9: نـــيء

32.8K 1.8K 610
                                    

مضى على آخر لقاء بينهما ثلاث أسابيع , ولا بد لها من الإعتراف أنها صارت تستطيع النوم دون كوابيس

عادت لدوام الجامعة ورغم قلة إحتكاكها بالفتيان لكنها صارت تستطيع تبادل حوارات سريعة معهم وهذا تقدم كبير أشادت به طبيبتها الجديدة وشجّعتها على بدل المزيد من الجهد

تعلم جيّدا أنه كان الحافز الأكبر لمواجهة مخاوفها ربما لولاه لإنعزلت عن المجتمع والحياة للأبد , طريقته في إخراجها من قوقعتها خاطئة ولكن الهدف والنتيجة واحدة والآن صارت تعمل بعد الجامعة بدوام جزئي مع لارا لتساعد والديها على دفع مراسيم دراستها

لقد مرّ أسبوع كامل دون أي مشاكل أو إضطرابات نفسية قوية , أسقطت الصينية ثلاث مرات لحدوث تلامس مع زبائن رجال لكن الباقي مرّ بسلام حتى أنها تشّجعت لتقليل كمية الدواء ومواجهة مخاوفها كفى إختباء

أكملت عملها حتى نهاية اليوم وحلول الظلام ولن تنكر أنها كل ثانية تمر عليها فكرت به

أغرب وأحقر رجل رأته بحياتها لقد إنزعج منها والدها وقلل حديثه معها حين علم بمواعدتها سرا لرجل فهو لم يفهم حتى كيف حصل هذا مع مرضها أما والدتها فقد طارت سعادة ولا تصدق الخبر وتنتظر الفرصة للتعرف عليه سيغمى عليها إن عرفت بزواجها منه والأسوء إن علمت من يكون

ساندرا غارديان سخرت من لقبها الذي أصر على منحه إياها حظها الجميل يمنعها حتى من أن تحظى بعرس كباقي الفتيات لم يعطها فرصة لأي شيئ ببساطة اكتفى بجعلها زوجته على القلم في خمس ثوان ثم غادر وسافر , و في نفس الساعة من كل يوم يبعث لها برسالة ترعد كل أطرافها

تتمنى له أن يبقى بعيدا عنها مدى الحياة لن تهتم لشيئ لن تعترض كونها زوجته دامه بعيدا عنها يحميها بهذه الطريقة حتى وإن تضايقت حين تشعر بأعينه عليها كل الوقت

كلاب الحراسة خاصته منتشرون بكل مكان ...هل يظنها غبية لتلك الدرجة...رجاله نسخة عنه ...وحوش على هيئة بشر ...منظرهم وعيونهم تحكي آثامهم و جرائمهم ...جميعهم يحملون علامة الشيطان إما كوشم أو علامة بسياراتهم ... حتى القلادات التي يرتدونها ....تبا له

جلست على الرصيف وأغلقت سترتها جيدا فالجو بارد والظلام حل ، بقيت تنتظر سيارة الأجرة التي طلبتها في أوبر لأجلها وتلك الحمقاء ...تفكر بحجج لاقناع لارا بكذبة جديدة لاسئلتها اللامتناهية عن حبيبها الجديد فوالدتها لن تكون سوزان ان احتفظت بالسر لنفسها

زفرت بغضب وهي تكمش نفسها وتدخل يديها في جيب سترتها بارتجاف وتنتظر لارا لتغير ملابسها وتغلق المحل : تبا لهذه التطبيقات الكاذبة سأضع لها تقييما منخفضا ربع ساعة ضعها في مؤخرتك

رن الهاتف يفزعها ...تبا يا أمي لماذا نفس الروتين كل يوم

ردت على الهاتف بملل : ألو أمي نعم أنا بخير مسبقا أنا بانتظار سيارة الأجرة كعادتي سأعود بعد نصف ساعة ما إن تأتي تلك السيارة اللعينةوسأمر بطريقي لاشتراء مقتنياتك التي أوصيتني بها وداعا لا تتصلي سوى بعد خمسين سنة لأنه نفس الاتصال نفس الكلام ونفس جوابي والجو بارد كاللعنة دعوني وشأني

Sweet Venom ✔Where stories live. Discover now