|٥| سيجف قلمكِ للأبد.

1K 140 38
                                    

«خالد إوعى تفهمني غلط، دا قُصيّ من قوم عاد بيحضنني زي بنته.. عادي يعني.»

قفزتُ من مكاني خطوةً للخلف أبتعد عن جسد قُصيّ الضخم هذا، وبنبرةٍ متوترةٍ وملامح قلِقةٍ حاولتُ تبرير الموقف لخالد الذي نهض عن الأرض يحاول إزالة القيود التي قيّده بها أمير الحقير -رحمه الله بعدما حطّم الثعبان جسده- عن ساقيه وذراعيه، وما زالت عيناه ترمقان قُصيّ بغرابةٍ. ملامح خالد بدتْ وكأنّ هناك ألف سؤالٍ واستفسارٍ يدور في ذهنه. ولكن السؤال الأهمّ كان لدي..

لمَ أُبرِّر موقفي لخالد، وأنا لستُ ندى زوجته من روايته؟

أنا خائفة من أفكاري ونبضات قلبي كلّما وقع نظري على خالد.

خائفةٌ أن.. أن أكون قد أحببتُ خالد حقًا في ما أعيشه الآن، أن أكون قد أحببتُ شخصيةً خياليةً اقتبستُها من شخصٍ حقيقيّ لمْ أعُد أحبّه ذاتًا.

«يعني أنا مش بحلم، صح؟ الضخم اللي واقف قدامنا دا حد حقيقي؟»

قاطعني تساؤل خالد المصدوم، كان ينظر لقُصيّ بعينين متسعتين وفمٍ مفتوحٍ كالأبله. أخيرًا يا رجل؟ أخيرًا صدّقت أنّني لستُ ندى زوجتك من الرواية وما يحدث حولك شيءٌ يصنّف كالخيال، ولكنني لا أجد تفسيرًا مُقنعًا له حتى الآن.

«الضخم؟ هل وصفني هذا الأخرق بالضخم للتو؟»

فزعتُ من صوت قُصيّ الذي تدخّل فجأةً يكاد يُسقِط الطلاء عن الجدران من غِلظته وعمقه. رمشتُ أدير رأسي ناظرةً له لأجده يرمق خالد بغضبٍ. هل سيقتله الآن؟

لا، لا، مستحيل، لا يجب أن يموت خالد؛ إنّه أكثر شخصيات رواياتي شهرةً، إن مات سيضيع محتواي. محتوااااااي!

«اهدأ سيد قُصيّ؛ خالد لم يقصد ذلك، هو فقط يراك ضخم الجثة لأنّه صغيرٌ مقارنةً بك.»

«سيد قُصيّ؟ ما هذا اللقب؟ أنا الملك قُصيّ.»

اعترض قُصيّ مجددًا يزمجر بصوته الغليظ حتى اهتزتْ الأرض أسفلنا بالفعل وسقط جسدي لأجد نفسي دون قصدٍ في عناق خالد.. الدافئ.

هح!

رمشتُ وملامح خالد تتبيّن لي أكثر من هذا القُرب في عناقه. رباه! هل كان يجب أن أصِفه بهذه الوسامة في روايته؟

لا لا ندى، اثبتي يا امرأة! هذا حرام.

ابتعدتُ عن عناق خالد سريعًا أدفع صدره بعيدًا عني بضيقٍ وبكل قوّتي، ثم رمقتُه بتقززٍ وكأنني لستُ مَن ارتميتُ في عناقه. نظرتُ لقُصيّ مجددًا أجيبه مُبتلعةً لُعابي، أحاول رفع رأسي لأقصى درجةٍ كي أستطيع رؤيته من هذا الارتفاع-:

«حسنًا مولاي قُصيّ المُعظّم، هلّا شرحت لي ما الذي يحدث هنا؟ ولمَ أنا هنا؟ كيف وصلتُ لروما والتقيتُكم ذاتًا وأنتم شخصيات اختلقها خيالي؟»

مَن اختطَف ندى الشحات؟ (ابحث معنا!)Where stories live. Discover now