8

143 6 4
                                    

لطالمَا كُنتَ هادئًا و لكِنكَ اليومَ هادئٌ أكثرَ مِن المُعتادْ كما لو أنَكَ أُصبتَ بِالبُكمِ و الصَمَمْ في الوقتِ ذاتِه لقد كانَ لديكَ هالاتْ لقَد بدوتَ شاحبًا أيضًا يؤلمني رؤيتكَ هكذا كأنكَ لستَ نفسَ الشخصِ الذي إحتفلتُ معهُ في الأمس ، إقتربتُ مِنك و كانت نيتي الحديثَ فقطْ و لكِن بدلاً مِن ذلكَ وجدتني أحتضنُك بشدةٍ ، شعرتُ بِك ترتجفُ بين ذراعي و بالرغمِ مِن أنك لم تُبادلني الحضن لقد أرحتَ رأسكَ على كتفي و أطلقتَ تنهيدةً شعرتُ أنها مُحملة بكلِّ هُمومِ الدُنيا همستُ لكَ بأنه ليسَ علينا الذهابُ للمدرسةِ اليومِ و شعرتُ بكَ تومِأ فقط ، أردتُ أن أبتعد و لكنكَ لففت ذراعيكَ حول خاصرتي و جذبتني إليكَ مِن جديد و لقد .. بدأتَ في البُكاء ؟ لم أستطِع مَنع نفسي مِن سؤالي لكَ ما الخطبُ ، لم تُجبني و إبتعدتَ و أخذتَ تمسحُ دموعكَ بعنفٍ ليس لهُ مِن داعٍ ألهذه الدرجة تكرهُ أن يرى الآخرونُ دموعكَ ؟ سرتَ نحو بابِ منزلكَ و لقد تركتَ البابَ مفتوحًا ورائكَ لذلك فهمتُ أنك تخبرني أن أتبعكْ و لهذا فعلتُ .. إنها أولُ مرةٍ أدخلُ إلى منزِلك أنا أعرفُ أنك تعيشُ مع عائلتك لهذا كان مِن الغريبِ أني لم أرى أحدًا هل ذهبو إلى أعمالهم ؟ باكرًا جدًا ؟ رايتُك مُستلقيًا على إحدى الارائكِ لذا جلستُ في الأريكة التي بجانبها و لقد بقينا صامتينِ إلى أن سمعتُ صوتكَ الذي إشتقت له " كولدين ، ماهو شهرُكَ المُفضل ؟ " لقد كان سُؤالكَ غريبًا و كُنت أعرفُ جوابه جيدًا و لكني إخترتُ أن أقول " فجأة ؟ " رأيتُ الإنزعاج الذي كسى ملامحكَ و لكِنكَ أخفيتهُ سريعًا و تنهدتَ ثُم نهضتَ لتجلس بجانبي و وضعتَ رأسكَ على كتفي مُجددًا ، هل أنت واقعٌ بحبي أنا أم بحبِ كتفي أنا اتساءل ؟ " أنا جادْ أخبرني فقط " سمعتُك تتمتم ، لم أنظُر إليكَ و أظنُ أنكَ إبتسمتَ حين سمعتني أُجيبكَ " أكتُوبر " ، أمسكتَ بيدي في يدكَ و شابكتَ أصابِعنَا حينَها سمعتُ صوتَ البابْ يُفتح و أصواتْ حديثٍ هل عائلتُكَ عادَت ؟ لم تُزعِج نفسكَ بالحركةِ حتى لذا فعلتُ المِثلَ . لقد شعرتُ بنظراتِ أحدٍ مثبتة على ظهري لذا رغِبتُ في أن أكتشفَ هويته و لكني سمعتُك تهمسُ " لا تتحرك " و تركتَ يدي ثُمّ نهضتَ متوجهًا للشخصِ ، هل علي أن أطيعكَ أو هل علي الوقوف معك ؟ لم أعلم لذا لم أفعل شيئًا سمعتُ صوتَ إمرأة يقول " آرون ، هل هذا صديقك ؟ " لم أسمعْ جوابكَ و إلتفتُ لأعرفَ ماذا يحصُل و قد تقابلَت نظراتنا و إبتسمتَ لي و أعدتَ بصركَ للمرأة و قُلت " لا .. إنهُ حبيبي " شعرتُ بأني تجمدتُ تمامًا أعني .. أنا لا أعترض على هذا و أعلمُ أني أيضًا إعترفتُ حين أخبرتكَ أن شهري المُفضلَ هو أكتوبر و لكن مِن الغريبِ سماعُ هذه الأشياءِ منكَ و لمفاجئتي كانَت المرأة سعيدةً و توجهت نحوي و عانقتني ؟ لم أعرفْ ماذا علي أن أفعل و لم أعلمْ هل أنا في واقعٍ أو حُلم لذا لم أفعلْ شيئًا و هل كانَت المرأة تبكي ؟ أحتاج لبعض التوضيحاتِ منكَ و سُرعانَ ما أعطيتني اياها بعد أن أخذتني لغرفتكَ و فوجئتُ أنكَ لم تُبدي أي تعبيرٍ حزينٍ حينَ تحدثتَ قائلًا " تخلتْ عني عائلتي و سافرو بعيدًا و هذه المرأة هي صديقةٌ لهم .. الوصيةُ علي لذا طلبو منها الإعتناء بي هذا غريبْ أعلم و لمْ أكُن أبكي لأني حزينٌ على رحيلهم بل كُنتُ أبكي لأني لا أحبُ حدوث الأشياءِ فجأة " كُنت أعرف أنكَ تكذبُ في هذا نوعًا ما أعني أنتَ أخبرتني قليلًا عنْ مشاكلكَ العائلية و أنا أعلمُ أنه يؤذيكَ مُعاملتهم لكَ بهذا الشكلِ مِن الطبيعي أن تفعل ، " على أي حالْ .. هي أفضلُ منهم لذا لا تقلقْ لأجلي " قُلتَ و فتحتَ أذرعكَ لذا توجهتُ نحوكَ بصمتٍ و قُمتُ بإحتضانك " سأكونُ بجانبكَ دائمًا سواءً كانَت موجودة أو لا " أخبرتُك و شددتَ مِن عناقكَ لي و ما أعرفهُ تاليًا أننا كُنا نبكي كلانا حتى غططنا في النوم و حينَ إستيقظتُ بجانبكَ و حدقتُ في ملامحكَ ، شعرتُ بالإنتشاءِ و السعادة ظننتُك نائمًا حينَ قمتُ بطبعِ قبلة على جبينِكَ " يُمكنُ للصيفِ أن يقعَ بين الخريفِ و الشتاءِ في النهاية " هذا ما قُلته قبل أن تسحبني في قبلةٍ على الشفاهِ ، لقدْ أخبرتني أنك سيئٌ في التعبير عَن مشاعركَ و أظنُ أنك قصدتَ سوءكَ في التعبيرِ عنها بإستعمالِ الكلمات .

تمت

أُكتُوبر || OCTOBERWhere stories live. Discover now