6"إنه أنا"

827 84 55
                                    

"في الصميم"

.
.
.

"حتى لو إني أمرٌ مُعقد،
حاولني!"


أخرج سلاحه بخفة يُجهزه للإطلاق في أية لحظة، و هو يترجل من سيارته التي ركنها على بُعد من ذلك المكان، نقل نظراته حوله في ظلام لا يُنيره سوى ضوء القمر المُكتمل أعلاه،

صوت أنفاسه المنتظمة فقط ما يُسمع مع خطوات أقدامه التي تدهس الأرضية الرملية أسفله في مكان خالي من كل شيء بعيداً عن المناطق السكنيّة،

بقي يسير لمسافة طويلة، و صوت صلاح بكلماته السابقة يتردد بذهنه مراراً و تكراراً يحثه على المُضي قُدماً، فيما ذلك العنوان الذي قرأه في الرسالة يزيد من حدّة أنفاسه ثانية فأخرى،

أضواء بعيدة لاحت أمامه، حفّزت حواسه ليُحاول الإختباء بأي شيء حوله، يسير بطريقة عشوائية محاولاً الإقتراب قدر استطاعته،

أصوات عديدة بدأت تتسلّل لسمعه، رجال كُثر يتكلمون عن بُعد، أصوات دعسات أقدام راكضة و أخرى تسير بانتظام، وربما تخيّل سماعه لصوت صراخ بعيد!

أسرع بسيره محاولاً استغلال غياب نور القمر أسفل الغيوم المتراكمة في السماء، فيما لفحات من الهواء البارد بدأت تؤلم صدره إثر تنفسه السريع،

لاح له عن بُعد بناء من عدة طوابق، واسع رغم القِدم البادي عليه، عدة أضواء مُتفرقة في المكان، رجال كُثر يسيرون من حوله ك حماية،  سيارات مركونة قريباً منه، أسلحة متناثرة في أيدي الجميع بشكل علني،
رأسه ارتفع للأعلى ليلمح عدة رجال يتنشرون على سطح المبنى، يسيرون بانتظام يُراقبون الأجواء من حولهم ..

أعمى عيناه فجأة ضوء شاحنة قوي، خرج من باب حديدي كبير في الطابق الأرضي قد رُفع للأعلى، لتظهر من خلفة شاحنة كبيرة بصندوق ضخم مُغلق جعل حاجباه يلتقيان بحدة و ريب،

راقبها تخرج من المبنى ببطء حتى ترجّل السائق منها، رجال كثر تجمعوا حولها ليقف أحدهم يربت على كتف رجل كان هو السائق: مجرد ما تلتقوا سيبلهم كل حاجة وارجع وهما هيتكفلوا بالباقي، خلي بالك من الطريق كويس وإحنا هنأمّنه قدامك كالعادة ..

هز الرجل رأسه ليهتف أحد الرجال: الدكتور وصل يا ريس،

قطب مهيمن جبينه محاولاً الإقتراب أكثر لاستراق السمع، و لكن صوت الشاحنة القوي حال دون ذلك،
فقد تحركت مجدداً بعدما عاد سائقها لمكانه، و سارت فوق طريق مُتعرج تحت حماية كبيرة حتى ابتعدت عن ناظريه مبتعدة عن المكان بأسره،

رفع حاجباه و شدد من إمساكه لسلاحه، نبضات قلبه هادرة، وا الذي يزيدها شدة كان كلام صلاح الذي مازال يتردد في ذهنه،

كيف لزيد أن يعرف مكاناً كهذا، ومنذ سنين !؟
أفكاره تُوصله لأماكن يخشاها، يخاف تصديقها، لينفض رأسه فجأة بعيون محمرة مصممة،

"في الصميم" بقلميfaroha.....Where stories live. Discover now