(8)

10.7K 200 1
                                    

الحلقه الثامنه

مضي يومان و"حنين" تختبئ بغرفتها لا تعرف لما تشعر أنه يراقبها عطره الآخاذ يعلق بأنفها طوال الليل وفي الصباح يختفي تجد اشياء جميلة يهديها إليها معلقا إياها على باب غرفتها

أما هو يقضى المساء بجوار فراشها يتأملها بشغف ويحكي إليها معانته مع والده وخطيبته وكل ما مر به كانت بالنسبة له شاطئ مريح يجبره على نبذ ما فى قلبه من ألم ليعود هادئ مطمئنا شاكرا وفى الصباح ينام طويلا حتى لا يزعجها

*********************************
**************************
فى الصعيد

كانت زينات ترقد بلا حراك فى الفراش اذ آتى إليها الطبيب
والتف حوالها نساء العائلة بين مشفق وشامت دون الطبيب على الروشة
بينما هتفت هنية وهى تضع طرف حجابها على فمها :
_ مالها يا دكتور
لم يحد نظرة عن ما يكتب واجاب وهو يقطب جبينه :
_ هى تحت ضغط عصبى ونفسى ،ترتاح بس وما حدش يضغط عليها وهى هتبقا كويسه ،
ناولها اخيرا الروشته وهتف بإبتسامة مزيفه الف سلامه
التقطت منه الروشته وهى تحدثه :
_متشكرين يا دكتور

************************

وفى غرفة اخرى
احتد الحوار واصبح الصوت عاليا اذ تحدث وهدان بلهجة معاتبة الى اخية :
- هنعمل ايه فى العار اللى لحقنا دا يا فتح الله
خبط كفيه ببعض  هو يقول بضيق :
- أعملكم ايه ،البت وطفشت
لوح وهدان بيده وهو يقول :
- خلاص نبلغ الحكومه
اعتدل امين وصاح بغضب :
- كنك اتجنيت ونتفضح

- احنا نقلب عليها مصر كلتها (كلها) واما تاجى لاهى بتك ولا ليك عليها كلمة احنا هنربوها
هدر فتح الله منفعلا :
- اعملوا اللى تعملوه

كان عزام صامت تماما طوال كل هذة المشاحنات وبداخلة نيران وانتقام ووعيد لتلك العروس الهاربة التى وضعت تحت قدمها شرف عائلة كاملة دون مبالاة
و التى أتت مع امها من سنوات لتفتنه وهو شابا صغيرا وتتركه على لوعته فهو لم ينساها طوال السنوات الماضيه تعلق بها من وقتها إلى الآن وكان يراها فى احلامه دوما كنجم يتدلل وعندما سنحت الفرصة له اغتنمها بلا تفكير اثناءعرض عمه الأكبر على أبناء عمومتها الزوج من إبنة عمهم المهاجر بناء على رغبته هتف هو على الفور بأنه مستعد للزواج منها وتعهد على حسن تأديبها لأنها آتيه من بيئة مختلفة،كانت قاب قوسين او ادني من قبضته وفجأ ةاختفت داخل سيارة ذلك الغريب واحتمت به عوضا عنه
كان وعيدها منه لا تستوعبه ولن تعلم به فقد كانت طفلة صغيرة حينما أتت مع أمها من سنوات لتحضر عزاء خالتها امينة ولم تدرك اى مشاعر ولم تلاحظ حتى ذلك المتيم بها

***********************************************************************
فى سيناء

قد ملت من الهدوء المميت فى المكان وكل ما يشغل بالها الأن هو أين اختفت ملابسها ،تحركت فى الشقة وحاولت استكشاف المكان بحثت جيدا وفتشت في كل الأرجاء
ولم تجد شيئا اخير دخلت المطبخ وسال لعابها نحو الرائحة الذكية التى تأتى من الطعام الذى أعده" زين" ترددت كثيرا قبل أن تمد يدها إليه ولكن فى النهاية استجابت الي نداء معدتها وتناولت من ذلك المقلاه حساء عجيب ولكنه راق لها فبدأت بالتهامه بتلذذ

علي ذمة عاشق  للكاتبة "ياسمينا أحمد"Where stories live. Discover now