الفصل الثالث عشر

Start from the beginning
                                    

حاوطت ذراعه تجذبه نحوها وهي تنظر في عمق عيناه مباشرةً ترفض هروبه منها وبنبرة انثوية حادة جعلته يبتسم:

-جاوب  زعلان ليه من غير لف ودوران.

لم يعلم سر التغير الطفيف بعلاقتهما أهو السبب فيه أم هي، هل اختفت قدرته على كتمان مشاعره فباتت واضحة لها، أم أن شمس أخرجت جرأتها دفعة واحدة وأصبحت اكثر راحة في حصاره:

-معرفش، بس يمكن كنت مستني هو اللي يقولي على خبر زي دا.

أومأت بصمت لم يستمر طويلاً وعادت تطلق تبرير لا شك أنه هدأ من غضب سليم:

-كان المفروض يقولك فعلاً، بس زيدان مش كدا يمكن أنت متعرفوش وأنا معرفتي بيه أكتر هو مش زي يزن أكيد، بس دا اكيد مش تجاهل منه ليك بالعكس يمكن مش قادر ياخد خطوة انه مثلا يقولك انه نفسه يخطب وشايف ان فيها إحراج! بس الأكيد لا يمكن تجاهل أبدًا.

ترك لها مهمة التبرير ، فكان متعطشًا لمثل هذه التبريرات، لا يريد أن تضاف أمور جديدة فوق جراحه القديمة فتزيد الطين بلة، وهو ما زال يعاني منها حتى لو في صمت بعيدًا عن الجميع، بالإضافة أنه يرفض التخلي عن الراحة النسبية التي بدأ يشعر بها منذ مواجهته مع زيدان ومحاولات أخيه في عودة علاقتهما الأخوية إلى موضعها الطبيعي، ورغم أن المحاولات جميعها كانت من جانب زيدان حيث  كان سليم يقف متابعًا وصول أخيه إليه كما يريده بالشكل الذي يريح ذاته بعد أن ذاق ويلات من الخذلان سواء منه أو من عائلته، وحينما حاول معهم تسوية أمورهم لم يجد طاقة لذلك، فاختار الانتظار واعتبره مكافئة بسيطة عما عاشه وحده وما فقده رغم عنه.

-سليم روحت فين؟

انتبه على صوتها المتسائل في قلق، فحمحم بخشونة مؤكدًا على حديثها:

-معاكي، فعلاً ممكن يكون كلامك صح.

خرجت منه إجابة ساذجة في محاولة لإنهاء الحديث عن زيدان، لطالما يحب دومًا التفكير مع نفسه دون تطفل برئ من شمس يقلب موازين تفكيره، وها هي مجددًا تتسلل لتفكيره وتسأله في براءة:

-وليه رفضت انه ياخد خطوة ويستناك لما تيجي الاول.

حول بصره نحوها متسائلاً في تهكم:

-وانتي كنتي مستنيه اقول غير كدا!

التزمت شمس الصمت في ظل احتدام انفاسه الضاربة لوجهها، فتابع حديثه بعنفوان:

-أنا اخوه الكبير مينفعش ياخد خطوة زي دي من غير ما يرجعلي، لازم اشوفه النسب واعرف البنت كويسة وتناسبه ولا لا.

-سليم هو مش بنت دا ولد وناضج كفاية على فكرة.

اندفع بجسده ينهض في غضب وكأنه يواجه زيدان:

-وأنا اخوه الكبير، أنا طول عمري بتحمل كل حاجة عشان خاطرهم، جاية في اكتر وقت بتمناه عايزة يبقا وجودي زي عدمه.

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُWhere stories live. Discover now