الفصل العاشر

156 10 0
                                    

الفصل العاشر

فتح باب السيارة و نزل و سار مبتعدا و رأته يدخن و هو شارد الذهن.
بعد قليل عاد و قال و هو يقود السيارة بهدوء: "انا اسف.............. قلت لك اعصابي متعبة قليلا........... لا تشغلي بالك"

قالت محاولة تغيير الموضوع: "هل الاسواق بعيدة من هنا؟"
اجابها و كان هادئا تماما و بقيت تتحدث معه بأمور عامة مما ساد الجو الهدوء و الراحة.

دخلت سيارته في شارع مزدحم مملوء بالمعارض و محال الملابس و قال و هو يحاول ركن سيارته في المرآب المخصص: "خذي حريتك في الوقت فأنا اليوم ...... متفرغ لك"

عندما سارت معه في الشارع زمت شفتيها و هي ترى عيون كثيرة تكاد تلتهمها................ يبدو ان ويليام شخص بارز و معروف اجتماعيا اذ كان بين الحين و الاخر يرد على التحيات............. قال و هو يرشدها الى بوتيك ضخم: "صاحب هذا البوتيك صديق قديم لي و اعتقد انك ستجدين كثيرا من متطلباتك هنا"
فجأة امسك كتفها و ابعدها عن مجموعة من الشبان و هم يسيرون كادت ان تصطدم بهم و يبدو شكلهم غير مقبول و في الازدحام الكبير خرجت بمساعدته بسهولة حتى انها سمعت بعض كلمات الاطراء من الرجال و احدهم لامس شعرها.................
عندما خرجا من الازدحام ابعد ذراعه الذي كان يحيط جسدها ببطء و تلاقت عيونهما............. ابعدت بصرها و فتح لها باب المحل.
دخلا و شعرت ببرودة الجو في الداخل و انتعش جسدها ثم جالت ببصرها في المكان و على المعروضات من الملابس كان بوتيك راق جدا و تبدو الاسعار فيه مرتفعة......... خجلت من وليم لأنه سيضطر ان يدفع مبلغ مرتفعا و هو في غنى عن ذلك.

اقبل صاحب البوتيك و كان رجلا اسمر البشرة ضخم الجسد و بسن وليم تقريبا و رحب بهما ترحيبا حارا.......... قال وليم باهتمام: "السيدة ليندا اولسو............... زوجة ابن اخي............... ارجو ان تساعدها بانتقاء ما ترغبه"
الرجل و بابتسامة عريضة: "بالطبع.............. كل ما لدينا يناسب السيدة"
ابتسمت و ابتعدت تسير و تتطلع بين الملابس و تركتهما يتحدثان.

بعد ان انتقت بعض الملابس التفتت الى وليم الذي كان واقفا مسندا ظهره على الجدار الزجاجي و مكتف الذراعين و ينظر اليها بتحديق وكأنه كان يراقبها طوال الوقت...... خفق قلبها عندما رأت تلك النظرات الجذابة من عينيه.......... اقتربت و مازال ينظر اليها و قالت بلطف: "لما لا تساعدني............. الا تشرف على اختياري ف......."
توقفت عن الكلام قليلا ثم واصلت: "فرأيك.......... يهمني"
سار معها و قال و هو يتأمل الملابس التي اختارتها: "لا اريد ان اخذلك فليس لي خبرة بانتقاء الملابس النسائية........ لكن اعتقد انك لم تختارين شيئا افضل بكثير مما عندك.................. سأضطر ان اترك بعضها و ابقي الذي اراه مناسبا اكثر"

بعد قليل رأته واقفا امام فستان اسود يبدو انيق جدا طويل و جميل قالت بابتسامة: "لا اعتقد انك تفضل هذا لي......... يبدو اقل حشمة مما تريد"
مرر يده على شعره و قال بسرعة: "اعجبني كثيرا انه فستان سهرة........... يمكنك ارتدائه في بعض المناسبات الخاصة اعتقد انه............ سيجعلك فاتنة"
بقيت تتأمل بملامحه و هو مازال مركزا في الفستان................. تجهمت و خشيت كثيرا من ذلك الوضع و خشيت اكثر من اهتمام هذا الرجل بها لتتعذب هي بمشاعرها اتجاهه لكنها تخشى على مشاعره.
التفت اليها و قال بتركيز: "هل من خطب؟"
ابتعدت و هي منزعجة.......... شعرت به يتبعها ثم قال: "ما بك؟............ ازعجك كلامي؟"
اخفت مخاوفها و قلقها و قالت و هي تمرر يدها على مجاميع الملابس المعروضة: "لا ابدا......... انا اسفة............ استأت قليلا عندما تذكرت جاك كان من المفترض ان يكون هو معي............. كان عليه ان ينتقي لي الملابس على ذوقه............... ليته ينتهي من الذي يشغله حاليا و يتفرغ لي............ لا يمكن ان ابقى هكذا معتمدة عليك بكل شيء.............. يحرجني جدا ما يحصل الان......... لابد انك تستثقلني فأنا بالتالي لا امت لك بصلة تعتبرني دخيلة على العائلة"
هو وبنبرة انهت الموضوع: "لا اريد سماع المزيد من هذا الكلام........... اصبحت من العائلة و انا اعتبر جاك اخ اصغر لي و ليس لي......... مشاعر اتجاهك سوى................. مشاعر الاخوة"
نظرت اليه بسرعة و تأملت ملامحه الجادة و ايقنت انها ابتعدت كثيرا بظنونها عندما اعتقدت ان هذا الرجل معجب بها و سبب اهتمامه بها هو انجذابه اليها و لا تدري ان كان كلامه هذا افرحها ام احزنها؟

ارجوحة الحب والندم الجزء الخامس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن