشت بالبكاء ولكن هذه، المرة كانت بسبب المعجزة التي حدثت معها، قررت لوسيل ألا تخبر أحداً بحياتها الفائتة فقط عاشت كما تمنت... وحققت كلّما كتبت بخطابها.

انتهت من دراستها الجامعية، ثم أصبحت أخصائية اجتماعية مشهورة، وألفت الكثير من الكتب لمساعدة الناس على تجاوز محنتهم.

وخلال مرور السنين كانت قريبة من شقيقتها، ولم يتفارقا أبداً، حيث تزوجت أسيل بالمنزل ذاته الذي يعيشون به وبعمر الثلاثين أصيبت لوسيل بالمرض نفسه، ولكن كانت ممتنة وهادئة وراضية، فشرعت في العلاج، وتم شفاؤها بعد ثلاث سنوات.

وأنجبت أسيل شقيقتها صبياً أسمته لوسيل، راضي تيمناً بالصبي، فقامت بتربيته جنباً إلى جنب مع أسيل وزوجها؛ مما جعلها تولي تفكيرها نحو الأطفال، فافتتحت دار رعاية خاص بالأيتام الأطفال، ثم افتتحت داراً خاصة بالعجائز، ثم توسعت بأعمالها الخيرية حتى وصلت إلى أفريقيا والشرق الأوسط.

وعند إتمامها الأربعين، توفت هي تنقذ أحد الأطفال من حريق شب بمخيمات اللاجئين.

هكذا طوت لوسيل صفحتها بعدما حققت ما أرادت،
وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، كان راضي يلملم أغراضه، ليذهب إلى منزل آخر، ووجد مذكرة لخالته لوسيل، قرأ سطورها إلى أن وصل إلى الصفحة الأخيرة حيث وجد:
"خير لك أن تكون الغائب الحاضر... على أن تكون الحاضر الغائب"
هذه نصيحتي لك يا راضي، لا تعش أيامك فقط من أجل دوامات الحياة، بالطبع عليك أن تقضي حياتك بتوازن، ولكن لا تسمح لروحك أن تسرق أو تُهلَك حتى تعيش بباقي روح.
إن العيش كجسد بلا روح، لهو أمر شديد، تشعر بمرارة الحلق بكل كلمة تلفظها وضيق صدر بكل مرة تتنفس وعيناك دوما ما تكون غير نابضة للحياة، يحتل الحزن ملامحك، مهما أجبرت وجهك على الابتسام وعقلك دائما ما يكون صاخبا، ولما لا وأنت تفكر بمنظور وحيد فقط وهو أنت! إن الكون يدور وفقا للواحد الأحد، الله جل جلاله.
تذكر أن هناك من يراقبنا ويعرف داخلنا، ويستمع إلى ندائنا ودعائنا وتأوهاتنا وحسراتنا، هناك من يضع لنا الخطط الخفية، إنه التدبير الإلهي ولو يعرف من دبر له الله، واصطفاه للاختبار، لملأ الدنيا فرحا، فهنيئا لمن أحبه الله.

تنهد وسقطت دمعة من راضي وأغلق المفكرة وأردف:
- خالتي... أنت لم تغادرينا... أنتِ خالدة بذاكرتنا.

ثم أخذ مفكرة خالته معه، وقررا أن يدلفوا إلى مدفن لوسيل قبل الذهاب لمنزلهم، فاليوم هو ذكرى وفاتها، وصلوا إلى قبرها، وكان هناك جموع من البشر، تقف وتدعوا لها، فأردفت أسيل:
- هل ترى جموع الناس، التي تملأ المدفن.
هنا ستجد الناس التي كانت خالتك، سبباً في إيجاد هدف لحياتهم وتجاوز محنتهم.
 حتى يوجد من أنقذتهم من الانتحار وهناك أولاد الدار... التي افتتحتها جاؤوا اليوم بذكرى وفاتها فقط ليدعو لها.
-لقد زرعتي الخير والآن تجني ثماره، هنيئاً لكِ... لوسيل.
كنتِ نعم الأخت والسند.
لم أحتج إليكِ يوماً... إلاّ كنتِ معي جانبي يداً بيد، أشعر أني لقائي بكِ سوف يكون قريباً، لذا كوني لي سنداً ومؤنساً كما كان الحال دائماً.

✨️

أخبرنني عن آرائكم؟
بالطبع أنا لا أحبذ نشر الكتابات الاجتماعية، لأني شخص ما زال يتعلم عن تعامله مع المحيط حوله، ولكني أتمنى أن أكون حققت مغزى هذه السطور، هذه قصة قصيرة قمت بإعادة نشرها.

 ببداية الأمر أنا نشرتها، لأنني أحببت أن أكتبها لشخص عزيز علي، يمر بمحنة ما، ولأني كما قلت أنا أفتقر قليلا للتعبير عن حالتي، فأنا ذلك الشخص الذي قد تتحجر الكلمات، وتقف بحلقه، ولا يستطيع إخراجها وأوقات لا يسعفني عقلي بإيجاد الكلمات الملائمة خاصة في مواساة شخص، لذا كانت هذه طريقتي في مواساتي لها.

صديقتي هذه اجتازت محنتها، وسألتني عن القصة القصيرة، لذا بناء على طلبها، قمت بنشرها مجددا، وتمنيت داخلي، إذا تمكن أحدهم من قراءة سطوري، أن تصل إليه رسالتي، ربما تكون مثل نسمة هواء لطيفة بيوم صيفي حار.

دمتم بخير دائما يا نسائم.

_نَسيم🕊

تمت بحمد الله.

إليكِ لوسيل. ✓Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang