الفصل الثاني والعشرون

1.3K 36 1
                                    

لم يذهب غريب للعمل اليوم بل ظل بمنزله بعدما أخبر والده أنه لن يذهب اليوم ليقوم ببعض التجديدات بمنزله بينما ذهبت ليالي لمنزل والديه تعد الطعام مع فاتن اما غريب يقف بالمنزل مع العمال الذين يحملون الاثاث لخارج المنزل وبعدما انتهوا بعد عدة ساعات طويلة أعطاهم غريب أجورهم وذهب لمنزل والديه ليجد ليالي و والدته جالسين في الردهة يتناقشان في اختيار الالوان للمنزل جلس معهما بابتسامة قائلا لوالدته: شكلنا هنقرفكم اليومين دول يا ماما هنضطر نبات هنا بقي الشقة هناك فضيت خالص.

اردفت فاتن بابتسامة: تنوروا ياحبيبي أنا لو اشيلكم العمر كله عمري ما اتعب منكم.

احتضنتها ليالي قائلة بابتسامة: حبيبتي يا طنط يا عسل انتِ.

ابتسمت فاتن لتبادلها الحضن ليقول غريب بغيرة مصطنعة: ممم شكلي هغير قراري ونرجع الشقة تاني.

ضحكوا جميعا واكملوا البحث في المجلدات أمامهم عن ألوان لمنزلهم ..

بعد ثلاثة أيام حدث فيها الكثير من تجهيزات لمنزل غريب التي ارهق بها بشدة وبين ذهاب ليالي لرحمة صديقتها في قراءة الفاتحة و انتهاء عزاء خالة محمود وفاطمة وتقرب نسرين من كرم بحب متناسية أفكارها وحياتها السابقة التي ارتكبت بها الكثير من المعاصي وبدأت تهتم بكرم بينما نائل بدأ في عمل خاص به حيث رفضته العديد من الشركات بناء علي ملفه في قضية واقعة التحرش ليبدأ من الصفر كما يقال بمساعدة والده له فتح مصنع ملابس بسيط ودخل معهم شريف شريك في ذلك المشروع ...

دلف محمود حجرة فاطمة ليجدها تجلس بهدوء والحزن بادي علي ملامحها ليقترب ويجلس بجانبها قائلا بحنان: يلا يا فاطمة يا حبيبتي قومي البسي علشان هتنزلي معايا القاهرة.

نظرت له فاطمة بضياع قائلة: نوجة سابتني يا محمود هعيش ازاي بعدها مش عارفة اتخيل ازاي هعيش بعد كدة والدنيا تمشي تاني من غيرها.

احتضنها محمود قائلا بالم: وحدي الله يا فاطمة ده عمرها مش هنعترض علي حكم ربنا سبحانه وتعالى كل اللي علينا ندعيلها بالرحمة وهي إن شاءالله تكون في مكان كويس دلوقتي كفاية أن هي اللي ربتنا بعد ما اهلنا ماتوا.

بكت فاطمة بشدة في احضان أخيها قائلة بين شهقاتها: مش عارفة هعيش من غيرها ازاي وحشتني اوي في الكام يوم دول عدوا عليا كأنهم سنين.

ربت محمود علي كتفها قائلا: ادعيلها يا حبيبتي ربنا يرحمها ويصبر قلوبنا علي مصيبتنا، يلا بقي قومي جهزي حاجتك علشان نلحق نزور قبرها قبل ما نمشي.

نهضت فاطمة سريعا تجهز ملابسها حتي تودع خالتها للمرة الأخيرة ظلت تنظر بأنحاء غرفتها بدموع عالقة باجفانها فهي قضيت بها حياتها كلها لم تخرج قط من المحلة تنهدت بألم وهي تلتقط صورة خالتها وتضعها بحقيبتها لتغلق الحقيبة ..

ليالي الغريب Where stories live. Discover now