الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

-قومي بسرعة..شنطتك فين؟

أشارت نحوها فوجدها لا زالت مغلقة وبكامل ثقلها، فيبدو ان الخادمة لم تفرغها وهذا ما أسعده كثيرًا، احتضن يد نهى وباليد الأخرى حرك الحقيبة خلفه، خرج للصالة فوجد الخادمة تمسك بحقيبتها هي الأخرى..ابتسمت نهى بسعادة وهمست بحماس:

-هتيجي معانا؟

-لا هروح بلدي يا هانم..المفروض اصلا اكون في البلد بس أنا فضلت في الشارع لغاية ما خالد بيه جه وفتحت بالمفتاح بتاعك ودخلته.

كان صوت الخادمة منخفض لدرجة كبيرة، تخبر نهى بخطتها الموضوعة من قبل خالد، حيث اتصل بها ليلاً وطلب منها ترك الشقة بطريقة لا تثير الشك بها، وبالفعل توجهت لميرفت وطلبت اجازة بسيطة ولعلمها بشخصية ميرفت طلبت منها الاخرى تسليم المفاتيح الخاصة بها فوضعتها الخادمة أمامها وبحقيبتها كان يوجد مفتاح نهى..والذي كانت قد وجدته بالصدفة في أحد ادراج السراحة الخاصة بنهى..وبالفعل غادرت تحت انظار ميرفت ثم جلست بأحد الكافيهات حتى ميعاد عودتها مرة أخرى كما هو متفق عليه.
أشار خالد للخادمة بالتحرك وبالفعل ودعت نهى وكان ذلك بمثابة الوداع الأخير وقبل ان تتركها همست بأذنيها بكلمات اعتبرتها نهى أنها بمثابة وصية لها:

-خلي بالك من نفسك يا ست نهى، ومترجعيش تاني عشان أنا مش هرجع خالص، مش هتلاقي اللي ينقذك منهم، وياريتك تخليكي مع أستاذ خالد.

أومأت نهى برأسها وعينيها تهدد بسقوط دموع حزينة بعد أن تأكدت أنها أخر مرة ترى بها من حاولت انتشلها مرارًا وتكرارًا من بحر ظلمات عائلتها..

غادرت الخادمة تحت انظار نهى الباكية في صمت، ومن بعدها دخل خالد للشقة مرة أخرى فأشار نهى للمجيء خلفه..اتجهت نحوه بسرعة تستعد لهروب جديد معه ولكنها تفاجأت بدخول رجال ملثمين للشقة توقفت على أعتاب الباب تنظر لهم برعب حقيقي حتى أنه توقف الاستفهام على طرف لسانها وذلك عندما وجدت خالد يتجه لمنتصف الصالة وتحديدًا أمام النارجيلة الخاصة بميرفت وباقي الرجال توزعوا في ارجاء الشقة عدا غرفة ميرفت المغلقة...وبحركة واحدة رفع خالد نارجيلة ميرفت" الشيشة" لأعلى ثم انزلها بسرعة للأرض فتهشمت ومن بعدها اتجه أحد الرجال لكسر صورتها المحاطة بحواف ذهبية...خرجت صرخة صغيرة من نهى وانظارها تعبر عن مدى صدمتها، ولكن خالد انتشلها من صدمتها التي جعلت ساقيها تتشبث بالأرض بقلق عارم عما سيحدث فيما بعد...حتى أنه جذبها بقوة خلفه وهبطا درجات السلم بسرعة كبيرة حتى وصلا لسيارة مصفوفة في أحد جوانب الطريق..اخيرًا خرج صوتها مرتجف تسأله:

-خالد..هما هيعملوا ايه في ماما..

-هيحرقوا قلبها بس.

رد عليها وهو يشغل محرك السيارة ويتحرك بها سريعًا يبتعد عن البناية..ولكنها عادت تسأله بقلق اكبر:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now