1.1.4

11 1 0
                                    


💠💠💠💠💠💠💠

1.4

**** الماضي يلاحقنا دائماً ****

"القوة، القدرة، السيطرة، الإخضاع، الجبروت، القهر، السطوة، العظمة، النفوذ، المُلك، الحُكم. السلطة!

هي الفرق بين المتحكِم والمتحكَم به.

ولكن حقاً ما هي السلطة؟

هي قدرة شخص أو مجموعة على فرض أنماط معينة سلوكية لدى بقية الناس. أليس كذلك؟

لذلك تبدو كأنها امتياز وليس عبء.

فالجميع يراها كأنها مسعى يجب بلوغه، إذ هي القدرة على تغيير أي شيء وبأي شكل تريده؛ وهي الفرق بين الحاكم والمحكوم، بين القادر على إصدار القوانين وبين من تقع عليه تلك القوانين!

إن لم تكن كذلك، لما كنتم الآن تستمعون لي!

الآن بات من الضروري أن نغير طريقة عملنا، وأن نقول للعالم بأننا قادرون على حماية أمنه واستقراره ومحاسبة كل من يقف في وجه تحقيق ذلك، بالطبع بالتعاون مع باقي حلفائنا والدول الصديقة لنا.

وكدولة يقع على أراضيها جمعية الأمم الواحدة ومركز قوات التوازن، نتوجه ببالغ أسفنا وتعاطفنا مع عائلات الجنود الذين قضوا في التفجير الغادر الذي طالَ مستودع الأسلحة مؤخراً أثناء تأديتهم واجبهم المقدس اتجاه الدول النشيئة وحفظ أمن الناس وسلامتهم، وسنعمل بالتعاون مع قوات التوازن لمعرفة ماذا جرى وإن كان اختراق أمني أو لا، وسنقوم بزيادة دعمنا لهم.

وأريد الآن أن أكسر تلك السلسلة التي توارثها جميع من سبقني، وأبدي عميق أسفي عن جراح الماضي التي سببتها دولة البياض والدم لمملكة الفخار، والتي ما زلنا نرى إحياء تلك الجراح عبر التمييز المتوغل داخل مجتمعاتنا... "

يقف رئيس دولة البياض والدم أمام مئات الأشخاص الممثلون لمختلف مؤسسات ووزارات الدولة ملقياً كلمته الدورية -حيث التصوير يُنقل بشكل مباشر على التلفزيون من داخل قاعة اتخاذ القرار داخل البيت الرئاسي ويذاع في مختلف أنحاء العالم-.

يتم متابعة اللقاء المباشر من إحدى بيوت عاصمة دولة الغبار الدافئ، فيقول الأب وهو على سرير المرض: "هذه الدولة ومن هم على شاكلتها يرون بأن من حقهم فرض ما يريدون على بقية الدول، تحت مبررات واهية وسمجة مثل إعادة نشر الأمن والاستقرار، تمكين كلمة الشعوب المقهورة، تحرير الشعوب، القضاء على الفساد ودعم الحلفاء... وما إلى لا نهاية من الشعارات البراقة الملغومة، ثم بعد عشرات السنين من نهب الثروات والخيرات يقدمون اعتذارات باردة ومغلفة بعشرات الأغلفة لتحرفها عن حقيقتها، ودائماً كانت عائلتنا عائلة فاندلان تقف في وجههم، لذلك يا بني -كم أصبح عمرك الآن؟ سبعة عشر؟- عليك أن تعمل جاهداً لتنتشل دولتنا من أيدي البطشة الذين يمسكون برسنها، فعائلة فاندلان لا تموت! "

عبث مقصود Where stories live. Discover now